[توثيق العجلي .. نقاش من جديد .. دعوة لجميع الإخوة،]
ـ[أبو معاذ الحلواني]ــــــــ[20 - 11 - 09, 12:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
اطلعت على ما كتبه الأخ محمد الأمين وفقه الله حول توثيق العجلي رحمه الله ..
ونظراً لكون بحث مكانة توثيق العجلي بين توثيق العلماء هو بحث الماجستير الذي قمت به ..
ولأنني لم أنشر بحثي حتى الآن حتى تتم المناقشة قريباً إن شاء الله، ولأهمية الموضوع ..
فضلت أن أفتح باب المناقشة فيما كتبه الأخ محمد حول الموضوع ..
دون أن أطيل بذكر ما توصل البحث النظري والتطبيقي عندي فهذا مجال آخر، يكفي فيه أن أشير إلى أنه توصل إلى اعتماد توثيق العجلي رحمه الله ..
وأنا هنا أرد على ملخص ما ذكره في بحثه المشار إليه على الرابط
مخاطباً الأخ محمداً بالنقاش، لأن ما ذكره من الأدلة اشتمل على معظم أدلة من تكلم بتساهل العجلي رحمه الله ..
1: استدللت بأقوال العلامتين: المعلمي ومن بعده الألباني والشيخ السعد ..
ولاشك أن أقوال العلماء هؤلاء تحتاج إلى استدلال لصحتها، لا أن تكون هي أدلة بحد ذاتها ..
وقد ذكرت أنني اطلعت على مسودات المعلمي رحمه الله والتي أظن أنه قصدها بإشارته إلى الاستقراء الناقص، ومنهج الاستقراء فيها في وجهة نظري فيه خلل، ولا يُستدل به على ما قاله العلامة رحمه الله ..
2: استدللت بقولك ومن تأمل حال أئمة الجرح والتعديل من المتقدمين لوجد أنهم لا يعتدون بأقوال العجلي ويضربون عنها الذكر صفحاً، كأنها لم تكن.
3: ثم قلت: والعجلي قد أدركه أغلب نقاد الحديث، وقد توفي بنفس السنة التي توفي بها مسلم (عام 261هـ). ومن تأمل أحوال الرجال، لوجد الأئمة المتقدمين قد أطلقوا الجهالة على عدد كبير جداً ممن وثقهم العجلي، رغم معرفتهم بلا شك بقوله. لكن لما عرفوا مذهبه في توثيق من لم يرو عنه إلا واحد حتى لو لم يكون عنده علم عن هذا الرجل (أي كما هو مذهب ابن حبان)، لم يعتدوا بقوله لأنه ليس فيه أن معه زيادة علمٍ عليهم.
لا أدري من أين أتيت بأن الأئمة المتقدمين لا يعتدون بأقواله ويضربون عنها صفحاً .. ؟
والأهم من ذلك من أتيت بالجزم بمعرفتهم بقوله بلا شك؟
ومن أتيت بالجزم بأنهم علموا مذهبه الذي ادعيته في التوثيق؟
أظن أنه لا يغيب عنك أن العجلي رحمه الله قد انتقل إلى طرابلس الغرب في تونس اليوم، واستقر بها، وولد له بها، ومات بها وقد قضى فيها أكثر من نصف عمره ..
ولم تنتشر كتبه وتصانيفه إلا ببلاد المغرب، ولم يرو عنه كتبه وتصانيفه إلا أهل المغرب، فلم يرو عنه أحد من أهل المشرق فيما وصل إلينا ..
وكل الذين رووا عن العجلي رحمه الله أحاديث أو آثار أو أقوال من الجرح والتعديل ووصلت روايتهم إلينا اليوم هم من أهل المغرب والأندلس ..
وكتابه الذي وصل إلينا المعروف بالثقات، كان عبارة عن سؤالات سألها إياها ابنه صالح، وأملاها عليه قبل وفاته بأقل من 5 سنوات فقط فلم يكتبه فترة بقائه بالمشرق ..
ولم يصل علمه وكتبه - وبخاصة كتاب الثقات - إلى أهل المشرق إلا حينما انتقل راوية الكتاب الوليد بن بكر الأندلسي (المتوفى 392 هـ) لطلب العلم في المشرق، وكان قد رحل بعد عام 360 هـ فرواه عنه الناس حتى قال: ((وما رأى هذه السؤالات عندي حافظ في بلد من البلدان التي سلكتها إلا كتبها وسمعها أو استفاد منها)) وهو قد لقي ما يقارب الألف شيخ في رحلاته في مختلف البلدان، ولا توجد رواية عند أهل المشرق من غير طريقه، وسبب هذا الإقبال على روايته عنه أنه لم يكن عندهم من قبل، ولذلك قال الوليد: ((وحديث أحمد وتصانيفه وأخباره بالمغرب وحديثه عزيز بمصر والشام والعراق لبعد المسافة)) ..
ولذلك اضطر عبد الغني المصري عند روايته لكتاب العجلي - وهو أقرب من علماء العراق والشام له - إلى روايته عن على بن أحمد بن زكريا بن الخصيب شيخ الوليد بالمكاتبة لأنه لم يجد من يرويه عنه سماعاً حتى قدم عليهم الوليد بن بكر فرواه عنه سماعاً ..
فلا مجال للقول بأن كتابه هذا وأقواله قد وصلت لعلماء أهل المشرق لكنهم أعرضوا عنها ..
¥