تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[دوائر الخطر في ما جاء من أخبار المهدي المنتظر]

ـ[عبدالله القناص]ــــــــ[06 - 12 - 09, 09:07 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمدلله رب العالمين وبه نستعين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وآله وصحبه أجمعين .. وبعد

سنتحدث في هذا الموضوع عن ما جاء في أخبار المهدي المنتظر والذي يخرج في آخر الزمان وقت فتن وإمتلاء الأرض جوراً وظلماً ويقيم الخلافة الراشدة .. وهي بالمناسبة كثيرة وقد وردت في كتب الأئمة وتداولها المسلمون على مر العصور بإستبشار وسرور وإنتظار .. وهي روايات كثيرة أغلبها يشكو من التضارب والتناقض .. ولم يخرجها الإمام البخاري ولا الإمام مسلم بشكل صريح .. وأكتفى الامام مسلم رحمه الله بالإشارة إلي (الأصل) كما جاء في حديث جابر رضي الله عنه ((يكون في آخر أمتي خليفة يحثو المال ... الحديث)) ..

فالأصل .. هو حديث ((ستكون في النبوة إلي ما شاء الله أن يرفعها فيرفعها ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة إلي متى ما شاء الله أن يرفعها فيرفعها ثم تكون ملكاً عضوضاً إلي متى ما شاء الله أن يرفعها فيرفعها ثم تكون ملكاً جبرياً إلي متى ما شاء الله أن يرفعه فيرفعه ثم تكون خلافة راشدة ... الحديث)) .... ثم حديث مسلم الذي ذكرناه .. فالأول يخبرنا عن عودة الخلافة .. والثاني يخبرنا عن الخليفة ويبشر بعهد مليء بالخير ووفرة المال والرزق والقوة والنصر على انقاض ملك جبري مليء بالفتن والجور والظلم ..

وروى الأئمة بعد ذلك أحاديث وآثار تخبرنا بلقبه وكنيته الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ((المهدي)). ولكن أغلبها أخذ الأصل وهو الخلافة والخليفة (المهدي) والخير المبشر به والذي ذكرنا بعضه سابقاً ثم بدأ في وضع الخرافات والأباطيل ونسج القصص المفككة حوله .. وهذه لها عدة أسباب من أهمها .. : الصراعات السياسية والإجتماعية بين القبائل القرشية ... ومنها رواة (مجاهيل) أصحاب مصالح خاصة حاولوا استغلال هذه النزاعات وتجييش العواطف الدينية في تدعيم وحماية هذه الخرافات المتناقضة والتي يريدون من خلالها المحافظة على دعم وتأصيل الخرافة والأسطورة من خلال اللعب بأوراق الأطماع الشخصية والعواطف الدينية .. وهؤلاء لهم مصالح خاصة مستقبلية أي في وقت ظهور (المهدي)، وسنوضح ذلك فيما بعد.وكان لا بد لهم من وجود من يحمي هذه الأباطيل لمطامع شخصية تعطيه القداسة والحلم والكثير من الإمتيازات والعوائد النخبوية .. وهذه أسباب كافية لجعل أي شخص يصبح مهيء لتقبلها والإيمان بها وتصديقها، لذلك كان هدف ((المجاهيل)) يتمحور حول (نسبه + أسمه) ثم يتم بعد ذلك دس السم في الروايات عن حقيقته وما يصاحب خروجه للتغطية على دعوته الحقيقية .. ولم يبق لهم (من كثر الخرافات) إلا أن يقولوا أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام سيبعث في آخر الزمان ويكون هو المهدي المنتظر .. !!!.

تلك الأيادي المجهولة هي التي ساهمت في تجنب كبار الأئمة الذين حكموا عقولهم ورفضوا الإنسياق خلف عواطفهم وإضاعة وقتهم وجهدهم في موضوع لا علاقة له بالعقيدة وأصول الدين .. بعد أن لاحظوا هذا التضارب والتناقض الفاضح: فمرةً يأتي من الشرق وتارةً يبايع في مكة في الغرب .. ومرةً هو (رجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم) وأخرى من (قريش) وغيرها من (ولد عبدالمطلب) والتي تليها من (أهل البيت) .. ثم يبدأ الصراع السياسي .. فيصبح تارةً من بني العباس وتارةً أخرى من ولد فاطمة .... ثم بعد ذلك ينقسم ما بين الحسن والحسين .. وعند خروجه يأتي معه ملك (كأنه خير وأهم من الأنبياء الذين دعوا اقوامهم وأوذوا وصبروا ثم أتاهم نصر الله) ومرة يسبقه (صوت قزعة من السماء) ومرة (مذنب ذو ذيل) ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير