تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- وأما كلام البزار فقد قاله عقب ما أخرجه من طريق ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس: " ترفع الأيدي في الصلاة، وإذا رأى البيت، وعلى الصفا، والمروة، وعشية عرفة، وبجمع عند الجمرتين وعلى الميت " ثم قال (كشف الأستار1/ 251 ح (519): " رواه جماعة فوقفوه. وابن أبي ليلى ليس بالحافظ. إنما قال ترفع الأيدي، ولم يقل: لا ترفع الأيدي إلا في هذه المواضع"انتهى. ولا يخفى على المتأمل أن المراد بابن أبي ليلى هنا محمد، ولا يمكن أن يكون عبد الرحمن بحال؛ فإن عبد الرحمن من كبار التابعين وروايته عن الصحابة، ولم يرو عن غيرهم إلا عن عبد الله بن عكيم، كما تقدم، فما الذي جعله يروي عن تلميذ من تلاميذه (وهو الحكم) عن قرين من أقرانه (وهو مقسم) عن صحابي ليس له رواية عنه أصلا (وهو ابن عباس)، وكيف يغيب أن الحكم (وهو ابن عتيبة) تلميذ لعبد الرحمن، وفي الوقت ذاته شيخ لمحمد بن عبد الرحمن. هذا وقد صرح بعض الأئمة باسم ابن أبي ليلى هنا؛ قال البيهقي عقب إخراج هذا الحديث من طريق ابن جريج عن مقسم عن ابن عباس (معرفة السنن والآثار 8/ 146):" ... ورواه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، وعن نافع، عن ابن عمر، مرة موقوفا عليهما ومرة مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم دون ذكر البيت" انتهى.

وأما كلام الترمذي الذي نقله عن أحمد، فيظهر جليا من سياق الكلام: أن المراد به هو محمد الابن، بحيث لا يخفى ذلك على أحد فكأن المحقق لم تقع عينه إلا على كلمة (ابن أبي ليلى) فحسب، دون النظر إلى تمام الخبر والكلام. فنص الكلام كاملاً هكذا: "قال أبو عيسى:" ... وهكذا من تكلم في ابن أبي ليلى إنما تكلم فيه من قبل حفظه. قال علي: قال يحيى بن سعيد القطان: روى شعبة عن ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب عن النبي ? في العطاس. قال يحيى: ثم لقيت ابن أبي ليلى فحدثنا عن أخيه عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي عن النبي ?. قال أبو عيسى: ويروى عن ابن أبي ليلى نحو هذا غير شيء. كان يروى شيئًا مرة هكذا ومرة هكذا, يعني: الإسناد. وإنما جاء هذا من قبل حفظه. وأكثر من مضى من أهل العلم كانوا لا يكتبون, ومن كتب منهم إنما كان يكتب لهم بعد السماع. وسمعت أحمد بن الحسن يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ابن أبي ليلى لا يحتج به".اهـ. وظاهر للعيان أنهم أطلقوا ابن أبي ليلى على محمد، وذكروا عبد الرحمن باسمه. وأن محمد هو الذي اضطرب فيه فذكره لشعبة من مسند أبي أيوب، وذكره ليحيى القطان من مسند علي. قال الحافظ ابن رجب في شرح العلل (1/ 131) تعليقًا على كلام الترمذي: "أما ابن أبي ليلى: فهو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قاضي الكوفة، وكان من جلة الفقهاء المعتبرين، وله حديث كثير، وهو صدوق، لا يتهم بتعمد الكذب، ولكنه كان سيئ الحفظ جدًا".اهـ.

أما كلام الدارقطني فقاله عقب ما أخرجه في سننه: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز إملاءً حدثنا أبو الربيع الزهرانى حدثنا حفص بن أبي داود عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن علي ? أنه جمع بين الحج والعمرة فطاف لهما طوافين وسعى لهما سعيين ثم قال: هكذا رأيت رسول الله ? فعل. حفص بن أبي داود ضعيف وابن أبى ليلى رديء الحفظ كثير الوهم".اهـ. ويقال فيه ما قيل في كلام الترمذي، بأن المراد هو محمد، وأما عبد الرحمن فمذكور باسمه. والله المستعان. 12 - قال محقق تاريخ دمشق لابن عساكر (36/ 77): "هو إبراهيم التيمي". والصواب: أنه النخعي كما سيأتي في كلام الذهبي، والله الموفق.

13 - العلل (1/ 430).

14 - ميزان الاعتدال (2/ 584).

15 - بل جاء في تاريخ دمشق لابن عساكر (36/ 78): "قرأت بخط عبد الوهاب الميداني مما سمعه من أبي سليمان بن زبر أنا أبي أنا محمد بن عبيد التميمي عن محمد بن عمران بن أبي ليلى حدثني أبي عن أم بكار بنت عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيها عبد الرحمن قال: كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف, احمل إلي عبد الرحمن بن أبي ليلى مقيدًا. فأرسل إلي الحجاج حوشب بن رويم, وكان له صديقًا: إن أمير المؤمنين قد كتب يأمر بحملك مقيدًا, فأته وأنت مطلق. قال: فشخصت إليه, فلما وقفت ببابه, خرج آذنه فأذن للناس". وانقطع ما في الحكاية من الكتاب". اهـ. ولا يعكر على ذلك ما حُكي أن عبد الرحمن قدم على معاوية، كما في تاريخ دمشق (36/ 78)، فلا يعني أنه صار بتلك القدمة من بطانة بني أمية وصار صاحب أمراء.

16 - ضعفاء العقيلي (2/ 337).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير