وقال الشيخ الشنقيطي: وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} استدل به علماء الأصول على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يجتهد، والذين قالوا إنه قد يقع منه الاجتهاد، استدلوا بقوله تعالى: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ} [التوبة:43] , وقوله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} [الأنفال:67] , وقوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة:113].
قالوا: فلو لم يكن هذا عن اجتهاد، لما قال {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ} الآية, ولما قال: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى}، ولا منافاة بين الآيات، لأن قوله: {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يبلغ عن الله إلا شيئا أوحى الله إليه أن يبلغه، فمن يقول: إنه شعر أو سحر أو كهانة، أو أساطير الأولين هو أكذب خلق الله وأكفرهم، ولا ينافي ذلك أنه أذن للمتخلفين عن غزوة تبوك، وأسر الأسارى يوم بدر، واستغفر لعمه أبي طالب من غير أن ينزل عليه وحي خاص في ذلك.
فلو استطاع الأخ أن يقنعنا بما قال بذكر أقوال العلماء في تقسيمه للحديث النبوي فجزاه الله خير الجزاء
وعليكم السلام ورحمة الله ..
اعتراض الكفار كان على (القرآن) وعلى (كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الخالق والتوحيد) .. وزعموا أن القرآن وذلك الكلام مصدره هواه وأنه من تأليفه ...
لم يكن اعتراضهم على باقي كلامه البشري الذي لا يتعلق بأمور الدين ..
فجاءت الآية لترد على تلك المزاعم ولتؤكد أن ما قاله النبي وما ينطق به عن الدين والخالق والتوحيد مصدره الوحي .. وأن القرآن الذي ينطق به النبي مصدره الوحي
وها أنت تؤكد في قولك: ولا ينافي ذلك أنه أذن للمتخلفين عن غزوة تبوك، وأسر الأسارى يوم بدر، واستغفر لعمه أبي طالب من غير أن ينزل عليه وحي خاص في ذلك.
أنه اجتهد وقال وفعل أشياء اجتهاداً وليس وحياً ...
ان القول بأن كل كلام وأفعال النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحي وتسيير هو غلو وإخراج للنبي من بشريته ....
قول القائلين:
الشوكاني: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهوى} أي: ما يصدر نطقه عن الهوى لا بالقرآن ولا بغيره.
السعدي: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} أي: ليس نطقه صادرا عن هوى نفسه
لا خلاف فيه .. فهو لا يتبع الهوى في ما يقول ويفعل .. بل يتبع الحق ويشاور أصحابه ويجتهد ..
وشتان بين الهوى وبين التعقل والاجتهاد المشروع ..
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[17 - 10 - 09, 09:35 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
في الحقيقة لا أخالفك في بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه إنسان، وفيه أوصاف إنسانية.
ولكن القول بأن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير وما إلى ذلك إذا كان يتعلق بالأمور الدنيوية فليس من قبيل الوحي، فهل قال به أحد من العلماء، أرجو أن تأتيني بأقوال العلماء في هذه المسألة. لعلك قد اطلعت على كتب الأصول، فانظر فيها ماذا قال الأصوليون عن الحديث النبوي.
فهل أحد منهم قسم الحديث النبوي إلى أمور الدين وأمور الدنيا، وما كان من أمور الدنيا فليس بوحي؟
نعم، فهمنا الحديث الذي أوردته.
ولكن تقسيمك للحديث هل قال به أحد؟ أم أتيت من عند نفسك؟
فأرجو أن تسعفني بالعلم، وجزاك الله خيرا
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[17 - 10 - 09, 09:39 م]ـ
ثم أرجو أن تجيب عن الحديث الذي رواه عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كُنْت أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأُرِيدُ حِفْظَهُ , فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ، عَن ذَلِكَ قَالُوا: تَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ تَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَكَلَّمُ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ قَالَ: فَأَمْسَكْت فَذَكَرْت ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَشَارَ بِيَدِهِ إلَى فِيهِ فَقَالَ: اُكْتُبْ فَوَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ: مَا يَخْرُجُ مِنْهُ إلاَ حَقٌّ.
وجزاكم الله خيرا
(الإجابة علمية رجاء)
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[18 - 10 - 09, 12:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
¥