أخرجه أبو يعلى الموصلي في المسند (6/ 180) (6747)،وابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (رقم:8619)، وابن عدي في الكامل (7/ 198)، وابن بشران في الأمالي (1/ 211) (490)، والبيهقي في الشعب (15/ 99) (8254)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (57/ 280، 281) من طريق يحيى بن العلاء، عن مروان بن سالم، عن طلحة بن عبيد الله العُقيلي، عن الحسين بن علي رضي الله عنهما مرفوعاً: ((من وُلد له مولودٌ فأَذَّن في أُذنه اليُمنى وأقام في اليسرى لم تضرَّه أمُّ الصبيان)).
وضعَّف البيهقيُّ إسناده.
وقال البوصيري: ((هذا إسناد ضعيف؛ لضعف يحيى بن العلاء)). إتحاف الخيرة المهرة (7/ 91).
وقال الهيثمي: ((رواه أبو يعلى وفيه مروان بن سالم الغفاري، وهو متروك)). مجمع الزوائد (4/ 59).
قلت: وإسناده موضوع، آفته يحيى بن العلاء، ومروان بن سالم.
أما يحيى بن العلاء فضعفه غيرُ واحد، وقال أحمد: ((كذاب يضع الحديث)).
وقال ابن معين: ((ليس بثقة))، وقال عنه الحافظ: ((رمي بالوضع)).
انظر: تاريخ الدوري (2/ 651)، وتهذيب الكمال (31/ 486).
وأما مروان بن سالم، قال عنه أحمد والنسائي: ((ليس بثقة)).
ورماه أبو عروبة الحراني، والساجي بوضع الحديث، وقال الدارقطني وغيره: ((متروك))، وقال الحافظ: ((متروك، ورماه الساجي وغيره بالوضع)).
انظر: تهذيب الكمال (27/ 393).
لذا حكم الشيخ الألباني رحمه الله على هذا الحديث بالوضع، فأورده في الضعيفة (برقم: 321).
الطريق الثالث: حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (15/ 101) (8255) من طريق محمد بن يونس، حدَّثنا الحسن بن عمرو بن سيف السدوسي، حدَّثنا القاسم بن مطيب، عن منصور بن صفية، عن أبي معبد، عن ابن عباس رضي الله عنهما: ((أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أذَّن في أُذن الحسن بن علي يوم وُلد، فأذن في اليمنى، وأقام في اليسرى)).
وضَعَّفَ إسناده البيهقي.
قلت: وهذا إسنادٌ ضعيف جدًّا، له ثلاث آفات:
الأولى: محمد بن يونس الكديمي، اتَّهمه أبو داود والدارقطني وغيرهما بالكذب، وقال عنه الحافظ: ((ضعيف)). انظر: تهذيب الكمال (27/ 66 ـ 80).
الثانية: شيخه الحسن بن عمرو بن سيف، قال عنه الإمام البخاري: ((كذاب)). التاريخ الكبير (2/ 299).
وقال أبو أحمد الحاكم: ((متروك)). تهذيب الكمال (6/ 287)، وكذا قال ابن حجر في التقريب.
الثالثة: القاسم بن مُطيَّب فيه لين كما في التقريب.
وقد أورد الشيخ الألباني حديث ابن عباس شاهداً لحديث أبي رافع، وحسَّن به الحديث في الإرواء (4/ 400)، وأحال على الضعيفة (رقم:321)، وقال هناك: ((فلعل إسناد هذا خير من إسناد حديث الحسن، بحيث إنَّه يصلح شاهداً لحديث [أبي] رافع، والله أعلم، فإذا كان كذلك فهو شاهد للتأذين، فإنَّه الذي ورد في حديث أبي رافع، وأما الإقامة فهي غريبة، والله أعلم)).
قال هذا الشيخ قبل أن يطَّلع على إسناد حديث ابن عباس عند البيهقي في الشعب، متابعاً في ذلك ابنَ القيم والبيهقي في تساهلهما حيث وصفا الحديث بالضعف فقط، وهو شديد الضعف كما سبق، ثم رجع الشيخ الألباني عن قوله في الطبعة الثانية للضعيفة، وقال: ((وأقول الآن وقد طُبع (الشعب): إنَّه لا يصلح شاهداً؛ لأنَّ فيه كذاباً ومتروكاً، فعجبت من البيهقي ثم ابن القيم كيف اقتصرا على تضعيفه، حتى كدتُّ أن أجزم بصلاحيته للاستشهاد، فرأيت من الواجب التنبيه على ذلك وتخريجه فيما يأتي (6121))). اهـ.
الطريق الرابع: حديث أم الفضل بنت الحارث الهلالية رضي الله عنها.
أخرجه الطبراني في الأوسط (9/ 101 ـ 102) (9250)، والخطيب في التاريخ (1/ 63)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (26/ 352) من طرق عن أحمد بن رشد (وفي بعض المصادر راشد)، حدَّثني عمِّي سعيد بن خثيم، عن حنظلة، عن طاوس، عن عبد الله بن عباس، حدَّثتني أم الفضل بنت الحارث الهلالية، قالت: ((مررت بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو جالسٌ بالحِجر، فقال: يا أم الفضل! قلت: لبَّيك يا رسول الله، قال: إنَّك حاملٌ بغلام، قلت: يا رسول الله، وكيف وقد تحالفت قريشٌ على أن لا يأتوا النساء؟ قال: هو ما أقول لك، فإذا وضعتيه فأتني به، قالت: فلمَّا وضعته أتيت به النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأذَّن في أذنه اليُمنى، وأقام في أذنه اليسرى، وألبأه من ريقه، وسمَّاه عبد الله، ثم قال: اذهبي
¥