تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم لا لوم على ابن حبان وابن خزيمة والعجلي وغيرهم في اعتبارهم ثقة من لم يظهر فيه الجرح، فإن هذا اجتهاد منهم خالفه جمهور الأئمة المحدثين. وبهذا المذهب ساروا في عد المجهولين عند الجمهور من الثقات، لرأي ارتأوه صحيحا، وليس كذلك. وهم بهذا السبب خالفوا الجمهور، فهل نقول فيهم: متساهلون. ونرد جميع توثيقهم بناء على أن فيهم التساهل بهذا الإطلاق!!!؟ أم ندرس حال الراوي الذي وثقه العجلي، فإذا خالفه الجمهور نرد كلامه؟ فأي موفقين لديك هو الصحيح، أن نرد جميع كلامه بمجرد أن فيه التساهل أم نرد كلامه الذي خالف فيه الجمهور؟

ثم ما ذكرت من الأمثلة قد يرى غيرك خلاف ما رأيت، فعمارة بن حديد البجلي، جهّله جمهور الأئمة كالرازيين وابن المديني وابن السكن، وذكره ابن حبان في ثقاته ولم ينص على توثيقه، وهو كعادته، ولم يذكر ابن حجر كلام العجلي فيه بشيء، والقول بجهالته هو الراجح، لذلك قال ابن حجر: مجهول. ولعل ابن حجر لم يطلع على ما اطلعت عليه من كلام العجلي، مع أن ثقات العجلي عنده. فالعمدة هنا كلام الجمهور لا كلام المنفرد.

وأما منصور الكلبي، وهو ابن سعيد، وقيل: ابن زيد بن الأصبغ المصري فقد جهّله ابن المديني، وابن خزيمة مع ما قلنا من مذهبه فقد قال فيه: لا أعرفه. وخالفهما العجلي فقال: بصري تابعي ثقة. والظاهر أن العجلي قد سار على رأيه فيمن لم يظهر فيه الجرح فوثّقه، ولو تأملنا في حال منصور الكلبي لعرفنا صحة قول من قال بجهالته، لأنه لم يرو عنه إلا أبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني. مع هذا لم يقل فيه ابن حجر: مجهول. وقد عرفنا الفرق بين مجهول ومستور في كلام ابن حجر العسقلاني، وأن المجهول عنده مردود حديثه، والمستور متوقف في قبول حديثه إلى استبانة حاله، وهذا الرأي هو الذي صرح به ابن حجر في نخبته. وهذا دليل على أن كلام العجلي عند ابن حجر ليس مردودا على الإطلاق، بل فيه بعض الاعتبارات، مع أنه قد خالفه مثل ابن المديني.

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 11 - 09, 08:43 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سأرد إن شاء الله على ما ذكره الشيخ إبراهيم محمد زين سمي الطهوني أعلاه، وما ذكره الشيخ أبو معاذ الحلواني في موضوع منفصل ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1174633)، وفقهما الله. مع العلم أني اطلعت كذلك على رد الشيخ العوني، والشيخ علي الشحود، وما ذكره الأفاضل في هذا المنتدى من قبل، وكذلك ما كتبه عبد الله البخاري (تلميذ ربيع المدخلي). وأصل الموضوع هو كلام لي هنا: http://www.ibnamin.com/Manhaj/ejli.htm

قال أبو معاذ: "استدللتَ بأقوال العلامتين: المعلمي ومن بعده الألباني والشيخ السعد .. ولاشك أن أقوال العلماء هؤلاء تحتاج إلى استدلال لصحتها، لا أن تكون هي أدلة بحد ذاتها"

أقول: صدقت في هذا، والذي أستشهد به هو استقراء هؤلاء العلماء، لا أقوالهم المجردة. ولا ريب أن المعلمي والألباني والسعد والوادعي من ذوي الاطلاع الواسع، فشهادتهم في الاستقراء معتبرة. وخاصة كلام الشيخ السعد فقد فصل فيه وبيّن: لا يخفى أن ابن حبان عنده أن الثقة الذي لم يُجرح. والعجلي قريب مذهبه من مذهب ابن حبان، وأنه يتوسع في توثيق المجاهيل وبالذات إذا كانوا من طبقة كبار التابعين وطبقة التابعين ... وإذا تتبع الإنسان كلام العجلي: «لو تتبع مئتين راوي أو ثلاثمئة راوي ممن ذكرهم العجلي في كتابه "الثقات" وحكم بتوثيقهم العجلي ... سوف تجد هذا ظاهراً ... كما أنه أحياناً قد يكون الشخص لا يصل إلى درجة أن يقال عنه "ثقة ثبت" أو "ثقة"، يصل إلى درجة "الصدوق" أو "الثقة الذي له أوهام"، فيقول عنه مثلاً: "ثقة" أو "ثقة ثبت"، وما شابه ذلك».

وأنا أعتمد على استقرائي الخاص، لكني مجهول عندكم، وهؤلاء العلماء معروفون مشهورون.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير