39410 - وَقَالَ عِكْرِمَةُفِي قَوْلِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) [الْإِسْرَاءِ: 60] قَالَ: أُرِيَ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى فَذَكَرَ أَنَّ عِيسَى رَجُلٌ أَبْيَضُ، نَحِيفٌ مُبَطَّنٌ، كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ.
39411 - وَقَدْ ذَكَرْنَا الْآثَارَ الَّتِي أَشَرْنَا إِلَيْهَا هَاهُنَا فِي " التَّمْهِيدِ " بِأَسَانِيدِهَا وَمُتُونِهَا، وَذَكَرْنَا مِنْ أَخْبَارِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - هُنَاكَ فِي رَفْعِهِ، وَكَيْفَ كَانَ الْأَمْرُ فِي ذَلِكَ، وَمَعْنَى تَوَفِّيهِ، وَاخْتِلَافُ الْعُلَمَاءِ فِيهِ، وَقَتْلُهُ لِلدَّجَّالِ، بِبَابِ لُدٍّ بَعْدَ نُزُولِهِ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ بِدِمَشْقَ أَخْبَارًا حِسَانًا، وَفِي هَذَا كِفَايَةٌ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا.
39412 - وَأَهْلُ السُّنَّةِ مُصَدِّقُونَ بِنُزُولِ عِيسَى فِي الْآثَارِ الثَّابِتَةِ بِذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَقْلِ الْآحَادِ الْعُدُولِ.
39413 - وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَيُهِلَنَّ ابْنُ مَرْيَمَ بِفَجِّ الرَّوْحَاءِ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا أَوْ لَيُثَنِّيَنَّهُمَا ".
39414 - وَمِنْهُ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا، فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَتَكُونُ الدَّعْوَةُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ".
39415 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ قَالَا: حَدَّثَنِي قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: "إِنَّ الدَّجَّالَ خَارِجٌ وَهُوَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الشِّمَالِ، عَلَيْهَا ظِفْرَةٌ غَلِيظَةٌ، وَإِنَّهُ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ، وَيُحْيِي الْمَوْتَى، وَيَقُولُ لِلنَّاسِ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَمَنْ قَالَ: أَنْتَ رَبِّي، فَقَدْ فُتِنَ، وَمَنْ قَالَ: رَبِّيَ اللَّهُ، حَتَّى يَمُوتَ عَلَى ذَلِكَ، فَقَدْ عُصِمَ مِنْ فِتْنَتِهِ، وَلَا فِتْنَةَ عَلَيْهِ، فَيَلْبَثُ فِي الْأَرْضِ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يَجِيءُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ مِنْ جِهَةِ الْمَغْرِبِ مُصَدِّقًا لِمُحَمَّدٍ، وَعَلَى مِلَّتِهِ، فَيَقْتُلُ الدَّجَّالَ، ثُمَّ إِنَّمَا هُوَ قِيَامُ السَّاعَةِ ".
39416 - فَفِي حَدِيثِ سَمُرَةَ هَذَا: "أَعْوَرُ الْعَيْنِ الشِّمَالِ ".
39417 - وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: "أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى ". فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
39418 - وَقَدْ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: عَيْنُ الدَّجَّالِ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ. يَقُولُونَ: إِنَّهُ لَمْ يَرْوِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ.
و هذا الشرح للامام ابن عبد البر كاف في أن الحمرة المذكورة هي البياض , و هذا ما و صلت له حتى الآن , و السلان عليكم.
ـ[عاشور العدوى]ــــــــ[17 - 12 - 09, 08:18 م]ـ
هل يوجد كلام اخر
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[17 - 12 - 09, 09:35 م]ـ
مثل ماذا؟؟؟
في أي ناحية بالضبط؟؟؟
كي أعرف ماذا اعطيك
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[17 - 12 - 09, 09:37 م]ـ
مثل ماذا؟؟؟
في أي ناحية بالضبط؟؟؟
كي أعرف ماذا اعطيك
ـ[عاشور العدوى]ــــــــ[29 - 12 - 09, 02:21 ص]ـ
الكافر يقول ان الحديثين مختلفين فى الوصف
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[30 - 12 - 09, 09:53 م]ـ
الكافر يقول ان الحديثين مختلفين فى الوصف
تعني في وصف عيسى عليه الصلاة و السلام ب (الحمرة أو البياض)؟
فإن كان هذا ما قصدته , فأقول:
إن العرب تقول للأبيض من الْإِبِلِ: الآدَم , كما نقلته لك عن الحافظ ابن عبد البر , فالجمع بين الوصفين هو كالتالي:
- جاء في الاحاديث وصف عيسى عليه الصلاة و السلام بأنه أحمر , وجاء بانه آدم , وجاء أيضا بانه أبيض.
- أما البياض فهو معروف.
- أما وصفه بانه أحمر , فقد نقلت لك عن ابن عبد البر أنه قال:
- وَرَوَى مُجَاهِدٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صِفَةِ الْمَسِيحِ أَنَّهُ أَحْمَرُ، جَعْدٌ، عَرِيضُ الصَّدْرِ.
فقال ابن عبد البر: - وَالْأَحْمَرُ عِنْدَ الْعَرَبِ الْأَبْيَضُ.
- أما وصفه بأنه آدم , فقد قال ابن عبد البر:
- وَقَدْ تَقُولُ الْعَرَبُ لِلْأَبْيَضِ مِنَ الْإِبِلِ: الْآدَمُ.
فالضاهر و الله أعلم أنه عليه السلام أبيض , أو يمكن ان يقال أبيض مائل إلى السمرة , فهذا ممكن , و إلا فالمعروف عند أهل العلم أنه لا يمكن أن يتعارض نصان سواء آية و آية أو حديث صحيح مع حديث صحيح أو , آية مع حديث صحيح , فالتعارض يقع في عقل القارئ لا في الواقع لأن هذا لا يمكن , فيمكن أن يقال بأن النبي مرة وصفه بالسمرة , و مرة بالبياض لأنه يجمع الوصفين , و الله أعلم.
إنما هذا اجتهادي , و أرجوا أن أكون قد أصبت الصواب , وقصدي هو نفي التعارض عن الشرع (أحاديث و آيات) , و أن هذا لا وجود له.
و الله أعلم.