ـ[بو الوليد]ــــــــ[05 - 03 - 03, 03:53 م]ـ
قال الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة برقم (717) في كلامه على حديث من أشرك بالله فليس بمحصن:
وأنا أرى أن التردد المذكور إنما هو من شيخ إسحاق وهو عبد العزيز بن محمد الدراوردي، فإنه وإن كان ثقة ومن رجال مسلم، ففي حفظه شئ، أشار إليه الحافظ بقوله فيه في التقريب: صدوق كان يحدث من كتب الناس فيخطئ، قال النسائي: حديثه عن عبيد الله العمري منكر.
قلت (الألباني): وهذا من روايته عن عبد الله كما ترى، فهو منكر مرفوعاً ... إلخ.
فقد أعل الشيخ الألباني الحديث بالدراوردي حينما تردد فيه، وأقر بشئ مما في الدراوردي، واحتج بكلام النسائي في إنكاره أحاديث الدراوردي عن العمري المصغر؛ وليته فعل ذلك رحمه الله في غيره من الأحاديث التي أخطأ فيها الدراوردي كحديث أبي هريرة في الهوي إلى السجود، ولكن ما كل من يريد الحق يصيبه.
ـ[مبارك]ــــــــ[06 - 03 - 03, 03:36 م]ـ
وقفات مع أبي وليد ـ حفظه الله تعالى وسلمه من كل شرور
1ـ عبارة الإمام أحمد الأولى راويها أحمد بن حميد، أبو طالب المشكاني لم أجد في حد علمي من نص على توثيقه وضبطه في كتب التراجم التي في حوزتي، أما قول أبي بكر الخلال عنه:
" وكان رجلاً صالحاً فقيراً صبوراً على الفقر فعلمه أبو عبدالله مذهب القنوع والاحتراف " (تاريخ بغداد 4/ 122).
ومن المعلوم في مصطلح الحديث أن هذا القدر من الوصف لا يقتضي أن يكون الموصوف ثقةً ضابطاً، إذ لا تلازم بين كون الرجل صالحاً فقيراً ... ، وبين كونه ثقةً ضابطاً، فكم من الصالحين من ضعفاء ومتروكين، قال الإمام الناقد أبو الحسن القطان في كتابه القيم " الوهم والإيهام " (ق100/ 1) ما نصه:
" وليس كل صالح ثقة في الحديث بل قد قيل لم نر الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث، وذلك والله أعلم لسلامة صدورهم وتحسينهم الظن بمن حدثهم ولشاغلهم بما هم بسبيله عن حفظ الحديث وضبطه وفهم معانيه ومن لم تثبت عدالته لا يصح حديثه " أه.
ويحسن بنا أن نورد واقعة تدلل على وهمه حكاها عنه الحافظ الذهبي في " السير " (13/ 288) قال:
" وقال صالح بن أحمد: تناهى إلى أبي أنَّ أبا طالب يحكي أنه يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق، فأخبرت بذلك أبي، فقال: من حدثك؟ قلت: فلان، قال: ابعث إلي أبي طالب، فوجهت إليه، فجاء، وجاء فوران، فقال له أبي: أنا قلت لك: لفظي بالقرآن غير مخلوق؟! وغضب وجعل يرعد، فقال: قرأت عليك: (قل هو الله أحد).فقلت لي: ليس هذا بمخلوق.
قال: فلم حكيت عني أني قلت: لفظي بالقرآن غير مخلوق؟ وبلغني أنك كتبت بذلك إلى قوم فَامْحُه، وأكتب إليهم أني لأم أقله لك. فجعل فوران يعتذر إليه. فعاد أبو طالب.وذكر أنه حكى ذلك، وكتب إلى القوم يقول: وهمت على أبي عبدالله".
قال أبوعبدالرحمن: وما نسبه أبو طالب إلى الإمام أحمد يعطينا فكرة واضحة على أنه لا يعي كلام الإمام ولا ينزله منزلته. فينبغي أخذ الحيطة والحذر فيما ينقله لا سيما عند المخالفة ولهذا قال الخطيب في ترجمته:
" روى عن أحمد مسائل تفرد بها ... " (تاريخ بغداد4/ 122).
وقد علق الإمام الذهبي على ما حكاه أبو طالب عن الإمام أحمد رحمه الله فقال:
" قلت: الذي استقر الحال عليه أن أبا عبدالله كان لا يقول: من قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق، فهو مبتدع، وأنه قال: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، فهو جهمي، فكان رحمه الله لا يقول هذا ولا هذا، وربما أوضح ذلك، فقال: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق يريد به القرآن فهو جهمي ".
قلت: خطأ الثقة في بعض رواياته لا يسقط ما يروي؛ لأنه ليس من شرط الثقة أن لا يخطىء.
وقول الإمام أحمد: " وربما قلب حديث عبدالله يرويه عن عبيدالله بن عمر " تدل على ندرة خطأه بجانب ما روى على الصحة والسلامة، فإذا كان كذلك فلا نلتفت إلى دعوى الخطأ في رواية الثقة إلا ببيان لا يشك؟
ومن المعلوم بداهة أن الذي لا يحدث إلا من حفظه يجري عليه الوهم في بعض حديثه في جانب ما روى على الصحة والسلامة قال الإمام الحافظ ابن حبان وما أجمل ما قال:
¥