ابو عبد الله الحاكم شيعي، أظن هذا تجني على الحاكم رحمه الله، بل هو على مذهب اهل السنة والجماعة.
أما أنه رافضي فمحال، لأن الرفض هو تقديم علي1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - على الشيخين رضي الله عنهما مع التعرض لهما والحط منهما، وهذا لم يقل به الحاكم، وحاشاه. كما أنه لا يقدم علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - على عثمان1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ولننظر الى كلامه.
وسترون بأنفسكم أنه في ترتيب الخلفاء يقول:
1 - أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
2 - عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
3 - عثمان بن عفان رضي الله عنه.
4 - علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ان كان من يعتقد هذا شيعيا،فإنني أعلن أنني شيعي.
بل حتى في كلامه يحافظ على الترتيب المذكور وسترون بأم أعينكم.
فكم من الناس قيل عنهم ما ليس فيهم، ومنهم حافظ المغرب أبو عمر بن عبد البر، الذي رمي بالتشيع، وقد أخطأ خطئا فاحشا من رماه بذلك، ولا أعرف ما هي القاعدة التي يعتمدون عليها في رمي الناس بالشبهات، والحمد لله فقد قرأت كل كتب هذا الامام فلم أر شيئا يخالف منهج أهل السنة والجماعة، ونظرا لكثرة حبي لهذا الامام أسميت ابني "عبد البر"،فنعوذ بالله ان نتهم الناس بما ليس فيهم، وأرجو من كل من قرأ ما قيل في الامام الحاكم، أن يقرأ كلامه من كتابه الجليل، ويعطينا رأيه بصراحة، هل ما قيل عن الامام الحاكم فرية أم حقيقة؟
وسأنقل بعض قوله في "معرفة علوم الحديث" فقط:
قال في ص 64:
" النوع السابع: معرفة مراتب الصحابة
النوع السابع من هذا العلم معرفة الصحابة على مراتبهم
فأولهم قوم أسلموا بمكة مثل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم رضي الله عنهم "
وقال أيضا ص96:
" وممن صحت الرواية عنه من ولد أبي بكر الصديق رضي الله عنه عائشة وأسماء وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر وهو أبو عتيق وعبد الله بن أبي عتيق و القاسم بن محمد بن أبي بكر وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد ومن أولاد البنات جعفر بن محمد الصادق وكان يقول: أبو بكر جدي أفيسب الرجل جده لا قدمني الله إن لم أقدمه"
وقال أيضا ص281
"فأما أبو بكر الصديق رضي الله عنه فإن توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة وذلك في جمادي الأول سنة ثلاث عشرة
وتوفي عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو ابن ستين سنة في أكثر الأقاويل وقيل خمس وخمسين سنة وقيل خمس وستين سنة ولم يختلفوا في وقت وفاته أنه توفي في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين
وقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه صبرا في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين وهو يومئذ ابن اثنتين وثمانين سنة
وكذلك قتل علي رضي الله عنه ليلة الجمعة لسبع عشرة من رمضان سنة أربعين وهو يومئذ ابن ثلاث وستين سنة
وقتل طلحة والزبير جميعا رضي الله عنهما يوم الجمل في جمادي الأولى من سنة ست وثلاثين وسنهما واحد كانا جميعا يوم قتلا ابني أربع وستين سنة
ومات عبد الرحمن بن عوف سنة اثنتين وثلاثين وهو ابن خمس وسبعين سنة
وما سعد بن أبي وقاص سنة خمس وخمسين وهو ابن أربع وثمانين سنة
ومات أبو عبيدة بن الجراح سنة ثمان عشرة وهو يوم مات ابن ثمان وخمسين سنة
وما سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل سنة إحدى وخمسين وهو يومئذ ابن ثلاث وتسعين سنة
قال أبو عبد الله: قد جعلت أعمار العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بالجنة مثالا لسائر الصحابة ليبحث الباحث عن ولادتهم ووقت وفاتهم ومبلغ أعمارهم "
وقال أيضا ص 289:
"فإن أول لقب ذكر في الإسلام لقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه"
وقال أيضا ص 186
" قد روي صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه وأمره أبا بكر الصديق رضي الله عنه أن يصلي بالناس جماعة غير عائشة: منهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه "
وقال ايضا ص 223:
" فنبدأ فيه بقوم سمعوا من رسول الله صلى الله عليه و سلم وسمع أولادهم منه إلا الذي له ولد واحد فإنه لا يدخل في ذكر الإخوة:
فمنهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه وعائشة وأسماء رضي الله عنهما وعبد الرحمن وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما وعبد الله بن عمر وحفصة بنت عمر وليس لعثمان رضي الله عنهما ولد سمع من رسول الله صلى الله عليه و سلم وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه والحسن والحسين رضي الله عنهما ".
وقال ايضا ص 243:
"فأما أبو بكر الصديق رضي الله عنه فإنه يلقى رسول الله صلى الله عليه و سلم عند جدهم مرة بن كعب [بن لؤي] فإنه عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وأما عمر بن الخطاب رضي الله عنه فإنه يلقى رسول الله صلى الله عليه و سلم عند جدهم كعب بن لؤي فإنه عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن قرظ بن رزاح بن عدي بن كعب وأما عثمان بن عفان رضي الله عنه فإنه يلقى رسول الله صلى الله عليه و سلم عند جدهم عبد مناف فإنه عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وأما علي بن أبي طالب رضي الله عنه فإنه يلقى رسول الله صلى الله عليه و سلم عند جدهم عبد المطلب فإنه علي بن أبي طالب بن عبد المطلب
قال أبو عبد الله: أنا بعد أن ذكرت الخلفاء الأربعة أذكر قوما يخفى على أكثر الناس ما يجمعهم ورسول الله صلى الله عليه و سلم من النسب فإن طلحة والزبير قربهما من نسب رسول الله صلى الله عليه و سلم مشهور ".
نكتفي بهذه الأمثلة ونقول لمن اتهموا الامام: على أي دليل اعتمدتم في رمي الشيخ بتهمة التشيع؟
¥