[صحة رواية هلا بكرا تعضها وتعضك]
ـ[أبومعاذ المصري]ــــــــ[06 - 01 - 10, 01:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثر في الأونة الأخيرة استخدام عدد من الكتاب والصحفيين _ ممن ليس لهم دراية بعلم الحديث- ذكر رواية الطبراني عن جابر بن عبدالله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له هلا بكرا تعضها وتعضك .. فما صحة هذه الرواية؟
افيدوني جزاكم الله خيرا ...
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[06 - 01 - 10, 02:00 م]ـ
قال الشيخ الأباني رحمه الله في [سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة - (4/ 133)]
حديث رقم:1629 - " فهلا بكرا تعضها وتعضك ".
ضعيف.
أخرجه الآجري في " تحريم النرد والشطرنج والملاهي " (رقم 5 - نسختي) من طريق داود بن الزبرقان عن مالك بن مغول عن الربيع بن كعب بن أبي كعب
عن كعب بن مالك قال: " كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فعرست
ذات ليلة، ثم غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل يسأل رجلا رجلا: أتزوجت يا فلان؟ أتزوجت يا فلان؟ ثم قال: أتزوجت يا كعب؟ قلت: نعم يا رسول الله. قال: أبكر أم ثيب؟ قلت: ثيب، قال: فذكره ".
قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، داود بن الزبرقان متروك. والربيع بن كعب بن أبي كعب. هكذا وجدته في نسختي، وأصلها مما لا تطوله الآن يدي، لأنظر هل الخطأ منه أومن ناسخها.
فقد أورده البخاري في " التاريخ الكبير " (2/ 1 / 248)
وابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (1/ 2 / 454) هكذا: " ربيع بن أبي بن كعب الأنصاري "،
وزاد ابن أبي حاتم: " ويقال: ربيع بن كعب بن عجرة ". وذكرا أنه روى عن أبيه، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، غير أن البخاري قال: " قال أبو عبد الله: موسى بن دهقان: يقولون: تغير بآخرة ".
قلت: وموسى هذا لم يذكرا سواه راويا عن الربيع بن أبي. والحديث أورده الهيثمي في " المجمع " (4/ 259) من رواية الطبراني عن الربيع بن كعب بن عجرة عن أبيه و قال: " ولم أجد من ترجم لربيع، وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم ضعف، وقد وثقهم ابن حبان ".
قلت: وقد رواه البخاري في " التاريخ " (2/ 1 / 272)
وكذا الطبراني في " الكبير " (19/ 149 / 328) من طريق موسى سمع الربيع بن كعب بن عجرة عن أبيه به.
وفي رواية للبخاري عن موسى عن الربيع بن أبي بن كعب عن أبيه.
ثم وقفت على النسخة المطبوعة من " تحريم النرد " بتحقيق محمد بن سعيد، فوجدتها مطابقة للأصل الذي نقلت عنه، ولكن المحقق لم يتنبه للفرق بينها و بين ما في " التاريخ " و" الجرح " مع أنه عزاه إليهما؟ وادعى أن البخاري سكت عنه! وقد عرفت أنه ذكر أنه تغير!
فالربيع هذا، هو علة الحديث، لاضطراب الرواة في نسبه، المنبئ عن جهالته. ولاسيما وكان تغير بآخرة.
والله تعالى أعلم.