تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

دوائر متشابكة .. رسمت بإتقان وحرفية على أشكال هندسية ... الدائرة الكبرى كانت مصممة على مقاس جميع العوائل القرشية .. ثم دائرة أصغر منها في داخلها مخصصة لـ (ولد عبدالمطلب) ثم دائرة أصغر في داخل الدائرة الثانية مخصصة لـ (أهل البيت) وفي داخلها دائرتان متصارعتان .. دائرة لبني العباس ودائرة لعلي رضي الله عنهم أجمعين .. ثم في دائرة علي وفاطمة .. دائرتان وفي كل دائرة من الدوائر .. بثت خرافة وزرعت خعبلات ونسجت روايات أقرب للأساطير .. (مع الإبقاء على (الأصل) جور وظلم ثم عدل ومال وفير ومطر ونصر) .. إلي أن (وضع) أسمه كأسم النبي صلى الله عليه وسلم .. لإستغلال أسمه الشريف في إثارة العاطفة الدينية المتمثلة في حبه والتشوق للقاءه .. في التسليم بصدقية هذا الطرح .. مع زيادة الحبكة الدرامية في نص الحديث المحشود بأنواع الفنتازيا والخدع الروائية ..

أعلم جيداً أنّ هذا الموضوع لن يتقبله الكثيرين خصوصاً من كان يعتقد في قرارة نفسه أن المهدي مجرد (جسر) سيعبر من خلاله لأحلام الزعامة وقيادة الأمة .. (وفجأة يجد من يحاول أن ينزع عنه ثياب القداسة والعصمة فهي صعبة جداً على النفس البشرية عموماً) .. وعلى أيضاً من تعود التسليم والإيمان بالخرافات وتداول الموروثات والعوائد البشرية وجعلها مقدسة بدون التفكير الحقيقي فيها .. ولكني متأكد كذلك بأن هناك عقلاء سواء علماء أو من طلبة العلم أو العامة .. سيؤيدون هذا الطرح بقوة .. وسيفهمون (حقيقة) المهدي المنتظر بشكل واضح لا لبس فيه ..

سنتطرق لهذا الموضوع .. بشكل علمي من خلال وضعه تحت مجهر ومسطرة (الجرح والتعديل) بلا مواربة .. ونناقشه بشكل منطقي بعيداً عن الغلو والخرافة .. ثم نمزق هذه الدوائر ونزيح الغشاوة عن الأعين والغبار عن العقول .. ونوضح هذه الحقيقة المتضاربة وأماكن تناقضها من خلال إتسعراض أهم أحاديث الأئمة رحمهم الله ..

لذا أقول: إذا كنت (تنتظر) مهدياً من قريش أو أهل البيت وأسمه (محمد بن عبدالله) ويتناسب مع سرعة العصر أو عصر السرعة .. (فيهتدي في ليلة ويقيم الخلافة وينشر العدل ويُنهي الظلم .. في نفس الليلة) ... فإني مشفق عليك بأن لا تراه إلا في منامك وخيالك .. لأن الحقيقة (والعقل والمنطق في صفها) ترفض وتنقض هذا الشيء من أساسه .. فحتى الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام أمروا بالدعوة أولاً وأوذوا وصبروا حتى جاء نصر الله فكيف بغيرهم .. ولأن (إرث) محمد صلى الله عليه وسلم هو العلم وليس (المهدوية والزعامة والعصمة والعنصرية) ومسألة تكرار أسمه في المهدي ممقوتة وليس لها أي معنى منطقي سوى الضحك على الدقون .. ولا توجد رواية (صحيحة) تقول بهذا غير أقوال مجاهيل أو من أُختلف حولهم القول أو ممن ضعفهم الأئمة .. أما الروايات الصحيحة وقليلة الجرح والتعديل فهي لا تذكر أسماً ولا تثبت نسباً وهذا المنطق الذي يتوافق مع روح ونصوص شريعتنا السمحة التي مقت وتحارب العنصرية والفئوية وتدعوا إلي العدل والمساواة ..

سنناقش هنا أبرز هذه الأحاديث التي وردت في كتب الأئمة ونستخدم مسطرة الجرح والتعديل بلا مواربة ...

والله من وراء القصد .. وهو الهادي إلي سواء السبيل ......

يتبع إن شاء الله

ـ[عبدالله القناص]ــــــــ[06 - 12 - 09, 09:13 م]ـ

مرحلة تقطيع الدوائر .. من الأكبر إلي الأصغر ..


الدائرة الأكبر دائرة قريش .. :

خرّج أبو داؤد في سنده ((قال هارون حدثنا عمر بن أبي قيس عن مُطرّف بن طريف عن أبي الحسن عن هلال بن عمر سمعت علياً يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم: يخرج رجل من وراء النهر يقال له الحارث على مقدمته رجل يقال له منصور يوطيء أو يمكن لآل محمد كما مكنت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وجب على كل مؤمن نصره أو قال إجابته))

قلت .. : (أبو الحسن وهلال بن عمر مجهولان، ولم يعرف أبو الحسن إلا من رواية مطرف بن طريف عنه .. انتهى) اهـ

قلت .. : وفي المتن نظر .. فلم تمكن قريش لمحمد صلى الله عليه وسلم بل حاربته وعذبت وقتلت العديد من اتباعه .... انتهى

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير