تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما بالنسبة لنفيك عن العجلي أنه خرج إلى أطرابلس الغرب للتفرد بالعبادة بحجة الواقع فهو أمر غريب، لسببين:

1 /

أن أقرب الناس عصراً وأكثرهم معرفة بأخبار العجلي من رواة كتبه كعلي بن أحمد بن زكريا (راوي الكتاب عن ابنه صالح) قد أثبت ذلك وذكره عن العجلي ..

وبالتالي فلا نستطيع اليوم أن ننفي كلام أعلم الناس به وأقربهم منه عصراً وخصوصاً من كان في نفس بلده وقد روى عن تلامذته وابنه مباشرة لتصور عقلي للمسألة فالرواية عنه مقدمة على تصور العقل ..

2 /

أن العقل لا ينفي ذلك، ولاحظ أن هدفه كان في الأساس هو (التفرد) للعبادة، أي البعد عن مشاغل الدنيا المتكاثرة في منطقة الخلافة والتي هي أقل في المناطق النائية البعيدة ..

وهذا الشيء يحصل في كل مكان ناءٍ بعيد عن الحضارة ..

ولذلك كانت هذه فكرة كثير ممن تفرد بالعبادة، وليس ذلك مربوطاً بالمكان الفاضل للعبادة كمكة والمدينة ..

وخير دليل على ذلك ما اشتهر من اتخاذ كثير من الزهاد والعباد مدينة (عبَّادان) في العراق مكاناً للعبادة لأنه مكان كان يخلو من مشاغل الحياة الموجودة في المدن الكبرى ..

أضف إلى ذلك أن الإمام العجلي روى أحاديث في فضل الإقامة في المغرب، وهي وإن كان فيها ضعف إلا أنها تقوي الفكرة السابقة ..

وأما القول بأنه للهرب من الفتنة فهو قول الذهبي، وهو قد خرج أيام الفتنة إلى المغرب، ولاشك أن لهذا التوقيت دلالة على أن للفتنة علاقة بأمر خروجه ولو كانت من بعيد ..

والفتنة عند الأغالبة لا شك ستكون أهون منها عند الخليفة ..

والله أعلم


ما نقلته عن حث سحنون ابنه على الرواية عن العجلي نفسه لم أقف عليها، وكل ما رأيته هو الحث على إتيان طرابلس الغرب ..

فحبذا لو أتحفتني بمصدر هذه الفائدة النفيسة ..

وجزاك الله خيراً على إثرائك للموضوع أنت وبقية الإخوة ..

أخوك: أبو معاذ

ـ[أبومحمد الطرابلسي]ــــــــ[12 - 01 - 10, 12:20 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. أهلاً بك أخي أبا محمد مرة أخرى، وعذراً على التأخر في الرد ...

بالنسبة لأطرابلس الغرب فهي من ضمن أفريقية ولا شك، لكن لفظ قوله (عندكم)، وكون الراوييين اللذين ذكرهما من أهل تونس عندي قرينةٌ قوية على دخوله إلى تونس ..

ومع وجود هذه القرينة - رغم أنها ليست قطعية الدلالة - إلا أنه يصبح الأصل فيه عندي هو دخوله إلى تونس ..

ولا توجد قرينةٌ أخرى على القطع بعدم دخوله إليها كما قطعت، والله أعلم ..

وأعتقد أنه لا يخفى عليكم أنه لا يكفي في نفي رواية العجلي عن مثل سحنون أو غيره عدم ذكره في الرواة عنه ..

فإنه لا يذكر إلا كبار الرواة عن الراوي ومشاهيرهم ..

ولم يُذكر في ترجمة العجلي أو تراجم شيوخه روايته عن أكثر من 20 شيخاً ..

بينما استخرج عبد العليم البستوي في مقدمته لكتاب العجلي 67 شيخاً للعجلي من خلال كتابه وكلامه ..

ورغم استقصاء البستوي لشيوخ العجلي قدر المستطاع إلا أنني زدت على ما ذكره من خلال ما وجدته من روايات حديثية عن العجلي 20 شيخاً لم ينص عليهم في كتابه ولم يذكرهم من ترجم للعجلي في ترجمته ..

والشاهد في الأمر: أنه ليس كل من لم يُذكر اسمه في الرواة عن شيخ من الشيوخ أننا ننفي روايته عنه كما ذكرت ..

أما بالنسبة لقولك أنه لم يكن متفرغاً للتأليف فيرد عليه واضحاً أن له مؤلفات أخرى في متون الحديث وفي الرجال كما ذكرت لك في المشاركة السابقة ..

وبالتالي فدعواك بأنه لم يكن متفرغاً للتأليف دعوى تحتاج إلى دليل في وجهة نظري، خصوصاً وأن له مؤلفات في الحديث ..

ولابد أن نقف على حجم كتبه ومصنفاته الأخرى حتى نحكم هل هي متناسبة مع قدره في العلم أم لا .. وهو ما لا نعرفه اليوم ..

وأما بالنسبة لنفيك عن العجلي أنه خرج إلى أطرابلس الغرب للتفرد بالعبادة بحجة الواقع فهو أمر غريب، لسببين:

1 /

أن أقرب الناس عصراً وأكثرهم معرفة بأخبار العجلي من رواة كتبه كعلي بن أحمد بن زكريا (راوي الكتاب عن ابنه صالح) قد أثبت ذلك وذكره عن العجلي ..

وبالتالي فلا نستطيع اليوم أن ننفي كلام أعلم الناس به وأقربهم منه عصراً وخصوصاً من كان في نفس بلده وقد روى عن تلامذته وابنه مباشرة لتصور عقلي للمسألة فالرواية عنه مقدمة على تصور العقل ..

2 /

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير