[جمعية أهل الحديث في الهند]
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[03 - 03 - 10, 08:00 م]ـ
[جمعية أهل الحديث في الهند]
الأربعاء 03, مارس 2010
د. فهد بن ناصر الجديد
لجينيات ـ جمعية أهل الحديث هي رابع الجماعات الإسلامية من حيث التأسيس في العالم الإسلامي، وهي أول جماعة إسلامية أنشئت في الهند، إذ يعود تأسيسها إلى عام (1324هـ - 1906م)، وكان العلامة المحدث عبد الله غازيفوري رئيسها الأول، وكان الشيخ محمد ثناء الله الأمرِتْسَرِي مؤسسها وأمينها العام.
لمحة تاريخية:
دخل الإسلام إلى بلاد الهند في القرن الأول الهجري على يد المسلمين الفاتحين، واستمر المسلمون يحكمون الهند طيلة القرون العشرة الأولى، ولكن لم يتمكنوا من التغلغل في القارة الهندية.
وفي القرن الثاني عشر الهجري يسر الله - تعالى - تجديد منهج أهل السنة والجماعة في القارة الهندية على يد الشيخ أحمد عبد الرحيم الدهلوي – رحمه الله - المعروف بشاه ولي الله الدهلوي (ت 1176هـ - 1762م) وذريته من بعده.
وفي عام (1205هـ-1790م) تم احتلال الإنجليز بلاد الهند تحت مسمى شركة الهند الشرقية بعد قرنين من تأسيس تلك الشركة [1]، وفي ظل الاحتلال الإنجليزي ظهر في الهند نشاطات تضليلية ضد المسلمين تتمثل في ثلاثة أمور:
1. إنشاء كلية ديوبند (1283هـ-1866م) برعاية بعض الغلاة من الأحناف.
2. إنشاء كلية عليكرة، ثم أصبحت جامعة في عام (1295هـ - 1878م) على يد أحمد خان وكانت على الطراز الإنجليزي، كما قال مؤسسها:
(لابد من قبول الحضارة الغربية بكاملها حتى لا تزدرينا الأمم المثقفة).
3. ظهور فرقة القاديانية في عام (1322هـ-1904م) على يد ميرزا غلام أحمد الذي ادعى أنه المسيح.
في تلك الأثناء؛ قام المسلمون بجهود كثيرة لنشر السنة، من أهمها:
1. قام المجاهد أحمد بن محمد عرفان – رحمه الله - (ت1246هـ - 1831م) بنشر الدين في إقليم البنجاب.
2. أنشئت حركة إحياء السنة التي قادها السيد صديق حسن خان – رحمه الله - (ت1307هـ - 1890م) ملك بهوبال، والشيخ المحدث نذير حسين الدهلوي – رحمه الله - (ت1320هـ - 1903م).
3. أنشئت ندوة العلماء برئاسة الشيخ محمد علي المونكيري – رحمه الله - في عام (1310هـ - 1893م) حيث خرَّجت أعلام الإسلام المعاصرين في الهند، ومنهم:
سليمان الندوي، ومسعود الندوي، وغيرهم كثير من العلماء العاملين، ومن أشهر مطبوعات هذه المؤسسة:
مجلة (البعث الإسلامي).
4. تأسست جمعية أهل الحديث المركزية في الهند في (06/ 11/1324هـ - 22/ 12/1906م)، وكان رئيسها الأول العلامة المحدث عبد الله غازيفوري – رحمه الله -، وأمينها العام الشيخ محمد ثناء الله الأمرِتْسَرِي – رحمه الله -.
ومن أشهر علمائها الشيخ شمس الحق العظيم آبادي – رحمه الله – صاحب كتاب عون المعبود في شرح سنن أبي داود، والشيخ عبد الرحمن المباركفوري، صاحب كتاب تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي.
وقد أثنى الشيخ محمد رشيد رضا – رحمه الله - على جهود علماء الهند في خدمة السنة، فقال:
(ولولا عناية إخواننا علماء الهند بعلوم الحديث في هذا العصر لقضي عليها بالزوال من أمصار الشرق) [2].
المآخذ على جمعية علماء الحديث:
المتتبع لجهود العلماء في الهند خلال الثلاثة قرون الأخيرة يلاحظ أن العلماء في القرنين الثاني عشر والثالث عشر كانوا أكثر نشاطاً لتحقيق التوحيد من علماء جمعية علماء أهل الحديث التي تأسست في عام (1324هـ - 1906م).
وكان الشيخ القنوجي – رحمه الله - (ت 1253هـ - 1837م) من العلماء الذي قاموا بنشر التوحيد في الهند.
وكان مما قاله في مفهوم التوحيد:
(وليس المراد بالتوحيد مجرد توحيد الربوبية وهو اعتقاد أن الله وحده خلق العالم ... فإن الرجل لو أقر بما يستحقه الرب من الصفات، ونزهه عن كل ما تنزه عنه وأقر بأنه وحده خالق كل شيء، لم يكن موحداً حتى يشهد أن لا إله إلا الله، فيقر بأن الله هو الإله المستحق للعبادة، ولا يستحقها غيره، ويلتزم بعبادته - تعالى - وحده لا شريك له) [3]، وقال أيضاً:
(ولا ريب أن توحيد الربوبية لم ينكره المشركون، بل أقروا بأنه - سبحانه – وحده خالقهم وخالق السموات والأرض والقائم بمصالح العالم كله، وإنما أنكروا توحيد الألوهية) [4].
موقف إيجابي:
كان لجمعية أهل الحديث موقف إيجابي – بجانب اهتمامهم بعلم الحديث - عندما دخل الملك عبد العزيز آل سعود مكة المكرمة في عام (1343هـ - 1924م)، وأمر بهدم القباب التي نُصبت على القبور، فشن القبوريون الدعاية ضد ما أسموه بالوهابية، فنشرت صحيفة أهل الحديث في الهند بياناً هاماً جاء فيه:
(إن هدم بعض المقابر والقبب المبنية عليها، إنما تم بعد استفتاء علماء المذاهب الأربعة وإفتائهم به، وإن الحرمين الشريفين مركز لجميع المسلمين من أهل القبلة والتوحيد، وليس مركزاً لمعتقدات فرقة من الفرق الإسلامية) [5].
المراجع:
[1] تاريخ العالم الإسلامي، إسماعيل ياغي، محمود شاكر:
1/ 324، ط3 (1422هـ) مكتبة العبيكان-الرياض.
[2ٍ] مفتاح كنوز السنة، ا. ى. فنسنك، ترجمة محمد فؤاد عبد الباقي، إدارة ترجمان السنة-لاهور، المقدمة صفحة: ق.
[3] الدين الخالص، السيد محمد صديق حسن القنوجي، راجعه:
محمد سالم هاشم، دار الكتب العلمية – بيروت، طبعة 1، 1415هـ - 1995م:
1/ 42، 43.
[4] المرجع السابق:
1/ 48، 49.
[5] صحيفة أهل الحديث، العدد:
5 (12 جمادى الأولى 1353هـ - 24/أغسطس 1934م)، نقلاً عن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب بين مؤيديها ومعارضيها في شبة القارة الهندية، أبو المكرم بن عبد الجليل، دار السلام للنشر والتوزيع، الرياض، طبعة 2، 1421هـ، صفحة 102.
د. فهد بن ناصر الجديد
المصدر: http://www.lojainiat.com/index.cfm?do=cms.con&*******id=34961