تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالله عز وجل إذا قد حفظ على المسلمين حديث النبي وسنته؛ لأن في ذلك حفظا لمعاني القرآن الكريم , المعاني هذه هي التي تكون ألفاظ القرآن قوالب لها , وليس المقصود بالقرآن هو الألفاظ دون المعاني وإنما اللفظ والمعنى معا , بل إن الألفاظ بالنسبة للمعاني تجري مجرى الوسائل بالنسبة للغايات , ولذلك فلا يكفي أن يؤمن مسلم ما ولنضرب على ذلك مثلا: أن يؤمن بكل حرف في القرآن الكريم بكل آية في القرآن الكريم لكنه يحور معناها , يصرف معنى الآية إلى معنى غير صحيح فهو يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض ,يؤمن باللفظ ويكفر بالمعنى.

ولنضرب مثلا معاصرا: اليوم توجد طائفة جديدة بلا شك من الفرق الضالة مع أنها تتبنى أركان الإسلام الخمسة وهم طائفة القاديانية , لكن هؤلاء لهم عقائد خالفوا فيها لا أقول السلف فقط كما هو شأن بعض الفرق القديمة التي منها الأشاعرة والماتريدية , بل خالفوا (أي القاديانية) السلف والخلف معا في بعض عقائدهم منها: اعتقادهم بأنه يأتي أنبياء بعد الرسول @ , ويعتقدون بأنه فعلا قد جاءهم أحدهم وهو المسمى بميرزا غلام أحمد القادياني , هم يعتقدون ببقاء النبوة في الأمة الإسلامية , ويؤمنون معنا بقوله تعالى (ولكن رسول الله وخاتم النبيين) لكن .. يفترقون عنا بتأويلهم لهذه الآية وتعطيلهم لمعناها فإنهم يقولون ليس معنى الآية آخر الأنبياء خاتم الأنبياء , وإنما المعنى أن النبي @ هو زينة الأنبياء كالخاتم في الإصبع , هو زينة الأصابع والكف , حرفوا الكلم من بعد مواضعه فوقعوا في الضلال المبين وخالفوا سبيل المؤمنين , فصدق فيه الوعد الكريم (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا).

إذا .. السنة محفوظة , والنبي نهى عنها في أول الأمر ثم أمر بكتابة الحديث وفعله وأقر الكتابة بين يديه.

وختاما أقول: يذكر المحدثون الحكمة في نهي الرسول عليه السلام عن كتابة الحديث , قالوا: لكي يتعلم المسلمون الفرق بين القرآن وبين حديث الرسول @ , ذلك لأن القرآن كلام الله يتعبد بتلاوته بخلاف حديث الرسول @ يتعبد بحفظه والعمل به فحينما علم النبي @ أن الحكمة والغاية من النهي عن كتابة الحديث قد تحققت أذن لهم بكتابة الحديث هذا النهي وهذا الأمر له أمثلة كثيرة في السنة أكتفي الآن بمثال واحد ختاما.

ألا وهو قوله عليه السلام: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة).

نهاهم في بداية الأمر لأنهم كانوا حديث عهد بالشرك, كانوا حديث عهد بعبادة الأصنام, كانوا حديث عهد بعبادة الأشخاص والأصنام فلما علم الرسول أن الإيمان تمكن من قلوبهم وعرفوا التوحيد الصحيح أذن لهم بزيارة القبور لأن في زيارتها عبرة وذكرى وفي هذا القدر كفاية , والحمد لله رب العالمين.

6

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير