تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قراءة نقدية سريعة في كتاب «الإمام جعفر الصادق ومروياته الحديثية».]

ـ[ابن حميد]ــــــــ[13 - 02 - 10, 10:30 م]ـ

[قراءة نقدية سريعة في كتاب «الإمام جعفر الصادق ومروياته الحديثية».]

هذه قراءة سريعة في كتاب «الإمام جعفر الصادق ومروياته الحديثية» للباحث ياسر بطيخ، وتقديم أ. د. مصطفى رجب، وهي رسالة الماجستير للباحث، وقد أرشدني إلى هذا البحث كلام الأخ الفاضل أبي حاتم الشريف في الرابط التالي

http://www.ahlalhdeeth.com/~ahl/vb/showthread.php?p=686593#post686593

وقد آلمني الكلام اللطيف لأخي الفاضل أبي حاتم الشريف بحق هذا الكتاب، إذ يُشعر القارئ بأن الكتاب قيم علميا لولا هنات بسيطة فيه، والأمر عندي غير ذلك تماما، بل لا بد من بيان ما في هذه الرسالة من أخطاء علمية هامة، لا سيما الأخطاء المنهجية التي تمس أسلوب أهل السنة وطريقهم في مثل هذه الأبحاث، فأقول:

بادئ ذي بدء أحب التأكيد على أن الباحث في ترجمة سيدنا جعفر الصادق رضي الله تعالى عنه لا بد له من التأني والتمهل والتدقيق والتحقيق، فالموضوع شائك في غاية الوعورة، قد تزل فيه أقدام كثيرين، وأهم ركائز البحث في تلك الترجمة تمييز المصادر الأصلية، والحس النقدي الذي لا بد للباحث أن يتمتع به وهو يقرأ تلك المصادر، لا سيما وقد ترجم للصادق الفريقان: السنة والإمامية، فلا بد أن يتعب الباحث قلمه في التدقيق في تلك المراجع يعلم من أين ينقل وكيف ينقل.

وأن يأتي كاتب سني يترجم للصادق السني في بحث في الكتب السنية، ثم يخبط خبط عشواء في المصادر فينقل في ترجمته من المصادر السنية ومن المصادر الشيعية، ويضرب بعضها ببعض، فينتج لنا ترجمة لا تنتمي لهؤلاء ولا لهؤلاء، ولا تستقر على أرض، ولا يستفيد منها راغب: من أسوأ ما يقع فيه الباحث في تاريخ هؤلاء الأئمة.

فإذا اجتمع إلى ذلك كله الضعف في التحقيق، والوهن في المنهج، وقلة الفوائد المرجوة من بحث عن الصادق ومروياته: رأيت بحثا يستحق النقد وبيان الخطأ لا الثناء والإعجاب.

والأمثلة كثيرة على الضعف في هذا الكتاب، لا يتسع وقتي لتتبعها، فلذا اخترت ما مررت عليه سريعا وآلمني، دون بيان كل المشكلات والأخطاء، وليقس على هذه الأمثلة:

- يفتقر البحث إلى الأسلوب النقدي المشهور عند محدثي أهل السنة، فلا يعدو الباحث على أن يجمع لنا روايات الصادق من الكتب التسعة وغيرها ويخرجها تخريجا في غاية السذاجة، بحيث يدرس كل إسناد على حدة، ويترجم لكل رواته، دون جمع للطرق –في أكثره-، وبيان لمواضع الخلل والعلل! انظر على سبيل المثال بحثه في روايات الصادق في الترمذي ص116 وما بعدها ..

ومن هنا لم يخرج الباحث بنتائج البتة، ولا يستفاد من رسالته على هذا الوجه إلا الجمع، ويحسنه من تحسن يداه الضغط على أزرار الحاسوب!

- دراسته في حياة سيدنا الإمام الصادق دراسة سطحية للغاية، ينقل فيها عن الكتب التاريخية المشهورة دون تمحيص وتدقيق، وينقل أقوالا هامة للصادق عن الكتب المعاصرة التي ترجمت له معوّلا عليها دون رجوع إلى المصادر الأصلية! وقد أدى به ذلك إلى قبول روايات إمامية مكذوبة على الصادق، نقلها عبد الحليم الجندي مثلا، وتابعه عليها دون أدنى تمييز، ومن أبشعها عندي الرواية التي فيها استدعاء الصادق إلى مجلس المنصور بتهمة الأموال التي يجبيها له المعلى بن خنيس! وفيها أن الصادق تبرأ من الأموال لا من المعلى بن خنيس هذا!

ولو أتعب الباحث نفسه وبحث عن المعلى بن خنيس هذا عند أهل السنة لرأى كلام عمر بن زين العابدين (عم جعفر الصادق) في المعلى بن خنيس الوارد في طبقات ابن سعد، وبه يعلم رداءة هذا الرجل المزعوم أنه من أصحاب الصادق!

ولن ينقضي عجبك إن رأيت الباحث ينقل ترجمة المعلى من كتب الإمامية، وفيها يذكر أن بعضهم صرح الإمام الصادق له بالجنة!!!!!

- لا يدقق الباحث في الرواية الإمامية المشهورة المكذوبة وفيها أن الرواة عن الصادق أربعة آلاف، وأن الكتب عنه أربعمائة كتاب .... انظر ص 44

وأول من نسبت إليه هذه المقولة من الإمامية هو الشيخ المفيد، وعندي في نسبتها إليه شك، ولكن على كل حال فقد استروح الإمامية المتأخرون إليها –خاصة الإخباريين منهم- جاعلين منها حجة قاطعة على وجود أربعمائة مصنف استقى منها الكليني وابن بابويه والطوسي كتبهم الأربعة المشهورة!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير