تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إرشادُ المسلمِ إلى زيادات الجُلُوديِّ وأبي إسحاقَ النَّيسابوريِّ على صحيح مسلمٍ

ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[04 - 03 - 10, 10:58 ص]ـ

إِرْشَادُ المُسْلِمِ

إِلى زِيَاداتِ الجُلُودِيِّ وأَبي إِسْحَاقَ النَّيْسابُوريِّ

على صحيحِ مُسْلِمٍ

جَمَعَهُ وعَلَّقَ عَلَيْهِ

أَبو عُمَرَ نَادِرُ بنُ وَهْبِي بنِ مُصْطَفَى النَّاطُورُ القَنِّريُّ

قدَّمَ له الشَّيخ عليُّ بنُ حسنٍ الحَلَبيُّ الأَثَرِيُّ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

تقديم

الحمدُ للَّهِ حقَّ حَمْدِهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نَبِيِّهِ وعَبْدِهِ، وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وَوَفْدِهِ.

أمَّا بَعْدُ:

فلَقَدْ أطْلَعَني أخي الفاضلُ نادر وَهْبي _ وفَّقه ربِّي _ على رسالتهِ اللَّطيفةِ: " إِرشادِ المُسْلِمِ إلى زِيَاداتِ الجُلُودِيِّ والنَّيْسابُوريِّ عَلَى صحيحِ مُسْلِمٍ "؛ فرأيتُها رسالةً رائقةَ المَعْنَى، حَسَنَةَ المَبْنَى؛ تُمَثِّلُ _ عَلَى وجَازَتِهَا _ إضافةً جيِّدةً للمكتبةِ الحديثيَّةِ المُتَخَصِّصَةِ.

سدَّدَ اللَّهُ أخانا نادراً لمزيدٍ من العِلْمِ النَّافعِ والعَمَلِ الصَّالحِ، وَوَفَّقَنا _ جميعاً _ للثَّباتِ وَحُسْنِ الخِتامِ، وصلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ.

وَكَتَبَ

عليُّ بنُ حسنٍ الحَلَبيُّ الأَثَرِيُّ

_ عفا اللَّه عنه بمنِّه _

الزَّرقاء في: 20 جمادى الأولى 1418 هـ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحمن الرَّحيمِ

وبِهِ نستعينُ

إنَّ الحمدَ للَّهِ، نحمدُهُ ونستعينُهُ ونستغفرُهُ، ونعوذُ باللَّهِ من شرورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالِنا، منْ يهدِهِ اللَّه فلا مُضِلَّ لَهُ، ومنْ يُضلِلْ فلا هاديَ لَهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ محمَّداً عبدُهُ ورسولُهُ.

أمَّا بعدُ:

فإنَّ عِلْمَ الحديثِ _ بفروعِهِ _ منْ أَجَلِّ العلومِ الَّتي يُتَقرَّبُ بها إلى اللَّه U ، كيف لا؟!، وهو العلمُ الَّذي قامَ للحفاظِ على المصدرِ الثَّاني من مصادرِ التَّشريعِ؛ حتَّى لا يُكدِّرَ صَفْوَهُ أيّ مُكدِّرٍ، وليكونَ نبعاً صافياً ينهلُ منه جميع النَّاسِ على اختلافِ مَشَاربهِمْ.

وبحثُنا هذا؛ والَّذي نضعه بين أيديكم، يُعْتبرُ امتداداً لهذا العلمِ، ولَبِنَةً في بنائِهِ، وهو يشتملُ على الزِّيادات الَّتي زادها أبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ محمَّدِ بنِ سفيانَ النَّيْسابوريُّ، وأبو أحمدَ محمَّدُ بنُ عِيسَى الجُلُوديُّ على " صحيحِ مُسْلِمٍ "، والَّذي دفعني إلى جمع هذه الزِّياداتِ وإفرادها في هذا البحثِ؛ هو أنَّني كنتُ أبحثُ عن تخريجِ حديثِ ابنِ عمرَ عن رسولِ اللَّهِ e : " إنَّ النَّذرَ لا يُقَدِّمُ شيئاً ولا يُؤخِّرُهُ، وإنَّما يُستخْرَجُ بالنَّذْرِ منَ البَخِيلِ "، وخلال بحثي وقفتُ على تخريجِهِ في كتاب " إرواءِ الغليلِ " (1) للشَّيخِ الألبانيِّ _ حفظهُ اللَّهُ تعالى _ (2)، فقامَ بتخريجه مُبتدءاً بطريقِ عبدِ اللَّهِ بنِ مُرَّةَ، عنِ ابنِ عمرَ، ثمَّ ذكرَ متابعةَ سعيدِ بنِ الحارثِ لعبدِ اللَّهِ بنِ مُرَّةَ، ثمَّ قال: " وتابعه عبدُ اللَّهِ بنُ دينارٍ عنه. أخرجَهُ مُسْلِمٌ "، وعِنْدَ رجوعي إلى " صحيحِ مُسْلِمٍ " والنَّظرِ في هذه المتابعةِ، وجدتُ أنَّها من زياداتِ أبي إسحاقَ راوي الصَّحيحِ، وهذه الزِّيادةُ رواها أبو إسحاقَ عن محمَّدِ بنِ يحيى الذُّهْلِيِّ، وقد قال الحافظُ المِزِّيُّ في ترجمتِهِ في " تهذيبِ الكمالِ " (3): " روى عنه الجماعةُ سوى مُسلِمٍ، وأبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ محمَّدِ بنِ سفيانَ الفقيهُ _ راوي صحيحِ مُسْلِمٍ _ "، فغفلَ الشَّيخُ عن ذلكَ وعزاهُ لمُسْلِمٍ.

ووقعَ في نفسِ الخطإِ مُصنِّفو كتابِ " المُسْندِ الجامعِ " (4)، حيث عزوه لمُسلِمٍ _ أيضاً _، ولم يُشيروا إلى إنَّه من الزِّياداتِ، وقالوا في الحاشيةِ: " هذا الحديثُ بهذا الإسنادِ لم نقفْ عليه في ترجمةِ السُّفيانينِ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ دينارٍ في " تحفةِ الأشرافِ " " (5)!!.

أقولُ: إنَّ المِزِّيَّ لم يلتزمْ بكتابِهِ إخراجَ مثلَ هذه الزِّياداتِ، فهو أحياناً يذكرُ بعضَها، ويُغفلُ بعضَها الآخر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير