تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التعريف الخامس من كتابه (تعريف أولي النهى والأحلام بما في تعريف محمود سعيد ممدوح من الأخطاء والأوهام]

ـ[ابو سعيد السلفي]ــــــــ[14 - 10 - 09, 07:13 م]ـ

الحلقة الاولى

قال الشيخ أبوعبود عبدالله عبود باحمران – حفظه الله – في التعريف الخامس من كتابه (تعريف أولي النهى والأحلام بما في تعريف محمود سعيد ممدوح من الأخطاء والأوهام):

التعريف الخامس

قد تبيَّن – إن شاء الله – خطأ ما يُشَغّب به ممدوح على الشيخ ناصر الدين الألباني – رحمه الله- , وأنَّ عمل الشيخ ناصر الدين بالحكم بالنكارة على رواية الضعيف وغيره هو الذي عليه عمل الأئمة ومتبعيهم بإحسان.

وفي هذا التعريف أُبيِّن – إن شاء الله – خروج ممدوح ومخالفته لأئمةٍٍ من أهل الاستقراء والسبر للمرويات في حكمهم على رواياتٍ بالشذوذ والنكارة فيأتي ممدوح ويردُّ حكمهم.

فحُكْمُ ابن عدي مثلاً على رواية بالنكارة والغلَط؛ أتى بعد استقراء وسبر وموازنة خرج منها أنَّ هذه الرواية ترجِّح وقوع الخطإ فيها, فيضع هذه الرواية في ترجمة الراوي الذي أخطأ فيها ليستدل بها على ضعف حفظه, وإذا كثرت الروايات الخطأ في مرويات الراوي يستدل بذلك على سوء حفظه وكثرة خطئه, لذلك تجد من عبارات الجرح:

" فلان روى مناكير" وأشدُّ منها: " فلان يروي المناكير", وأشدُّ منها: "فلان في حديثه مناكير", وأشدُّ منها: "فلان له مناكير", وأشدُُّ منها: "فلان منكر الحديث", وأشدُّ منها: " فلان لا يعتبر بحديثه". هذا كله في الراوي.

وتجد: "هذا حديث منكر", " هذا حديث شاذ", " لفظ منكر", " لفظة منكرة", " لفظ شاذ", " لفظة شاذة". هذا كله في المروي.

وهنا يحصل اللَّبَس بين: "حديث منكر" – مثلاً- وعبارات الجرح السابقة المتفاوتة مِنْ: "روى مناكير" إلى " منكر الحديث " حيث يدخل الراوي الذي جُرِح بها في دائرة الاعتبار لأنَّ أشدَّ قول فيها وهو: " منكر الحديث " لا يعني أنَّ كل ما يرويه هو منكر أو متروك. هذا بخلاف قول: " هذا حديث منكر" فهذا لا يدخل في دائرة الاعتبار لماذا؟ لأنَّ الحكم بالنكارة أو الشذوذ لا يكون إلا بعد جمع الطرق والموازنة والمقارنة, فيظهر للحاكم ترجيح الرواية الخطإ فتكون هذه الرواية خطأ شاذة منكرة مردودة لا تدخل في دائرة الاعتبار فلا تتقوَّى بغيرها ولا تقوِّي غيرها.

لذلك قال الامام أحمد: " المنكر أبداً منكر". وقال الإمام الترمذي: "وأن لا يكون شاذاً"

** قال ممدوح في (1/ 172): " إنَّ الحديث الضعيف الذي في دائرة الاعتبار داخل في الاحتمال إلا ما كان بسب شذوذ أو نكارة" اهـ.

لماذا ممدوح خالف قوله هذا وأدخل في كتابه (التعريف) كثيراً مِمَّا حكم عليه أئمة من أهل الاستقراء والسبر بالشذوذ أو النكارة؟.

أولاً: ليُحَقِّق غايته ويُفَجِّر غيظه بإثبات الوهم على الشيخ ناصر الدين الألباني ولو على حساب القواعد التي يكتبها ممدوح لتكون عليه حجة يوم القيامة.

ثانياً: دندنته- في المتابعات والشواهد- حول ما يتعلق بحال الراوي وتغافله عن حال المروي.

** ففي (التعريف) (1/ 309 - 317) تكلم في " متى يرتقي الضعيف إلى مرتبة الحسن", وردَّد كلامه هذا في (التعقيب اللطيف) (ص35 - 41) في " حول تقوية حديث الراوي الضعيف".

ففيهما: نقل قول الإمام الترمذي: " كل حديث يُروى لا يكون في إسناده متهم بالكذب , ولا يكون الحديث شاذَّاً, ويُروى من غير وجه نحو ذلك, فهو عندنا حديث حسن" اهـ. ودندن حوله.

فالإمام الترمذي بَيَّن أنَّه: ليس كل حديث يُرْوَى من غير وجه يتقوَّى ويكون حسناً لغيره حتى يتحقق فيه شرطان:

الأول: " لا يكون في إسناده متهم بالكذب". وهذا الشرط يتعلق بحال الراوي.

الآخر: " ولا يكون الحديث شاذاً". وهذا الشرط يتعلق بحال المروي.

ممدوح دندن – مع ما فيها- في الشرط الأول فقط, وتغافل عن الشرط الآخر فلم يذكر فيه شيئاً أبداً غيرتفسيره قول الإمام: " المنكر ابداً منكر" فقال في (التعقيب اللطيف) (ص40):" فقوله:" المنكر منكر" معناه أنَّه فرد, ولذا يظلُّ على فرديته" اهـ.

إذا كان ممدوحاً يعني بالفرد هنا هو الجرح والرد, فلا كلام.

وإن أراد الفرد المقبول, فيكون مذهب الإمام أحمد- حسب تفسير ممدوح – لا يجوز كتابة الفرد المقبول. كيف ذلك؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير