تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[12 - 02 - 10, 06:25 م]ـ

قال تلميذه الحافظ ابن عدي: ابن حماد متهم في ما يقوله في نعيم بن حماد لصلابته في أهل الرأي.

قال الذهبي: قد أقذع في رميه نعيما بالكذب, مع أن نعيما صاحب مناكير فالله أعلم

ولا يعترض بما ذكره الحافظ في التهذيب

وفي اللسان: وعاب عليه ابن عدي تعصبه المفرط لمذهبه حتى قال في الحديث الذي رواه أبو حنيفة عن منصور بن زاذان عن الحسن عن معبد الجهني عن النبي صلى الله عليه و سلم في القهقهة .....

قال ابن عدي: قال لنا ابن حماد: وهو معبد بن هوذة الذي ذكره البخاري في كتابه في تسمية أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم وهذا الذي ذكره بن حماد غلط وذلك أنه قيل معبد الجهني فكيف يكون جهني أنصاري ومعبد بن هوذة أنصاري وله حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكحل إلا أن بن حماد اعتذر لأبي حنيفة فقال هو معبد بن هوذة لميله إلى أبي حنيفة

وقال أبو سعيد بن يونس: كان أبو بشر من أهل الصنعة وكان يضعف.

كل هذا لا يُخوِّل لك ولا لغيرك ذلك المرام الشاق في ردِّ رواية ابن حماد بمثل ما ذكرتَ!

وحاصل هذه النقولات: أن أبا بشر يتهم بالميل والتعصب على كل من تكلم في أهل الرأي!

وفي ثبوت تلك التهمة عنه - بهذا الإطلاق - نظر عندي! ولا يكفي ما ذكره أبو أحمد الجرجاني وحده في هذا الصدد! والمثالان اللذان ساقهما للتدليل على ذلك - في نظره - يمكن الجواب عنهما بلا تعسف أو تكلُّف إن شاء الله.

وحتى لا أخرج عن أصل الموضوع: فإني أتنزَّل مع المدعي في ثبوت تلك التهمة في حق الرجل!

وأعود فأقول ما قلتُه سالفًا: فكان ماذا؟! وهل يضر ذلك الميلُ في رواية الرجل عند من تبصَّر!

غاية الأمر: أننا نحتاط في كلام الدولابي - الذي يقوله من عند نفسه - إذا كان صادرًا في حق من عُرِفَ بالكلام في أهل الرأي خاصة! وللباحث أن يردَّ كلام الدولابي في هذا الصدد جملة! كما فعل ابن عدي سابقًا.

أما التهوُّر بردِّ رواية الرجل - دون رأيه - إذا كانت واردة في هذا الميهع: فتلك سبيل في الجناية لا يُغبَط عليها صاحبها!

ولم يأتِ من ضعَّف أبا بشر بحجة أصلا! كما سيأتي، بل هو الحافظ الصدوق العارف، أحد أئمة هذا الشان بلا ريب، فكيف تُردُّ رواية مثله من الأُمَناء إذا كانت واردة في الغمز ممن شُهِر عنه الطعن في في النعمان بن ثابت وغيره من أهل الرأي؟!

والشيخ عبد الله حفظه الله لم يقل ما قال في ابن حماد إلا عن نظر

الشيخ - سدده الله - لم يُصرح برأيه في ابن حماد! لكن ظاهر صنيعه أنه حمل عليه في تلك الرواية التي رواها عن القطان بإسناده! مع غير ذلك من القرائن التي ساقها الشيخ في صدد الطعن في تلك الرواية! ولو أنه اكتفى بتلك القرائن دون التعريج على ابن حماد = لكان أقوم عند النظر.

نعم: قد كان يكفيه بشأن الدولابي من تلك القرائن الإعلال بشك ابن حماد في سند الرواية! فيجعل ذلك إشارة على عدم ضبطه لها! دون أن يمسَّ أبا بشر بما يسقطه رأسًا من منزلة الاحتجاج به في دين الله!

وهل إذا تصرَّف أبو بشر - عامدًا - في كلام القطان، أو افترى على لسانه ما لم يقله؛ انتصارًا لميله وتعصبه لأهل الرأي = هل لا يزال معدودًا في جملة أهل الصدق!؟ أم أن صنيعه هذا يجعله يتبوَّأ مكانه في قائمة الهلكى من حفاظ النَّقَلة والمحدِّثين؟!:

- فابن حماد متهم مطلقامن أين لك هذا الإطلاق المنكر يا عبد الله؟! ولو كان الرجل كما تقول لما أغفله المتقدمون في إيراده في كتبهم في الضعفاء!

ثم من سبقك بهذا العدوان من أهل الدنيا يا هداك الله!؟

والحقيقة: أن إثبات ضعف الرجل ليس بتلك السهولة التي يراها كل أحد! فكيف بوصمه بكونه متهمًا مطلقًا؟!

وما أراك إلا وقد أفرط بك النفاح عن العلامة السعد إلى أن جعلك لا تدري ما تقول؟!

وقول ابن يونس عن أبي بشر: (كان يضعف) من قبيل الجرح المبهم! ومثله قول أبي الحسن البغدادي: (تكلموا فيه)؟! ولم يذكر المتكلم! ولا كلام المتكلم!

ولو كان كلام من تكلم فيه جارحًا عند الدارقطني، لما قال: ( ... وما يتبين من أمره إلا خير).

والرجل قد أثنى عليه ابن يونس ومسلمة ابن القاسم وجماعة من النقاد. وقد قال الذهبي في غير موضع: (الامام الحافظ البارع ... ).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير