تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[23 - 10 - 09, 08:48 ص]ـ

أخي الحبيبب وأستاذي الفاضل ...

لا أعزج من أحد، أستاذ العلم أو طالبه، ما دام الخلاف بيننا لطلب الحق والصواب، فلا أقول: قولي هو الحق، ولكن ما أحسن قول الشافعي: قولي هو الصواب، ويحتمل الخطأ، وقول غيري هو الخطأ ويحتمل الصواب. وشتان ما بين الحق والصواب. فإن الحق لا يتعدد.

الحديث الذي ذكرت في دلالة واضحة بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في أمور الدنيا. فكان صلى الله عليه وسلم دوما يريد الأصلح لأمته. ولكنه أخطأ في هذا الاجتهاد ورجع عنه، ورجوعه في هذه المسألة هو المعتمد. وهذا أمر لا خلاف فيه بين أهل العلم.

ألا تلاحظ معي كيف كان الصحابة رضي الله عنهم تجاه قوله. هل قالوا: هذا ليس بوحي، بل من البشر، ولنا مخالفته. بل كانوا يمتثلون بقوله. فلما رأوا أن الأصلح الرجوع إلى ما كانوا عليه، ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله وسلم. نعم ذكروا ذلك، ولم يخالفوه مباشرة. بل رجع إليه حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال، ففعلوا تلك الفعلة.

أليس هو من أدب الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم، عرفوا أنه بشر، ولكنهم مع ذلك لم يخالفوه تعظيما له، واعترافا بنبوته، لعل ما قال سابقا وحي ابتداء من الله.

الإشكال عندنا حقيقة، إذا ورد الحديث مما يتعلق بأمور الدنيا، ولم يصرح الرسول صلى الله عليه وسلم برجوعه عنه، فهل يجزم أحدنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخطأ فيه؟ أما اتباعنا له هو الحق والصواب.

ثم أخي الفاضل، أريد أن أسألك صراحة: هل يمكنك تحديد أمور الدين وتفريقها من أمور الدنيا؟ فما هي أمور الدين عندك؟ وما هي أمور الدنيا عندك؟

هل ما يتعلق بالمعاملات المالية كلها دنيا أم بعضها دنيا وبعضها دين؟

فأفدني أفادك الله.

ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[23 - 10 - 09, 10:37 ص]ـ

سيدي الكريم .. السلام عليكم ورحمة الله .. وجمعة مباركة ..

كتبت هذا الرد على عجالة ..

أخي الحبيبب وأستاذي الفاضل ...

لا أعزج من أحد، أستاذ العلم أو طالبه، ما دام الخلاف بيننا لطلب الحق والصواب، فلا أقول: قولي هو الحق، ولكن ما أحسن قول الشافعي: قولي هو الصواب، ويحتمل الخطأ، وقول غيري هو الخطأ ويحتمل الصواب. وشتان ما بين الحق والصواب. فإن الحق لا يتعدد.

الحديث الذي ذكرت في دلالة واضحة بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في أمور الدنيا. فكان صلى الله عليه وسلم دوما يريد الأصلح لأمته. ولكنه أخطأ في هذا الاجتهاد ورجع عنه، ورجوعه في هذه المسألة هو المعتمد. وهذا أمر لا خلاف فيه بين أهل العلم.

ألا تلاحظ معي كيف كان الصحابة رضي الله عنهم تجاه قوله.

هل قالوا: هذا ليس بوحي، بل من البشر، ولنا مخالفته.

بل كانوا يمتثلون بقوله. فلما رأوا أن الأصلح الرجوع إلى ما كانوا عليه، ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله وسلم. نعم ذكروا ذلك، ولم يخالفوه مباشرة. بل رجع إليه حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال، ففعلوا تلك الفعلة.

أليس هو من أدب الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم، عرفوا أنه بشر، ولكنهم مع ذلك لم يخالفوه تعظيماً له، واعترافاً بنبوته، لعل ما قال سابقا وحي ابتداء من الله.

من واجب كل مسلم أن يتعامل مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكل الاحترام والإجلال والطاعة .. باعتباره نبياً ورسولاً .. وباعتباره ولي أمر الأمة ..

وإذا كان بعضهم ظن أن كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تأبير النخيل أمر ديني ولم يعترضوا ولم يناقشوه ولم يتثبتوا منه .. فإن غيرهم - مع احترامهم وتبجيلهم للرسول صلى الله عليه وآله وسلم - كانوا يناقشونه في بعض توجيهاته وأقواله .. (مثلاً: أعن أمر من الله نزلت هذا المنزل أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟)

**************

الإشكال عندنا حقيقة، إذا ورد الحديث مما يتعلق بأمور الدنيا، ولم يصرح الرسول صلى الله عليه وسلم برجوعه عنه، فهل يجزم أحدنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخطأ فيه؟ أما اتباعنا له هو الحق والصواب.

ثم أخي الفاضل، أريد أن أسألك صراحة: هل يمكنك تحديد أمور الدين وتفريقها من أمور الدنيا؟ فما هي أمور الدين عندك؟ وما هي أمور الدنيا عندك؟

هل ما يتعلق بالمعاملات المالية كلها دنيا أم بعضها دنيا وبعضها دين؟

فأفدني أفادك الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير