قال أحمد في رواية ابنه صالح: ((معمر أخطأ بالبصرة في إسناد حديث غيلان، ورجع باليمن فجعله منقطعاً)) ". ()
عبد الرزاق الصنعاني:
قال الحافظ ابن رجب (رحمه الله تعالى): "قال أحمد في رواية الأثرم: ((سماع عبد الرزاق بمكة من سفيان مضطرب جداً، روى عنه عن عبيد الله أحاديث مناكير، هي من حديث العمري، وأما سماعه باليمن فأحاديث صحاح)).
قال أبو عبد الله أحمد: ((قال عبد الرزاق: كان هشام بن يوسف يكتب بيده - وأنا أنظر - يعني عن سفيان باليمن - قال عبد الرزاق قال سفيان: إيتوني برجل خفيف اليد، فجاؤوه بالقاضي، وكان ثمّ جماعة يسمعون لا ينظرون في الكتاب، قال عبد الرزاق: وكنت أنا أنظر، فإذا قاموا ختم القاضي الكتاب)).
قال أبو عبد الله: ((لا أعلم أني رأيت ثمّ خطأ إلا في حديث بشير بن سلمان عن سيَّار، قال: أظن أني رأيته عن سيار عن أبي حمزة، فأراهم أرادوا عن سيار أبي حمزة، فغلطوا فكتبوا عن سيار عن أبي حمزة)).
هذا كله كلام أحمد رحمه الله ليبين به صحة سماع عبد الرزاق باليمن من سفيان، وضبط الكتاب الذي كتب هناك عنه.
وذكر لأحمد حديث عبد الرزاق عن الثوري عن قيس عن الحسن ابن محمد عن عائشة قالت: ((أهدي للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشيقة لحم وهو محرم يأكله))، فجعل أحمد ينكره إنكاراً شديداً. وقال: ((هذا سماع مكّة)) ". ()
الضرب الثاني: من حدث عن أهل مصر أو إقليم فحفظ حديثهم, وحدث عن غيرهم فلم يحفظ:
مثاله: إسماعيل بن عيَّاش الحمصي أبو عتبة:
قال فيه الحافظ ابن رجب (رحمه الله تعالى): "إذا حدث عن الشاميين فحديثه عنهم جيد وإذا حدث عن غيرهم فحديثه مضطرب، هذا مضمون ما قاله الأئمة فيه، منهم أحمد، ويحيى، والبخاري، وأبو زرعة. ()
الضرب الثالث: من حدث عنه أهل مصر أو إقليم فحفظوا حديثه وحدث عنه غيرهم فلم يقيموا حديثه.
مثاله: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب:
قال فيه الحافظ ابن رجب (رحمه الله تعالى): "ذكر مسلم في كتاب التمييز أن سماع الحجازيين منه - يعني أنه صحيح - قال: ((وفي حديث العراقيين عنه وهم كثير، قال: ولعله كان يلقن فيتلقن)) يعني بالعراق".
وذكر أن ذكر الاستسعاء في العتق في حديث ابن عمر إنما رواه عن ابن أبي ذئب ابن أبي بكير, قال: وسماعه منه بالعراق فيما نرى، وأما ابن أبي فديك فلم يذكر عنه السعاية، وهو سماع الحجازيين)). ()
ج: تجريح الراوي في بعض شيوخه: بما يقدح في روايتهم عمّن ضعفوا فيهم:
مثاله: سماك بن حرب.
قال الحافظ ابن رجب (رحمة الله عليه) أثناء سرده الثقات الذين ضعفوا في بعض شيوخهم: "ومنهم سماك بن حرب، وقد وثقه جماعة، وخرج حديثه مسلم، ومن الحفاظ من ضعف حديثه عن عكرمة خاصة، وقال: ((يسند عنه عن ابن عباس ما يرسله غيره)).
وقال ابن المديني: ((رواية سماك عن عكرمة مضطربة، سفيان وشعبة يجعلونها عن عكرمة، وغيرهما يقول: عن ابن عباس إسرائيل وأبو الأحوص)).
ومنهم من ضعف في آخر عمره وقال: ((كان يلقن حينئذ)) ". ()
د: تضعيف رواية الراوي غير المتقن إذا جمع في الإسناد عددا من شيوخه دون ما إذا أفردهم:
مثاله: حماد بن سلمة:
قال الحافظ أبو يعلى الخليلي: "ذاكرت يوما بعض الحفاظ فقلت: البخاري لم يخرج حديث حماد بن سلمة في الصحيح وهو زاهد ثقة؟ فقال: لأنه جمع بين جماعة من أصحاب أنس فيقول: حدثنا قتادة وثابت وعبد العزيز بن صهيب, وربما يخالف في بعض ذلك, فقلت: أليس ابن وهب اتفقوا عليه وهو يجمع بين أسانيد, فيقول: حدثنا مالك وعمرو بن الحارث والليث بن سعد والأوزاعي أحاديث ويجمع بين جماعة غيرهم؟.
فقال: ابن وهب أتقن لما يرويه وأحفظ له". ()
قال الحافظ ابن رجب: "ومعنى هذا أن الرجل إذا جمع بين حديث جماعة, وساق الحديث سياقة واحدة, فالظاهر أن لفظهم لم يتفق فلا يقبل هذا الجمع من حافظ متقن لحديثه, يعرف اتفاق شيوخه واختلافهم كما كان الزهري يجمع بين شيوخ له في حديث الإفك وغيره". ()
¥