تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقول الشنقيطي: (الذي يظهر أن التحقيق في هذه المسألة أنه صلى الله عليه وسلم ربما فعل بعض المسائل من غير وحي في خصوصه) إثبات لاجتهاده، وليس في ذلك تصريح بأن بعض كلامه ليس بوحي. بل قوله: (وقوله تعالى: (إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) يعني أن كل ما يبلغه عن الله فهو وحي من الله، لا بهوى، ولا بكذب، ولا افتراء، والعلم عند الله تعالى ") يفيد أن عموم تبليغه عن الله فهو وحي.

ونقلك: (فإذا تبين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ربما صدر عنه القول أو الفعل عن رأي منه واجتهاد، ثم يقره الوحي عليه فيسكت عنه أو يؤيده، ونادرا ما كان الوحي يأتي بتصويبه) دليل على أنه اجتهد، وليس هذا صريحا في نفي كون الحديث في ذلك القسم ليس بوحي.

عندما نقرأ هذه العبارات التي يرددها الكثير من العلماء: (كلامه كله وحي وليس بهوى ولا كذب ولا افتراء)

علينا أن نضع في اعتبارنا أن هناك من يريد إلغاء السنة النبوية كلها ويروّج بين الناس أن الدين ليس سوى الأركان الخمسة وأن كلام النبي صلى اله عليه وآله وسلم كلام تاريخي لا قيمة له في مجال التشريع الديني والدنيوي .. فتجد العلماء يشددون على أهمية كلام الرسول بتلك الصورة ..

وتلك العبارات هي صحيحة ولكن معناها الحقيقي: أن كلامه لا يخالف الوحي .. وليس بمعنى أن كلامه هو الوحي!

الرسول صلى اله عليه وآله وسلم وكل المسلمين مأمورون بأن يقولوا الحق دائماً في كل أحوالهم .. وحتى عند مزاحهم ومداعبتهم لأهلهم .. فإذا لم يكن في كلامهم كذب ولا هوى ولا افتراء ولا فواحش .. فهل إذا خلا كلامهم من تلك الصفات يصير وحياً يوحى؟ لا طبعاً .. بل يكون (غير مخالفٍ لوحي)

وهنا أيضاً ينبغي التنبه إلى مسألة مهمة:

ليس كل (الوحي) تشريع ..

القرآن الكريم فيه أحكام تشريعية وفيه أيضاً قصص ومواعض

وليس كل كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي ليس بوحي يخلو من التشريع ..

وأنا مع قول أكثر العلماء بأن الرسول صلى الله عليه وسلم غير معصوم عن الصغائر،

نعم .. عدم عصمته عن الصغائر في القول أو العمل أو التقرير يؤكد أن تلك الصغائر ليست وحياً يوحى ..

ثم اجتهادات رسول الله صلى الله عليه وسلم إما صحيحة، إما خطأ، فما كان صحيحا أقره الله على ذلك بسكوته عنه، وما كان خطأ فأنزل الله تعالى الوحي بتصويبه، فالمسكوت عنه والمصوب أليس ذلك من عند الله. فهل لنا أن نقول: ما سكت عنه الوحي مما يتعلق بالدنيا ففيه خطأ؟ طبعا، لا. فلو كان صحيحا، لأن الله قد أقره على ذلك، فما المانع من نسبته إلى وحي؟

نزول الوحي لتصويب فعل ما .. يكون في القضايا الهامة والتي تستدعي التصحيح الفوري .. أما الأخطاء في قضايا صغيرة فلا ينزل الوحي لتصحيحها ..

فقضية تأبير النخل مثلاً لم يتضح للنبي صلى الله عليه وآله وسلم خطأها إلا بعد مضي فترة طويلة وبواسطة التجربة والواقع العملي .. وليس بالوحي من السماء ..

ونظير هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في نوع التقرير، فإنه أصلا فعل الصحابة، ولم يأت إنكار من رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أنه قد وصل إليه أمره. فلا نقول من فعل الصحابة، ولنا أن نخالف، ولكن نقول: هو مما أقره رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو من قبيل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأرجو أن تفيدني علما ونقلا من عندك، أخي الحبيب.

إقرار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأي فعل لا يدل على وجوبه أو أن الوحي يأمر به .. بل يعتبر فعلاً مباحاً في أصله إلا إذا كانت هناك قرينة تؤكد وجوبه شرعاً ..

*************************

ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[22 - 10 - 09, 08:42 ص]ـ

وهو في هذه المسائل الدنيوية قد يصيب وقد يخطئ .. ولا ينزل الوحي دائماً في هذه المسائل إلا إذا كان الخطأ كبيراً ..

*************************

أخي الحبيب، هل أخطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطأ فاحشا في كلامه؟ وهل هناك أحاديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها أخطاء ولكنها غير فاحشة، فلذلك سكت الله عنها وأوكل الأمر في تصويبها إلى أمثالنا؟

هذا شيء عظيم، وأرجو أن تبين لي أكثر من هذا.

QUOTE= أبو فارس المصباحي;1147903]

عندما نقرأ هذه العبارات التي يرددها الكثير من العلماء: (كلامه كله وحي وليس بهوى ولا كذب ولا افتراء)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير