تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سؤال للشيخ الألباني في الرد على المستشرقين في تدوين الحديث]

ـ[عبدالله بن بدر]ــــــــ[09 - 10 - 09, 07:50 م]ـ

الرد على المستشرقين في تدوين الحديث

للشيخ / محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله –

اعتنى به / أخوكم عبدالله بن بدر

تم تفريغ هذا الموضوع من مادة أحد أشرطة الشيخ رحمه الله.

شيخنا جزاكم الله خيرا ..

سمعنا كثيرين ولعلكم تعلمون أن قولهم هذا له جذور تعود إلى المستشرقين وافتراءاتهم , وهو أن الحديث الشريف لم يكتب حتى القرن الثاني الهجري, أو الثالث الهجري , واستدلوا طبعا بأحاديث ولعلها أصحها أو الذي لم يصح غيره في هذا الباب , الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: (لا تكتبوا عني غير القرآن ومن كتب عني غير القرآن فليمحه) وأيضا استدلوا بآثار عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بحرمة أو كراهة كتابة الأحاديث النبوية , ثم رأينا علماء أيضا قالوا: نعم , إن هذا الحديث يدل على عدم جواز كتابة الحديث أولا في أول الأمر ثم نسخ الأمر.

فالسؤال: هل حقا هذا الحديث يدل على حرمة كتابة الحديث.

أولا: هناك اختلاف في رفعه ووقفه.

فنريد بيانا في صحته مرفوعا.

ثانيا: هل حقا يدل على حرمة كتابة الحديث , ثم ما هو ناسخه إذا كان له ناسخ , أو ما هو تأويلكم أو توجيهكم للحديث وجزاكم الله خيرا.

1

جواب الشيخ /

يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.

يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا.

يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما.

أما بعد ..

فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد @, وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ..

وبعد ..

كان السؤال من أحد إخواننا الجالسين معنا وهو طالب علم قوي إن شاء الله , عن مسألة طالما يثيرها أعداء الإسلام من المستشرقين ومن المسلمين المتغربين والمتأثرين بتوجيهات الكفار المستشرقين.

تلك المشكلة هي عدم الوثوق بالأحاديث المروية الآن في كتب السنة لا فرق عندهم فيها ما كان منها صحيح الإسناد , أو كان غير صحيح الإسناد , وبالتالي بين ما كان في الصحيحين أو في السنن أو المسانيد أو غيرها من كتب الحديث.

ذلك لأنهم يريدون تشكيك المسلمين في المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم؛ ذلك لأنهم يعلمون يقينا , وأقول آسفا يعلمون حقيقة علمية طالما غفل عنها بعض علماء المسلمين وبخاصة منهم بعض المعاصرين , لا ينتبهون لأهمية السنة , وتعلقها بالقرآن الكريم , وبمعنى أنه لا يمكن للعالم المسلم أن يفهم القرآن كما أراد الله سبحانه وتعالى إلا عن طريق حديث الرسول , وهم (المستشرقين) يعلمون أن من أهم أسباب افتراق الفرق الإسلامية في فهم كتاب الله عز وجل , إنما هو اختلافهم في السنة , وخلافهم في السنة يعود كما ذكر ذلك شيخ الإسلام في رسالته المعروفة التي يبين فيها أسباب اختلاف علماء المسلمين , يعد فيها أكثر من عشرة أسباب منها:

أن العالم من أولئك العلماء كان يبلغه الحديث فيعمل به , والآخر لا يبلغه الحديث فيجتهد برأيه , وهذا الاجتهاد بالرأي لا ضير فيه إطلاقا لأنه من المصادر الأربعة بعد الكتاب والسنة يأتي اجماع الأمة ثم يأتي الاجتهاد الذي فتح بابه نبينا محمد بالحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الرسول @أنه قال (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران , وإن أخطأ فله أجر واحد) فالاجتهاد هو من جملة أسباب الخلاف بين علماء المسلمين لأنه متى يجتهد؛ إذا فقد النص من الكتاب أو السنة , أما الكتاب فهو محفوظ بحفظ الله عز وجل له بالحرف الواحد , أما فمن حكمة الله تبارك وتعالى أن قدر أن تحفظ بجهود العلماء وليس بحفظ الله مباشرة كما فعل في القرآن الكريم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير