[مختلف الحديث والكتب المؤلفة فيه]
ـ[حسن بن الشيخ علي وَرْسمه]ــــــــ[18 - 11 - 09, 06:56 ص]ـ
[مختلف الحديث والكتب المؤلفة فيه]
حسن بن الشيخ علي ورسمه
بحث منهجية الدكتوراه
قسم علوم الحديث
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
ف
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
أما بعد: فهذه دراسة عن الكتب المصنفة في التوفيق بين الأحاديث التي ظاهرها التعارض
وهو ما اصطلح المحدثون على تسميته بـ" مختلف الحديث"
مختلف الحديث لغةً: المختلِف والمختلَف بكسر اللام وفتحها، فعلى الأول يكون اسم فاعل، وعلى الثاني يكون اسم مفعول، وهو من اختلف الأمران إذا لم يتفقا، وكل مالم يتساو فقد تخالف واختلف ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn1))
وأما في الاصطلاح:
فمن ضبط كلمة (مختلف) على وزن اسم فاعل (مُختلِف) بكسر اللام، عرفه بأنه: الحديث الذي عارضه - ظاهراً - مثله ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn2)).
ومن ضبطها بفتح اللام (مُختلَف) على أنه مصدر ميمي قال في تعريفه: أَنْ يأْتي حديثان مُتَضادَّان في المعنى ظاهراً ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn3)).
وعليه فيكون المراد بالتعريف على الضبط الأول الحديث نفسه. والمراد بالتعريف على الضبط الثاني نفس التضاد والتعارض والاختلاف.
ثانياً: مشكل الحديث:
المُشكل في اللغة: المُختلط والمُلتبس، يقال: (أشكل الأمر: التبس) ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn4)) و (أشكل عليّ الأمر، إذا أختلط. وأشكلت عليًّ الأخبار وأحلكت: بمعنى واحد) ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn5))
وأما في اصطلاح أهل الحديث فيمكن تعريفه بأنه: الحديث الذي لم يظهر المراد منه لمعارضته مع دليل آخر صحيح ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn6)).
ثالثاً: الفرق بين مختلف الحديث ومشكله:
عند التأمل في تعريف مختلف الحديث ومشكله يظهر لنا الفرق بينهما، وأوضح ذلك من خلال ما يلي:
1 - الفرق اللغوي: فالمختلف لغةً مشتق من الاختلاف، بينما المشكل لغةً مشتق من الإشكال وهو الالتباس.
2 - الفرق في السبب: فالمختلف سببه معارضة حديثٍ لحديث ظاهراً، بينما مشكل الحديث سبب الإشكال فيه قد يكون تعارضاً بين آية وحديث، وقد يكون سببه تعارضاً بين حديثين، وقد يكون سببه معارضة الحديث للإجماع، أو القياس، وقد يكون سببه مناقضة الحديث للعقل، وقد يكون سببه غموضاً في دلالة لفظ الحديث على المعنى لسبب في اللفظ.
3 - الفرق في الحكم: فالمختلف حكمه محاولة المجتهد التوفيق بين الأحاديث المختلفة بإعمال القواعد المقررة عند أهل العلم في ذلك.
وأما المشكل فحكمه النظر والتأمل في المعاني المحتملة للفظ وضبطها، والبحث عن القرائن التي تبين المراد من تلك المعاني ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn7))
رابعاً: أهمية علم مختلف الحديث
علم مختلف الحديث له أهمية كبيرة، أُبرزها من خلال الأمور التالية:
1 - أنَّ فهم الحديث النبويّ الشريف فهماً سليماً، واستنباط الأحكام الشرعية من السنة النبويّة على- صاحبها أفضل الصلاة و أتم التسليم - استنباطاً صحيحاً لا يتم إلا بمعرفة مختلف الحديث. وما من عالم إلا وهو مضطرٌ إليه ومفتقر لمعرفته. ولذا فقد تنوعت عبارات الأئمة في بيان مكانة مختلف الحديث وعظيم منزلته. ومن ذلك قول ابن حزم -رحمه الله تعالى-: "وهذا من أدق ما يمكن أن يعترض أهل العلم من تأليف النصوص وأغمضه وأصعبه" ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn8)).
وقال أبو زكريا النووي -رحمه الله تعالى-: " هذا فنٌ من أهمِّ الأنواع، ويضطرُّ إلى معرفته جميع العلماء من الطوائف " ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn9))
وقال ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: " فإن تعارض دلالات الأقوال وترجيح بعضها على بعض بحر خِضَم" ([10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn10))
¥