تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأمر آخر صدر أيضاً من أناس يتقفرون العلم، ويتفقرون الحديث وهم من بني جلدتنا درجوا في السنوات الأخيرة على نوع جديد لم يعرف له مثيل من قبل، ولم يقل به أحد من أهل العلم. وإذا كان من يقول بما سبق فخطره واضح والتهمة عليه قائمة والحذر منه موجود وسواء قال ذلك عن خبث وحقد دفينين، أم قال ذلك جهلا وسفها وتقليدا فضرر ذلك من حيث النتيجة قائم.

أما هؤلاء فضررهم خطير ولا يقل خطورة عمن سبقه وذلك ما صدر ويصدر في كثير من الكتب لبعض المؤلفين المحدثين، سواء من توفي أو بقي على قيد الحياة هو قولهم رواه البخاري وهو صحيح، رواه الشيخان وهو صحيح، رواه مسلم وهو صحيح، أو رواه البخاري وفيه فلان ضعيف، أو مدلس أو متكلم فيه أو رواه البخاري وهو ضعيف .... وهكذا.

وهؤلاء الناس إما أن يقولوا ذلك عن غير قصد منهم في الطعن والتشكيك ورفع الثقة، فنقول: هذا جهل فاضح، وإما يكون عن قصد وسابق تصميم.

أما إن كان عن غير قصد منهم، بحيث لا يفرقون بين "صحيح رواه البخاري، صحيح متفق عليه، صحيح رواه مسلم" وبين "رواه البخاري وهو صحيح .... ".

أقول: إن بين القولين فرقا كبيرا

فالأول مبني على الثقة فيما اتفقت عليه كلمة الأمة ....

أما القول الثاني "أخرجه البخاري وهو صحيح ... " وأمثاله وأضرابه فهذا ناشئ عن غرور في نفس قائله وعن غفلة عن أهل العلم وصفح عن إجماع الأمة وضرب عن اتفاق أهل الحديث وغيرهم، وتشرف وتشوق وتسوق في النفس لتكون فوق البخاري ومسلم وأمثالهما من أهل العلم بالحديث وتشاغل عما فعله أهل العلم بعدهما من مستخرجات ودراسة، وإعراض عن تلقي الأمة لهذين الكتابين وجهل في طريقة تأليف هذين الكتابين واختيار أحاديثهما وطريقة أهل الحديث القدامى في التصنيف.)

ثم قال: (وتشوف كثير من الأدعياء للدرجات العليا في العلم والرغبة في الظهور وتتبع سقطات الآخرين ....

... حمل الكثيرين على الظهور بمظهر الأئمة والعلماء للأمة وأنهم هم ولا غيرهم، وأن الأمة لم تنجب لهم نظيرا من مئات السنين فتطاولوا قدرهم وتسامقوا وطعنوا ليظهروا في أعين البسطاء أنهم الأئمة وأن ما اتفقت عليه الأمة هو محض افتراء وضلال وهذا هو الخسران المبين وقاصمة الظهور والمشتكى إلى الله عز وجل.

وإلا فما عمله علماء الأمة من المستخرجات وقد ذكرت فوائدها وعددا منها سواء على الصحيحين أو أحدهما وما تتبعه علماء الحديث لهذين الكتابين وما اعتنوا به من أمرهما شرحا واختصارا وتعليقا ودراسة وترجمة أبواب، كل ذلك رد على هؤلاء المتسوقين المتطاولين كيف اتفقت كلمتهم على تصحيح الصحيحين ويأتي إنسان بعد ألف ومائة وخمسين عاما ليضعف أو يصحح.

فالأمر بين أمرين: إما أن يكون هؤلاء جميعا من أهل العلم المشهود لهم به فتكون موافقتهم صحيحة وتأييدهم سليما فالخروج عنهم خروج عن سبيل المؤمنين أو أن يكون جميع هؤلاء من أهل الجهل والانحراف فهذا يقتضي رد كل ما ورد عنهم وعن طريقهم وهذا أيضا ضلال مبين وانحراف خطير.

فلم يبق إلا أمر واحد، وهو غرور المعاصرين وانحرافهم عن الجادة المستقيمة وبعدهم عن سبيل أهل العلم.)

ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[19 - 02 - 10, 12:13 م]ـ

بارك الله فيكم أخواني.

ولكن قول صحيح رواه البخاري أو مسلم هل هذا يدل على أنه أخرجه في كتابه ولم يزد أو ينقص فيه.؟؟

ـ[محمد ابوعبده]ــــــــ[17 - 10 - 10, 10:17 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قد وجدت في أثناء بحثي في كتب الشيخ ناصر الدين الألباني مثل هذا الصنيع وهو يفعله لاعتقاده بوجود عدد ـ قليل ـ من الأحاديث في الصحيحين يؤمن بضعفها، وهو كما قال لا يحابي أحدا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولا يظن ظان أني أقدح بالشيخ ريحانة بلاد الشام بالحديث الشيخ الألباني ولكنه العلم الذي لا يحابي أحدا كما علمنا هو رحمه الله تعالى.

ـ[عبيد الله المنصوري]ــــــــ[20 - 10 - 10, 02:38 م]ـ

مثل هذا الصنيع قد أنكره بعض خصوم الشيخ الألباني - رحمه الله -، وادعى مدعيهم - وهو أبو غدة - أن هذا لم يجر على لسان أحد من أهل العلم قطُّ، فدعى هذا الشيخ الحويني - أيده الله - إلى تتبع ذلك في كتب الأئمة، قال: فجمعتُ كشكولاً من أقوال الأئمة، يقولون: صحيح، أخرجه البخاري ... صحيح، أخرجه مسلم، ومن أكثرهم فعلاً لهذا الصنيع: أبو نعيم في (الحلية)، والضياء المقدسي. - هذا كلام الشيخ الحويني في الشريط السادس من المجموعة الأولى من (مدرسة الحياة) -

أقول: وليراجع من شاء كتاب (الأمراض والكفارات) للضياء المقدسي بتحقيق شيخنا الحويني، ليجد مصداق ذلك، وانظر أيضًا نماذج كثيرة في (ردع الجاني) للشيخ طارق عوض الله - أيده الله -

خلاصة القول: أن هذا الصنيع لا غضاضة فيه، والله أعلم.

ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[20 - 10 - 10, 02:58 م]ـ

لكن

لو قصد بيان ان الحديث المذكور هو صحيح و الحجة على ذلك البخاري اخرحه في صحيحه كقول:

الحديث صحيح ... رواه البخاري .... من باب الاخبار و لتاكيد. ليس الا.

لو سئلت عن حديث ما و قلت نعم هو حديث صحيح رواه البخاري ...

هل فيه شيء؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير