تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والذي نفسي بيده، لا تقوم الساعة حتى تكلِّم السباعُ الإنسَ، (وليس: السباع والإنس)، وحتى تكلِّم الرجل عذبة سوطه، وشراك نعله، وتخبره فخذه بما أحدث (وليس: أحدثه) أهله من بعده. (بزيادة من بعده).

ثانيًا: تفسيرك عذبة السوط، وشراك النعل، والفخذ، الواردة في الحديث السالف الذكر:

بالجوَّال والبيجر!!

وقولك:

والمعلوم أن الجوال أو البيجر، إنما يُوضعان في الجيب الملاصق للفخذ!!

فإنه لا يخفى أخي الكريم، ما في هذا من التكلف، فإن الأصل في الألفاظ أن تُحمل على ظاهرها، إلا أن يصرفها صارف.

فما الذي أخرج هذه الثلاثة عن ظاهرها؟ وأنها مقصودةٌ مجازًا، لا حقيقةً؟

وهل مجرد وضع البيجر والجوال في الجيب الملاصق للفخذ، كافٍ لصرف معاني عذبة السوط، وشراك النعل، والفخذ، من الحقيقة إلى المجاز؟

كما إن البيجر والجوال، لا يُوضعان بالضرورة في الجيب الملاصق للفخذ، بل قد يوضعان في جيب القميص الملاصق للصدر، أو في الحزام حول الخصر.

فهل سيتغير الأمر أخي الكريم ويختلف تفسير الحديث في هذه الحالة؟

وإليك سياق الحديث كاملا، كما في مسند أحمد – 11365 عن أبي سعيد الخدري t قال:

عدا الذئب على شاة فأخذها، فطلبه الراعي فانتزعها منه، فأقعى الذئب على ذنبه، قال: ألا تتقي الله! تنزع مني رزقًا ساقه الله إلي! فقال: يا عجبي ذئب مقعٍ على ذنبه، يكلمني كلام الإنس؟! فقال الذئب: ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟ محمد صلى الله عليه وسلم بيثرب، يخبر الناس بأنباء ما قد سبق! قال: فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة، فزواها إلى زاوية من زواياها، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فنودي: الصلاة جامعة! ثم خرج فقال للراعي: أخبرهم! فأخبرهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

صدق! والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة، حتى يكلم السباعُ الإنس، ويكلم الرجلَ عذبةُ سوطه، وشراكُ نعله، ويخبره فخذُهُ بما أحدث أهله بعده.

وفي الحديث: تكليمُ الذئب للصحابي رضي الله عنه، وإخباره صلى الله عليه وسلم بأن السباع سوف تكلِّمُ الإنسَ.

وإن في هذا لقرينةٌ قويةٌ، على أن الكلام من الثلاثة؛ عذبة السوط، والفخذ، وشراك النعل؛ هو على الحقيقةِ لا المجاز!

وهل سيبقى بيجرٌ أو جوالٌ أخي الكريم، قبل قيام الساعة؟!

وكل الأجهزة، والآلات، والأسلحة الحديثة، سوف تتعطل أو تُدمَّر؟!

وحروب المهدي عليه السلام آخر الزمان، إنما ستكون على الخيول، وبالسيوف والحراب؟!

ودليلنا قول النبي r في الملحمة:

فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم. مسلم – 7278.

وقول النبي r أيضًا:

فيبعثون عشرة فوارس طليعة،

قال رسول r:

إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم، وألوان خيولهم، هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ. مسلم – 7281.

وقول النبي r في نزول عيسى u، وقتله الدجال:

فإذا رآه عدو الله، ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، فيُريهم دمه في حربته. مسلم – 7278.

ثم إنه مما يُفْهَمُ من قوله: فيُخبره فخذه بما أحدث أهله من بعده؛ أن هذا الإخبار هو من قبيل التجسس على الأهل، وأنه يحصل بدون علمهم، ورغمًا عنهم!

لا كما يفعل البيجر والجوَّال، اللذان لا يتكلمان أصالةً، وإنما تبعًا إذا اتصل الطرف الآخر.

يتبع

ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[15 - 12 - 09, 03:01 ص]ـ

رد على: الأحاديث الصحيحة ممَّا ورد في المخترعات الحديثة - ال 5 والأخير

وقال الأخ الفاضل محمد المبارك حفظه الله تعالى:

الانفاق الارضية:

روى ابن أبي شيبة في المصنف حدثنا غندر عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه قال: (كنت آخذا بلجام دابة عبد الله بن عمرو فقال: كيف أنتم إذا هدمتم البيت فلم تدعوا حجرا على حجر؟! قالوا: ونحن على الإسلام؟! قال: وأنتم على الإسلام. قال: ثم ماذا؟ قال: ثم يبنى أحسن ما كان. فإذا رأيت مكة قد بعجت كظائم ورأيت البناء يعلو رؤوس الجبال فاعلم أن الأمر قد أظلك).

اخرجه ابن ابي شيبه والأزرقي في أخبار مكة، وله عدة طرق وهو خبر جيد.

قلت (القائل عبد القادر مطهر):

قولك أخي الكريم: وله عدة طرق، يوحي بأنه قد جاء من أكثر من طريق، وهذا غير صحيح،

فليس له إلا طريق واحدة؛ أخرجها ابن أبي شيبة، قال:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير