تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فلم يكن كلامهم في هذا الفن بالمجازفة ولا التخرُّص!! بل سبيله ما قاله ابن رجب في شرح علل الترمذي [/664/ 2 عتر]: (ولابد في هذا العلم من طول ممارسة، وكثرة مذاكرة؛ فإذا عدم المذاكرة به؛ فليكثر طالبه المطالبعة في كلام الأئمة العارفين؛ كيحي القطان، ومن تلقي عنه كأحمد وابن المديني وغيرهما؛ فمن رزق مطالعة ذلك وفهمه؛ وفقهت نفسه فيه، وصارت له فيه قوة نفس، وملكة، صلح له أن يتكلم فيه).

قلت: وأين موقع تلك الأنفاس من أغمار أهل العصر؟!

وبالجملة: فنحن مع ظاهر إسناد حديث أبي هريرة الماضي، وقد بينَّا أنه حديث حسن على غرابته!! والله المستعان.

ثم وقفتُ - بعد زمن - على علة حديث أبي هريرة الماضي ولله الحمد.

فرأيتُ أبا داود قد أخرج هذا الحديث في (سننه / رواية أبي الطيب ابن الأشناني) كما في تحفة الأشراف [رقم/6574]، وأبو موسى المديني الحافظ (نزهة الحفاظ) [ص/2738 /مؤسسة الكتب الثقافية] من طريق يعلي بن عبيد الطنافسي حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة عن عبد الكريم عن ابن عباس به ...

قلتُ: وسنده صحيح إلى محمد بن عمرو، وفيه الكشف عن الغموض الذي وقع لنا في إسناد المؤلف!

فإن (محمد بن عمرو) في إسناد المؤلف هو نفسه محمد بن عمرو بن علقمة هنا! غير أني لم أستطع تمييز الراوي عنه عند المؤلف؟!

وصح أن أبا أمية في سند المؤلف: هو أيضًا عبد الكريم بن أبي المخارق كما كنا قد قلناه احتمالا! ونحن الآن نجزم به الآن.

إذا عرفتَ هذا: فاعلم أنه قد اختلف في سنده على محمد بن عمرو بن علقمة! فرواه عنه شجاع بن الوليد عن محمد بن عمرو فقال: عن أبي سلمة عن أبي هريرة به ... كما مضى عند الطبراني!

وخولف فيه شجاع! خالفه يعلى بن عبيد - وهو أوثق منه وأثبت -! فرواه عن محمد بن عمرو فقال: عن عبد الكريم أبي أمية عن ابن عباس به ... كما أخرجه أبو داود وأبو موسى المديني سابقًا.

وتوبع عليه يعلى على هذا الوجه: تابعه مَنْ لا أُميِّزه عند المؤلف أيضًا.

وهذا الوجه هو المحفوظ - إن شاء الله - عن محمد بن عمرو، فكأنَّ شجاع بن الوليد قد أخطأ فيه وسلك في روايته الجادة! وشجاع كانت له أوهام غمزه بعضهم لأجلها!

وقد سبق: أن ابن عيينة روى هذا الحديث عن عبد الكريم بن أبي المخارق فقال: عن مجاهد به مرسلا ... وهو المحفوظ عن عبد الكريم كما سبق.

وعبد الكريم شيخ واهي الحديث عندهم! فالحديث لا يثبت موصولا ولا مرسلا!

والحمد لله حمدًا كثيرًا على ما أرشد وألهم.

وبما تقدم من تخريج حديث أبي هريرة هنا: تعلم مقدار قول محدث الزمان محمد عمرو عبد اللطيف في جزئه في تضعييف حديث: (ما من عبد إلا وله ذنب ... ) [ص 174]، (إذا وجدت حديثًا في أحد (المعاجم) الثلاثة - يعني للطبراني- رجاله كلهم ثقات أو صدوقون؛ فلا تتسرع بالحكم عليه بالصحة أو الثبوت؛ إذ لابد أن تجد فيه خللاً ما!! من إعلال؛ أو شذوذ؛ أو عدم اشتهار بعضهم بالرواية عن بعض .... !!)

قلتُ: وهذا كلام جيد رائق يشهد لصاحبه بشفوف الذوق الحديثي في هذا الباب، وقد كنا - قديما - نجد عليه في صدورنا ما ربما أفصحتْ عنه ألسنتا بالنكران!

لا سيما قوله: (إذ لابد أن تجد فيه خللاً ما!!).

ثم تركنا ما كنا نراه هنالك، وتنكبنا عن الخوض في تلك المسالك، وأعرضنا عن نزال الأبطال إلى طلب المهادنة! معتذرين للعاذل بقول الصادق المصدوق: (ليس الخبر كالمعاينة)!

والله المستعان لا ر ب سواه.

)

انتهى بحروفه من كتاب: (رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى) [رقم/2738].

ـ[أبو يحيى العدني]ــــــــ[12 - 03 - 10, 09:05 م]ـ

بارك الله فيك على هذه الدرر النفيسة ..

ـ[ابو عبد الله الهلالى]ــــــــ[19 - 03 - 10, 01:29 ص]ـ

بارك الله فيك على هذه الدرر النفيسة ..

ونطمع في المزيد منها

ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[19 - 03 - 10, 02:49 م]ـ

الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

أمَّا بعد:

جزى الله تعالى الأخ الفاضل:" أبو المظفر ". على هذه الفوائد، وبمعنى كلام العلامة محمد عمرو عبد اللطيف رحمه الله تعالى، قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه النافع:" شرح علل الترمذي ". بعد أن نقل كلاماً للخطيب في هذا المعنى:

" وهذا الذي ذكره الخطيب حق، ونجد كثيراً ممن ينتسب إلى الحديث لا يعتني بالأصول الصحاح كالكتب الستة ونحوها، ويعتني بالأجزاء الغريبة، وبمثل مسند البزَّار ومعاجم الطبراني، أو أفراد الدارقطني، وهي مجمع الغرائب والمناكير ". انظر شرح العلل لابن رجب: (ص162). طبعة دار الكتب العلمية

أخوكم من بلاد الشام

أبو محمد السوري


من مواضيعي السابقة في الملتقى:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/search...&starteronly=1
أ و:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/search...nduser&u=54632

ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[23 - 08 - 10, 03:03 م]ـ
بارك الله في الجميع.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير