تأمَّل: فرحة ممدوح الواضحة في رَدِّ حكم الشيخ ناصر الدين الألباني اعتمادًا على قول الحافظ ابن عدي.
لكن كيف يكون موقف ممدوح مِنْ قول الحافظ الكبير ابن عدي إذا وافقه الشيخ ناصر الدين الألباني؟ الجواب معروف لأنَّ ممدوحاً هو ممدوح.
** قال ممدوح في (2/ 222): " ولم يذكر ابن عدي فر ترجمته (6/ 198, 199) حديث الباب فتنبه." اهـ.
انتبهت, ولكن عندما يذكر ابن عدي في ترجمة الراوي حديث الباب هل تنتبه أم الغاية المستحكمة؟
** قال ممدوح في (2/ 240): " وقد أخرج ابن عدي الحديث في الكامل (2/ 250) في ترجمة سُليمان بن أرقم," اهـ.
وعمل ابن عدي هذا لم يقبله ممدوح.
** قال ممدوح في (2/ 388): " فالحديث حديث الطويل, وأخرجه ابن عدي في ترجمته من الكامل (3/ 301) , وأخرجه ابن حبان في المجروحين (1/ 339) في ترجمة سَلَّام الطويل" اهـ.
وردَّ ممدوح ذكرهما الحديث في ترجمة الطويل.
** قال ممدوح في (3/ 75): "أمَّا ما أنكر عليه فذكر العقيلي له حديث " .... "." اهـ.
وردَّ ممدوح قول العقيلي.
** قال ممدوح في (3/ 107): " رحم الله ابن عدي, فكلامه كلام الناقد العارف" اهـ.
قطعاً وجد ممدوح ما يبحث عنه.
** قال ممدوح في (3/ 451): " وابن عدي من أهل الاستقراء التام, وليس الخبر كالمعاينة." اهـ.
كم وكم خالف ممدوح وردّ حكم ابن عدي.
** قال ممدوح في (4/ 31): " وقال ابن عدي في االكامل (6/ 2077): " لم أرَ له حديثًا منكرًا جدًّا فأذكره, وأرجو انَّه لا بأس به", ولم يذكر هذا الحديث في ترجمته." اهـ.
كم وكم ذكر ابن عدي, وأعرض ممدوح.
** قال ممدوح في (5/ 48): " أمَّا عن المنكرات فلم أرَ حديثاً منكراً ألصق به في الكتب التي ترجمت له, .... فقد ذكر له ابن عدي حديثاً واحداً وبرأه منه" اهـ.
كم وكم ذكر ابن عدي حديثاً وحمَّله الراوي, وأعرض ممدوح.
** قال ممدوح في (5/ 191): " فإن ابن عدي قال: " لم أر له حديثاً منكراً", وهو من أهل الاستقراء التام, وقد تأخر وعرف الوجوه والطرق فقوله يكون بعد الفحص والنظر." اهـ.
كم وكم ردّ ممدوح حُكْم مَنْ حَكَم بعد الفحص والنظر.
** قال في (5/ 265): " ودرّاج أبو السمح, تكلموا فيه بسبب مناكير له رواها عن أبي الهيثم, وهذه المناكير معروفة قد ذكرها ابن عدي في الكامل, فالواجب تحاشي هذه المناكير وقبول غيرها." اهـ.
كم وكم لم تتحاشَ يا ممدوح مناكير ذكرها ابن عدي وقَبِلْتَها.
** قال في (5/ 322): " وعمر بن يزيد قال ابن عدي: منكر الحديث , وذكر الذهبي هذا الحديث في الميزان (3/ 231) على أنَّه من منكراته تبعاً لابن عدي. " اهـ.
** قال في (6/ 179): " وما يقول ابن عدي هذه الجمل المتتابعة إلا بعد تعرف واعتبار, فقول ابن عدي هو أعدل الأقوال لأنَّ البحث والتدبر ظاهر عليه" اهـ.
إنا لله وإنا إليه راجعون, ممدوح يتحكم في أقوال ابن عدي فهذا أعدل وذاك يرده, بأي ميزان؟.
أقوال ممدوح هذه تدل على أنَّه معنا في مجمل ما سبق وذكرته, وبقيت أشياء أنقلها عن غيره.
** قال الشيخ أحمد الغماري في (المداوي) (1/ 630): " فابن عدي له كتاب الكامل في الضعفاء من الرجال لا في الأحاديث. وفي الترجمة يورد المتون التي انفرد بها الراوي والتي يستدل بها على ضعفه و وعزو الحديث لابن عدي وأمثاله مِمَّن ألف في الضعفاء خاصة والعقيلي وابن حبان يؤذن بأن الحديث ضعيف" اهـ.
** قال الشيخ أحمد الغماري في (المداوي) (3/ 530): " كتاب ابن عدي في الرجال الضعفاء, فكل ما فيه وأغلبه فهو مردود منكر, والعزو إليه مؤذن بذلك" اهـ.
وبهذا يكون –إن شاء الله- وضح ما مهدتُ به لبيان مخالفة ممدوح في الأمرين معًا.
وأبدأ –إن شاء الله- في إثبات مخالفة ممدوح في حديث أو أحاديث الباب فقط.
وأختار عدداً –من الجزء الثاني إلى السادس- تثبت بها-إن شاء الله- مخالفة ممدوح.
وأذكر رقم الحديث وسنده دون متنه إلا فيما لابدَّ منه.
1) الحديث (3): عند الترمذي - (1/ 17 - شاكر) , وابن ماجة (308) من حديث عبد الكريم بن أَبي المخارق, عن نافع, عن ابن عمَرَ, عن عمر.
وحديثه هذا ذكره ابن عدي في ترجمته من (الكامل) ثُمَّ قال (5/ 341)
”ولعبد الكريم بن أمية من الحديث غير ما ذكرتُ, والضعف بيِّن على كل ما يرويه" اهـ.
¥