_أطرابلس كما ينطقها أهل تلك المنطقة.
أما قولك بارك الله فيك وقد نقل مغلطاي في شرح ابن ماجة نقلاً عن العجلي ينقل فيه عن سحنون عالم افريقية المشهور .. فإن سلم هذا النقل من التصحيف - فإني أظنه مصحَّفاً - فهو دليل آخر على قدومه تونس .. فأنت قلت: فإني أظنه مصحفاً وهذا مما يجعله لا يصالح للإستدلال، وإن سلم هذا النقل من التصحيف فإنه لا يثبت دعوى دخوله تونس حيث أنه لم يثبت في التراجم أن الإمام العجلي من تلاميذ الإمام سحنون .. كما أن الإمام سحنون رحمه الله عندما أرسل ابنه محمد إلى المشرق نصحه بأن يأتي طرابلس ويأخذ الحديث من الإمام العجلي مما سمع عن علمه.
أما ردك على قولي أن الإمام العجلي كان متفرغا للتدريس ولم يكن متفرغا للتأليف، بقولك: أيضاً لا أسلِّم به لأنني وجدت دلائل كثيرة تدل على وجود مصنفات للعجلي فقد وجدت روايات كثيرة عن العجلي في كتب الحديث تبين وجود كتب له في الحديث ووجدت عنه روايات متعددة في الرجال غير رواية ابنه صالح عنه وفي تونس اليوم مخطوط لجزء من كتاب للعجلي في الطبقات برواية ابن معتب عنه، ويكفي في ذلك قول الوليد بن بكر راوي كتابه في مقدمته): وحديث أحمد وتصانيفه وأخباره بالمغرب (وقول القاضي عياض عن ابن معتب): وسمع من أبي الحسن الكوفي في جميع ما عنده) وهذا الكلام أيضاً لا يدل على أنه كان متفرغا للتأليف، وأنت تعلم أن كتابه المشهور بالثقات كان عبارة عن سؤالات ابنه عن الرجال، كما أنه ويوجد به بعض الأحاديث النبوية والقصص، وما نجده في كثير من الكتب من نقول عن الإمام مع قلت ما نسب إليه بالنسبة إلى قدره وسعة علمه وفترة استقراره بطرابلس التي تقارب الأربعين عاماً هذا وذلك يثبت العكس فحاله أجده كحال الإمام يحي بن معين ..
أما الشيء الأخير فهو في ردك على استفسار الأخ/ أبوحسان السلفي قلت: "وإنما انتقل إلى طرابلس الغرب للتفرد بالعبادة، والفرار من محنة القول بخلق القرآن .. "وهذا القول مع كثرة من ينقله إلا أن الواقع يخالفه .. فلو كان توجهه لطرابلس من أجل التفرد للعبادة لكأن الإجدر به التوجه لمكة أو المدينة أليس صحيح!! وما كان له أن يقيم حلقات لتدريس الحديث وعلومه ويجتمع حول تلاميذ، أما مسألة خلق القرآن فلم تنجو منها منطقة تخضع للعباسيين، وقد ثبت بأن الأغالبة أخذوا بنفس الدعوة وجبروا الناس عليها.
هذا ونفع الله بك وبعلمك وبارك الله فيك
للعلم أن دخولي على الشبكة الإلكترونية قليل وليس عندي متسع من الوقت
أخوك أبومحمد الطرابلسي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. أهلاً بك أخي أبا محمد مرة أخرى، وعذراً على التأخر في الرد ...
بالنسبة لأطرابلس الغرب فهي من ضمن أفريقية ولا شك، لكن لفظ قوله (عندكم)، وكون الراوييين اللذين ذكرهما من أهل تونس عندي قرينةٌ قوية على دخوله إلى تونس ..
ومع وجود هذه القرينة - رغم أنها ليست قطعية الدلالة - إلا أنه يصبح الأصل فيه عندي هو دخوله إلى تونس ..
ولا توجد قرينةٌ أخرى على القطع بعدم دخوله إليها كما قطعت، والله أعلم ..
وأعتقد أنه لا يخفى عليكم أنه لا يكفي في نفي رواية العجلي عن مثل سحنون أو غيره عدم ذكره في الرواة عنه ..
فإنه لا يذكر إلا كبار الرواة عن الراوي ومشاهيرهم ..
ولم يُذكر في ترجمة العجلي أو تراجم شيوخه روايته عن أكثر من 20 شيخاً ..
بينما استخرج عبد العليم البستوي في مقدمته لكتاب العجلي 67 شيخاً للعجلي من خلال كتابه وكلامه ..
ورغم استقصاء البستوي لشيوخ العجلي قدر المستطاع إلا أنني زدت على ما ذكره من خلال ما وجدته من روايات حديثية عن العجلي 20 شيخاً لم ينص عليهم في كتابه ولم يذكرهم من ترجم للعجلي في ترجمته ..
والشاهد في الأمر: أنه ليس كل من لم يُذكر اسمه في الرواة عن شيخ من الشيوخ أننا ننفي روايته عنه كما ذكرت ..
أما بالنسبة لقولك أنه لم يكن متفرغاً للتأليف فيرد عليه واضحاً أن له مؤلفات أخرى في متون الحديث وفي الرجال كما ذكرت لك في المشاركة السابقة ..
وبالتالي فدعواك بأنه لم يكن متفرغاً للتأليف دعوى تحتاج إلى دليل في وجهة نظري، خصوصاً وأن له مؤلفات في الحديث ..
ولابد أن نقف على حجم كتبه ومصنفاته الأخرى حتى نحكم هل هي متناسبة مع قدره في العلم أم لا .. وهو ما لا نعرفه اليوم ..
¥