وصحَّح فيه (3/ 97) في فضائل عثمان قول النبي ^: «لينهضْ كلُّ رجلٍ منكم إلى كفئه» , ثم نهض ^ إلى عثمان , فاعتنقه وقال: «أنت وليي في الدنيا والآخرة» , مع أن إسناده تالف.
انظر: «طبقات الشافعية» للسبكي (4/ 167 , 168).
كما تبيَّن أنه سليم الصَّدر لصحابة النبي ^ ممَّن قاتل عليًّا رضي الله عنه , معترفٌ بعدالتهم , ناطقٌ بفضلهم , لا يطوي قلبه على غير ذلك.
وإذا علمتَ أن سبب شهرة نسبته إلى التشيُّع هو تلك الشُّبه التي بينَّا وهاءها , علمتَ ما في القطع بهاتيك النسبة من المجازفة.
ولو خرجتَ من تلك الشبهات بأن عنده ميلًا زائدًا إلى عليٍّ - رضي الله عنه - عن الميل المطلوب شرعًا , وأن إعراضه عن التحديث بفضائل معاوية رضي الله عنه هو لنبوِّ قلبه عنها , وقلتَ: إنه يَبْعُد أن يصير جميعُ من نسبه إلى التشيُّع إلى ظنٍّ لا حقيقة له = فاعلم أن ذلك – على فرض ثبوته - تشيُّعٌ خفيفٌ جدًّا , لا يُقْدَحُ به , ولا يغبِّر في وجه إمامته وفضله , وقد رأيتَ قوله في يونس بن بكير: «لم أجد أحدًا من أئمتنا ?ستزلَّه في حفظٍ أو إتقان , أو مخالفةٍ للثقات في رواياته , إلا لميله عن الطريق في تشيُّعه , وقد ?حتُمِل مثل هذا الحال عن جماعةٍ من الكوفيين».
وفيه يقول ابن تيمية: «لكن تشيُّعه وتشيُّع أمثاله من أهل العلم بالحديث , كالنسائي , وابن عبد البر , وأمثالهما , لا يبلغ إلى تفضيله على أبي بكر وعمر , فلا يُعْرف في علماء الحديث من يفضِّله عليهما , بل غايةُ المتشيِّع منهم أن يفضِّله على عثمان , أو يحصل منه كلامٌ أو إعراضٌ عن ذكر محاسن مَنْ قاتله , ونحو ذلك».
«منهاج السنة» (7/ 373).
الرابع: أثر تشيُّعه على أحكامه على الأحاديث.
لم أكن لأذكر هذا لولا قول السخاوي في «فتح المغيث» (1/ 40 , 41) عند حديثه عن تساهل الحاكم في «المستدرك»: «بإدخاله فيه عدَّة موضوعات , حمله على تصحيحها إما التعصُّب لما رُمِيَ به من التشيُّع , وإما غيره».
وهو احتمالٌ باطل , وتساهله لا يختصُّ بباب , كما هو معلوم.
قال المعلمي: «لا أرى الذنب للتشيُّع , فإنه يتساهل في فضائل بقية الصحابة , كالشيخين وغيرهما». «التنكيل» (1/ 457).
انتهى ..
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 10:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرا!
ـ[الباحث]ــــــــ[22 - 11 - 09, 11:47 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء.
وحبذا لو تم نقل الموضوع إلى مكانه الصحيح وهو (منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة).
ـ[الباحث]ــــــــ[26 - 11 - 09, 12:21 م]ـ
مسألة علمية تستحق البحث والتأمل.
ربما يثيرها الشيعة من أجل مبدأ (تكثير السواد).
ولكن سأطرح عليكم ما توصل إليه بحثي:
أولاً: الحافظ أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي صاحب (السنن):
قال عنه الذهبي: (ولم يكن أحد في رأس الثلاث مئة أحفظ من النسائي، هو أحذق بالحديث وعلله ورجاله من مسلم، ومن أبي داود، ومن أبي عيسى، وهو جار في مضمار البخاري، وأبي زرعة، إلا أن فيه قليل تشيع وانحراف عن خصوم الامام علي، كمعاوية وعمرو، والله يسامحه.) سير أعلام النبلاء.
وقول الحافظ الذهبي بأن النسائي فيه تشيع ليس بصحيح، لأنه لا دليل عليه.
بل يوجد دليل على عظم مكانة معاوية رضي الله عنه عند الحافظ النسائي رحمه الله:
قال الحافظ النسائي رحمه الله في معاوية رضي الله عنه:
(إنما الإسلام كدار لها باب، فباب الإسلام الصحابة، فمن آذى الصحابة؛ إنما أراد الإسلام، كمن نقر الباب - أى نقبه - إنما يريد دخول الدار، قال: فمن أراد معاوية فإنما أراد الصحابة)، المصدر: تهذيب الكمال (1/ 339).
ثانياً: الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم صاحب (المستدرك على الصحيحين):
قال الذهبي: (وأما الحاكم فأحسنهم تصنيفا قال بن طاهر سألت أبا إسماعيل الأنصاري عن الحاكم فقال ثقة في الحديث رافضي خبيث ثم قال بن طاهر كان شديد التعصب للشيعة في الباطن وكان يظهر التسنن في التقديم والخلافة وكان منحرفا عن معاوية وآله متظاهرا بذلك ولا يعتذر منه قلت اما انحرافه عن خصوم علي فظاهر واما أمر الشيخين فمعظم لهما بكل حال فهو شيعي لا رافضي وليته لم يصنف المستدرك فإنه غض من فضائله بسوء تصرفه) سير أعلام النبلاء.
¥