تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

((إن امرأة بني فزارة تزوجت على نعلين، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ: أرضيت من نفسك ومالك بنعلين؟ قالت: نعم. قال: فأجازه النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال الترمذي: هذا حديث حسن.

وفي الباب عن عمر وأبي هريرة وعائشة وأبي حدرد ـ رضي الله عنهم ـ. وذكر جماعة غيرهم. وعاصم بن عبيد الله قد ضعفه الجمهور ووصفوه بسوء الحفظ وغاب ابن عيينة على شعبة الرواية عنه

وقد حسن الترمذي حديثه هذا لمجيئه من غير وجه كما شرط ـ والله ـ أعلم.

2 - ومن أمثلة ما وصفه بالحسن وهو من رواية الضعيف الموصوف بالغلط والخطأ ما أخرجه من طريق عيسى بن يونس عن مجالد عن أب الوداك، عن أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ قال: كان عندنا خمر ليتيم، فلما نزلت المائدة سألت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: فقلت: ((إنه ليتيم))، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أهريقوه)).

قال: هذا حديث حسن.

قلت: ومجالد ضعفه جماعة ووصفوه بالغلط والخطأ وإنما وصفه بالحسن لمجيئه من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من حديث أنس وغيره رضي الله تعالى عنهم. وأشد من هذا مار واه من طريق الأعمش عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه في الأمر بقتل الكلاب وغيره ذلك قال: ((هذا حديث حسن)).

قلت: وإسماعيل اتفقوا على تضعيفه ووصفه بالغلط وكثرة الخطأ لكنه عضده بأن قال: ((روى هذا الحديث من غير وجه عن الحسن مثله)). يعني لمتابعة إسماعيل بن مسلم عن الحسن.

ومثله مارواه من طريق علي بن مسهر، عن عبيدة بن معتب عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة ـ رضي الله عنها قالت: ((كنا نحيض عند رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم نطهر فيأمرنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقضاء الصيام، ولا يأمرنا بقضاء الصلاة)).

قال: ((هذا حديث حسن)).

قلت: وعبيدة ضعيف جداً قد اتفق أئمة النقل على تضعيفه إلا أنهم لم يتهموه بالكذب. ولحديثه أصل من حديث معاذة، عن عائشة ـ رضي الله تعالى عنها مخرج في الصحيح، فلهذا وصفه بالحسن. ويؤيد هذا ما رويناه عن أبي زرعة أنه سئل عن أبي صالح كاتب الليث، فقال: لم يكن ممن يتعمد الكذب، ولكنه كان يغلط وهو عندي حسن الحديث.

3 - ومن أمثلة ما وصفه بالحسن وهو من رواية من سمع من مختلط بعد اختلاطه، ما رواه من طريق يزيد بن هارون عن المسعودي عن زياد بن علافة قال:

صلى بنا المغيرة بن شعبة رضي الله تعالى عنه فلما صلى ركعتين قام فلم يجلس فسبح به من

خلفه، فأشار إليهم أن قوموا، فلما فرغ من صلاته سلم وسجد سجدتي السهو وسلم.

وقال: هكذا صنع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

قال: هذا حديث حسن.

قلت: والمسعودي اسمه: عبد الرحمن وهو ممن وصف بالاختلاط وكان سماع يزيد منه بعد أن اختلط.

وإنما وصفه بالحسن لمجيئه من أوجه أخر بعضها عند المصنف أيضاً رحمه الله تعالى والله أعلم.

4 - ومن أمثلة ما وصفه بالحسن وهو رواية مدلس قد عنعن ما رواه من طريق يحيى بن سعيد عن المثنى بن سعيد عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: المؤمن يموت بعرق الجبين.

قال: هذا حديث حسن.

وقد قال بعض أهل العلم: لم يسمع قتادة من عبد الله بن بريدة رضي الله تعالى عنه قلت: وهو عصرية وبلدية كلاهما من أهل البصرة ولو صح أنه سمع منه فقتاد مدلس معروف بالتدليس وقد روى هذا بصيغة العنعنة، وإنما وصفه بالحسن لأنه له شواهد من حديث عبد الله بن مسعود وغيره رضي الله عنهم.

ومن ذلك ما رواه من طريق هشيم عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: إن حقاً على المسلمين أن يغتسلوا يوم الجمعة وليمس أحدهم من طيب أهله فإن لم يجد فالماء له طيب.

قال: ((هذا حديث حسن)).

قلت: وهشيم موصوف بالتدليس، لكن تابعه عنده أبو يحيى التيمي. وللمتن شواهد من حديث أبي سعيد الخدري وغيره رضي الله تعالى عنهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير