قال الدكتور بسام فرج في كتابه عن نقد الفكر السياسي عند ابن تيمية (ص137): «وقد دافع نور الدين عتر عن الترمذي في رسالته الدكتوراه (ص264 - 269) بغير حق. وادعى بأن الترمذي كالإمام البخاري ومسلم وقع في بعض الأخطاء كما وقعا. وبما أنه لم يحط ذلك من مرتبتهما العلمية، فكذلك لا يحط من مرتبته. ونحن لا نوافقه في الشق الأول من ادعاءه، إذ أن وقوع الترمذي وتساهله مشهور عند العلماء كما قال الذهبي، وليس الأمر كذلك مع البخاري ومسلم فإن أخطاءهما قليلة جداً بالنسبة لغيرهم من المحدثين. وأما بالنسبة لإمامة الترمذي وتقدمه في علم الحديث، فهذا لا يخالِفُ فيه إلا من جَهِل قدر العلم والعلماء عموماً وقدر الترمذي خصوصاً، وليس هو موضوعنا. وللأسف أن بعض الباحثين في الأشخاص يجند نفسه للدفاع عمن يكتب عنه من بداية البحث، مما يبعده عن الحقيقة العلمية كما فعل د. العتر هنا».
مصطلح الترمذي: "حديث غريب"
هناك رسالة للدكتور عداب الحمش بعنوان "الإمام الترمذي، ومنهجه في كتابه الجامع، دراسة نقدية تطبيقية" تقع في ثلاثة مجلدات. قال (1
427): أطلق الترمذي مصطلحات متعددة كلها تدل على الغرابة والتفرد، وقبل عرض هذه المصطلحات يحسن عرض رأي الترمذي في مفهوم الغريب، واستعراض خلاصة الجهود السابقة في الموضوع، حتى لا نقع في تكرار أو إنكار، ويحسن أن أعرض أوجه الغرابة عند الترمذي في مسائل: المسألة الأولى: رواية الحديث من وجه واحد (ثم ذكر كلام الترمذي عن حديث أبي العشراء). المسألة الثانية: زيادة الراوي ألفاظا في المتن (ثم ذكر حديث مالك). المسألة الثالثة: استغراب راو في السند (ثم ذكر حديث أبي موسى).
وذكر بعد ذلك (1
441 - 442) نتائج رسالة علمية لأحد تلاميذه وكانت بعنوان "الحديث الغريب - مفهومه وتطبيقاته في جامع الترمذي"، وقال إنه يوافقه فيما وصل إليه من نتائج. حيث ذكر أن الترمذي حكم على (1081) بالغرابة، وأن معناها التفرد بقسميه المطلق والنسبي. وكانت هذه الأحكام على أقسام: منها ما هو مطلق عن أي قيد. ومنها ما هو مقرون بمصطلح الصحة والحسن أو أحدهما. ومنها ما هو تفسير للغرابة، أو قيود إضافية في الحكم على الحديث.
وقال: إنه لم يدرس ما أطلق عليه غريب مع الوصف بالصحة أو الحسن، لأن الغرابة هنا إشارة وصفيَّة وليست عِليَّة، إذ لو كانت علَّة لما صحح الحديث وحسَّنه. ثم قال: لقد كانت أحاديث مصطلح "غريب" كلها ضعيفة عند الترمذي إلاَّ خمسة أحاديث: أحدها أخرجه الترمذي والبخاري ومسلم، والآخر أخرجه الترمذي ومسلم. بالإضافة إلى ثلاثة أحاديث خالف المزِّي الجماعة في نقل حكم الغرابة عليها، وكان الصواب مع الشيخين.
مصطلح الترمذي في التصحيح
أعلى اصطلاح له في التصحيح هو "حسن صحيح" ثم يليه "صحيح"، ثم "جيد"، ثم "صحيح غريب حسن"، ثم "غريب حسن صحيح" و"صحيح حسن غريب"، ثم "صحيح غريب".
وقد أولع العلماء بمصطلحات الترمذي، وكثرت الكتب التي تتحدث عنه. ومن الأبحاث المعاصرة المفيدة بحث الطريفي (ضمن شرح حديث جابر في الحج) وبحث الدكتور الشايجي، لكنه للأسف وهو متأثر ببحث شيخه الدكتور نور الدين عتر صاحب كتاب "الإمام الترمذي والموازنة بين جامعه والصحيحين".
وهذا رابط ذو صلة بالموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3416
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[22 - 10 - 09, 03:20 م]ـ
جزيت خيرا أبا مسلم
لا أخالفك ولا من قال بتساهل الترمذي.
نعم، إنه متساهل. وعلى الرغم من ذلك فقد رأينا في كتب الحديث وغيرها نقل تصحيح الترمذي وتضعيفه دون التعقيب عليه، فما هذا إلا لجلالة الترمذي وعلو مكانته في الحديث.
فهل يخطئ؟ نعم، يخطئ كما يخطئ غيره.
وليس علينا اتباع قول أحد، إذا تبين فيه الخطأ.
ثم تخطئة بعض العلماء لبعض كانت مبنية على ما تحصل عنده من علم قد لا يوافقه غيره، أو لسبب من أسباب. والله أعلم بالصواب
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[22 - 10 - 09, 05:02 م]ـ
جزيت خيرا أبا مسلم
لا أخالفك ولا من قال بتساهل الترمذي.
نعم، إنه متساهل. وعلى الرغم من ذلك فقد رأينا في كتب الحديث وغيرها نقل تصحيح الترمذي وتضعيفه دون التعقيب عليه، فما هذا إلا لجلالة الترمذي وعلو مكانته في الحديث.
فهل يخطئ؟ نعم، يخطئ كما يخطئ غيره.
وليس علينا اتباع قول أحد، إذا تبين فيه الخطأ.
ثم تخطئة بعض العلماء لبعض كانت مبنية على ما تحصل عنده من علم قد لا يوافقه غيره، أو لسبب من أسباب. والله أعلم بالصواب
ـ[أبو الوليد السلفي السكندري]ــــــــ[23 - 10 - 09, 04:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[25 - 10 - 09, 09:52 ص]ـ
جزيت خيرا أبا مسلم
لا أخالفك ولا من قال بتساهل الترمذي.
نعم، إنه متساهل. وعلى الرغم من ذلك فقد رأينا في كتب الحديث وغيرها نقل تصحيح الترمذي وتضعيفه دون التعقيب عليه، فما هذا إلا لجلالة الترمذي وعلو مكانته في الحديث.
فهل يخطئ؟ نعم، يخطئ كما يخطئ غيره.
وليس علينا اتباع قول أحد، إذا تبين فيه الخطأ.
ثم تخطئة بعض العلماء لبعض كانت مبنية على ما تحصل عنده من علم قد لا يوافقه غيره، أو لسبب من أسباب. والله أعلم بالصواب
أخي الشيخ الحبيب ابراهيم
ليس هناك منكر أن الترمذي رحمه الله تعالى متساهل في تصحصح بعض الأحاديث الضعيفة وكذلك عرف عنه التساهل وهذا لا يعني أن رواية الترمذي كلها أخي الحبيب متساهلة فهو له مكانة عظيمة واجلال كبير في الحديث وكما تفضلت.