تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[متجدد: فوائد ودرر من كتاب التمهيد لابن عبد البر رحمه الله تعالى]

ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[12 - 03 - 10, 12:35 ص]ـ

الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

أمَّا بعد:

فهذه درر وفوائد علمية، التقطها من الكتاب الفذ المبارك:" التمهيد ". للحافظ الكبير ابن البر رحمه الله تعالى، أثناء قراءتي لهذا الكتاب المبارك، والله أسأل ييسر لي إتمام قراءته، فقد انتهيتُ حتى الآن من المجلد الثالث.

والناظر في هذه الفوائد يجد أنَّها قد تنوعت، وتعددتْ فمنها النكت الحديثية، ومنها النكت الفقهية، ومنها ما يتعلق بالتراجم والرجال، ومنها ما يتعلق بالتفسير .. الخ.

لذا فقد أحببتُ أن يشاركني الفائدة إخوني وأحبابي في هذا الملتقى الطيب المبارك، ولا تنسونا إخوتي من صالح دعائكم.

والنسخة التي بين يدي، هي طبعة دار الفكر بتحقيق وعناية:" شهاب الدين أبو عمر ". الطبعة الأولى لعام 1423 هجري – 2002 ميلادي، وتقع في عشر مجلدات، وأحب أن ألفن نظر إخوني أنَّ هذه الفوائد منقولة بالنص من كتاب التمهيد، وليس بالمعنى، إلاَّ في مواضع قليلة تكاد لا نذكر.

فإلى هذه الفوائد:

1 – أجمعوا على قبول الإسناد المعنعن، لا خلاف بينهم في ذلك إذا جمع شروطاً ثلاثة، وهي: عدالة المحدثين في أحوالهم، ولقاء بعضهم بعضاً مجالسة ومشاهدة، وأن يكون براء من التدليس. التمهيد: (1/ 9).

2 – ومن الدليل على أنَّ:" عن ". محمولة عند أهل العلم بالحديث على الإتصال حتى يتبين الإنقطاع فيها [1] ما حكاه أبو بكر الأثرم عن أحمد بن حنبل: أنَّ سئل عن حديث المغيرة ين شعبة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم مسح أعلى الخف وأسفله. فقال:

هذا الحديث ذكرته لعبد الرحمن بن مهدي، فقال: عن ابن المبارك: أنَّه قال عن ثور: حدثتُ عن رجاء بن حيوة عن كاتب المغيرة، وليس فيه المغيرة.

قال أحمد: وأنَّا الوليد فزاد فيه:" عن المغيرة ". وجعله: ثور عن رجاء ولم يسمعه ثور من رجاء، لأنَّ ابن المبارك قال فيه: عن ثور حدثتُ عن رجاء

قال أبو عمر – أي ابن عبد البر – ألا ترى أنَّ أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى عاب على الوليد بن مسلم قوله:" عن ". في منقطع ليدخله في الأتصال .. ؟؟.

فهذا بيان أنَّ:" عن ". ظاهرها الإتصال حتى يثبت غير ذلك، ومثل هذا عن العلماء كثير. التمهيد: (1/ 10).

3 – وأمَّا التدليس فهو أن يحدث الرجل عن الرجل قد لقيه، وأدرك زمانه وأخذ عنه وسمع منه وحدث عنه بما لم يسمعه منه، وإنَّما سمعه من غيره عنه ممن ترضى حاله أو لا ترضى على أنَّ الأغلب في ذلك أن لو كانت حاله مرضية لذكره، وقد يكون لأنَّه استصغره، هذا هو التدليس عند جماعتهم لا خلاف بينهم في ذلك. التمهيد: (1:10).

4 – قال معلقاً على ما رواه طاوس، قال: كنتُ عند ابن عبَّاس وبشير بن كعب العدوي يحدثه، فقال ابن عبَّاس: عد لحديث كذا وكذا فعاد له ثُمَّ إنَّه حدَّث فقال ابن عبَّاس: عد لحديث كذا وكذا فعاد له ثُمَّ أنَّه حدَّث، فقال له بشير: ما لك تسألني عن هذا الحديث من بين حديثي كله أأنكرتَ حديثي كله وعرفتَ هذا .. ؟؟.

فقال له ابن عبَّاس: إنَّا كنَّا نحدث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ لم يكن بُكذب عليه، فلمَّا ركب النَّاس الصعب والذلول تركنا الحديث عنه.

قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى معلقاً على هذا القصة:

وفي هذا الحديث دليل على أنَّ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان أحسَّ به ابن عبَّاس في عصره. التمهيد: (1/ 25).

5 – فعلى هذا كان النَّاس على البحث عن الإسناد، وما زال النَّاس يرسلون الأحاديث، ولكن النفس أسكن عند الإسناد وأشد طمأنينة. التمهيد: (1/ 31).

6 – ربَّّ حديث ضعيف الإسناد صحيح المعنى. التمهيد: (1/ 33).

7 – لعلم الإسناد طرق يصعب سلوكها على من لم يصل بعنايته إليها، ويقطع كثيراً من أيَّامه فيها، ومن اقتصر على حديث مالك رحمه الله تعالى فقد كفي تعب التفتيش والبحث ووضع يده من ذلك على عروة وثقى لا تنفصم، لأنَّ مالكاً قد انتقد وانتقى، وخلص ولم يرو إلاًّ عن ثقة حجة ". التمهيد: (1/ 34).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير