تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سؤال حول التساهل في الحديث]

ـ[رشيد بوظهر]ــــــــ[23 - 10 - 09, 02:10 ص]ـ

عند دراستي لكتاب خلاصة الجرح و التعديل للشيخ شريف حاتم العوني تطرق إلى مسألة و هي في جهالة التابعين و أنه يتسامح في توثيقهم و قبول حديثهم لصعوبة الوقوف على حالهم عند المتأخرين، فما صحت هذا القول و هل هو مذهب متبعا من الأئمة المعتبرين في هذا الشأن أم أن المسألة مخالفة لما عليه الأئمة من التشدد في الحديث المرفوع خاصة، أفيدونا بارك الله فيكم.

ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[23 - 10 - 09, 02:40 ص]ـ

أخي رشيد ـ حفظه الله ـ:

تساهل بعض أهل العلم في جهالة التابعين , ورقوا أحاديث بعض من جهلت حاله من التابعين إلى الحسن , بل وإلى الصحة، برهانهم في ذلك قول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " خير الناس قرني , ثم الذين يلونهم ".

وهذا التساهل في جهالة التابعين مشروط ما لم يأت مجهولهم بما يستنكر، وهذا هو الصحيح.

فالجهالة في الأصل علّة يردُّ بها الخبر، ولكن أحياناً يقبل حديث من ليس بالمشهور وكان فيه جهالة إذا احتفت به القرائن التي تقوّي خبره، وبالذات إذا كان من الطبقات المتقدمة كطبقة كبار التابعين.

قال الذهبي في ديوان الضعفاء (ص 374):

" وأما المجهولون من الرواة، فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم احتمل حديثه وتلقى بحسن الظن، إذا سلم من مخالفة الأصول و ركاكة الألفاظ ".

وإشار إلى ذلك ابن كثير في اختصار علوم الحديث النوع الثالث والعشرون: معرفة من تقبل روايته ومن لا تقبل وبيان الجرح والتعديل ( http://www.taimiah.org/Tree.asp?ID=76&t=book49&pid=1) ، وفي التفسير:

قال ـ رحمه الله ـ في تفسيره 1/ 407، حيث ساق حديثاً رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده من طريق عثمان بن واقد، عن أبي نصيرة، عن مولى لأبي بكر، عن أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " ما أصر من استغفر، وإن عاد في اليوم سبعين مرة ".

قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ: " ورواه أبو داود، والترمذي، والبزار في مسنده، من حديث عثمان بن واقد، وقد وثقه يحيى بن معين به، وشيخه أبو نصيرة الواسطي واسمه: مسلم بن عبيد وثقه الإمام، أحمد، وابن حبان.

وقول علي بن المديني، والترمذي: ليس إسناد هذا الحديث بذاك، فالظاهر أنه لأجل جهالة مولى أبي بكر، ولكن جهالة مثله لا تضر؛ لأنه تابعي كبير، ويكفيه نسبته إلى أبي بكر، فهو حديث حسن والله أعلم ". انتهى كلام ابن كثير.

وقد خالف في هذا ابن القطان الفاسي ـ رحمه الله ـ في كتابه (بيان الوهم والإيهام).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير