تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عمرو جمال حسن أبوشاهين]ــــــــ[11 - 03 - 10, 05:00 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:-

جزى الله خيرا إخواني الذين شاركوا في هذا الموضوع و ننتظر مشاركات و مواقف أخرى لعلماء هذه الأمة الذين ملئوا الأرض علما، و أنا أذكر موقفا آخر عندما أراد الحجاج بن يوسف أن قتل سعيد بن جبير رحمه الله تعالى دار بينهما الحوار التالي:

قال الحجاج: ما اسمك؟

قال سعيد: سعيد بن جبير.

قال الحجاج: بل أنت شقي بن كسير.

قال سعيد: بل كانت أمي أعلم باسمي منك.

قال الحجاج: شقيت أنت وشقيت أمك.

قال سعيد: الغيب يعلمه غيرك.

قال الحجاج: لأبدلنك بالدنيا نارا تلظى.

قال سعيد: لو علمت أن ذلك بيدك لا تخذتك إلها.

قال الحجاج: فما تقول في محمد؟

قال سعيد: نبي الرحمة إمام الهدى.

قال الحجاج: فما قولك في علي في الجنة هو أم في النار؟

قال سعيد: لو دخلتها فرأيت أهلها عرفت من فيها.

قال الحجاج: فما قولك في الخلفاء؟

قال سعيد: لست عليهم بوكيل.

قال الحجاج: فأيهم أعجب إليك؟

قال سعيد: أرضاهم لخالقي.

قال الحجاج: فما بالك لم تضحك؟

قال سعيد: وكيف يضحك مخلوق خلق من الطين والطين تأكله النار؟

قال الحجاج: فما بالنا نضحك؟

قال سعيد: لم تستو القلوب.

ثم أمر الحجاج باللؤلؤ والزبرجد والياقوت فجمعه بين يدي سعيد بن جبير.

فقال له سعيد إن كنت جمعت هذا لتفتدي به من فزع يوم القيامة فصالح، وإلا ففزعة واحدة تذهل كل مرضعة عما أرضعت ولا خير في شيء جمع للدنيا إلا ما طاب وزكا، ثم دعا الحجاج بالعود والناي فلما ضرب بالعود ونفخ في الناي بكى سعيد بن جبير فقال له:

ما يبكيك هو اللهو؟

قال سعيد: بل هو الحزن أما النفخ فذكرني يوما عظيما يوم ينفخ في الصور وأما العود فشجرة قطعت في غير حق وأما الأوتار فإنها أمعاء الشاء يبعث بها معك يوم القيامة

فقال الحجاج: ويلك يا سعيد

فقال سعيد: الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار

قال الحجاج اختر يا سعيد أي قتلة تريد أن أقتلك

قال اختر لنفسك يا حجاج فوالله ما تقتلني قتلة إلا قتلتك مثلها في الآخرة

قال فتريد أن أعفو عنك قال إن كان العفو فمن الله وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر

قال اذهبوا به فاقتلوه فلما خرج من الباب ضحك فأخبر الحجاج بذلك فأمر برده فقال ما أضحكك قال عجبت من جرأتك على الله وحلم الله عنك فأمر بالنطع فبسط فقال اقتلوه فقال سعيد وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين قال شدوا به لغير القبلة قال سعيد فأينما تولوا فثم وجه الله قال كبوه لوجهه قال سعيد منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى قال الحجاج اذبحوه قال سعيد أما إني أشهد وأحاج أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله خذها مني حتى تلقاني يوم القيامة ثم دعا سعيد الله وقال اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي فذبح على النطع رحمة الله عليه ....

فانظر يا رعاك الله كيف حال الصالحين مع الظالمين نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص و الثبات على الحق حتى نلقاه وهو عنا راض.

ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[11 - 03 - 10, 10:32 م]ـ

سبحان الله

ـ[عمرو جمال حسن أبوشاهين]ــــــــ[15 - 03 - 10, 03:55 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:-

فهذا موقف آخر حتى نثري به الموضوع و نرجوا مشاركة الاخوة بالمزيد.

و هذا الموقف ليس لمحدث ولا لعالم بل لرجل قاريء للقرآن لا يكاد يعرف اسمه حتى في كتب التاريخ فاسمع إذن

فسد الحاكم الفاطمي العبيدي كمن سبقه من الحكام الرافضة وتكبر و تجبر وادعى الألوهية و كتب: بسم الحاكم الرحمن الرحيم. وجمع الناس إلى الإيمان به، وبذل لهم نفائس وأموالا، وكان ذلك في فصل الصيف وهو في مدينة القاهرة، والذباب يتراكم على الحاكم والخدام ترفعه ولا يندفع. وقرأ في ذلك الوقت بعض القراء، وكان حسن الصوت:

يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوْ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمْ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ * مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير