وقال أبو حسان مهيب بن سليم البخارى: سمعت محمد بن يوسف البخارى والد أبى ذر يقول: كنت فى الصحبة فى طريق الحج مع يحيى بن معين، فدخلنا المدينة ليلة الجمعة و مات من ليلته، فلما أصبحنا تسامع الناس بقدوم يحيى و بموته، فاجتمع العامة و جاءت بنو هاشم، فقالوا: نخرج له الأعواد التى غسل عليها النبى صلى الله عليه وسلم، فكره العامة ذلك، و كثر الكلام، فقالت بنو هاشم: نحن أولى بالنبى صلى الله عليه وسلم منكم، و هو أهل أن يغسل عليها، فأخرج الأعواد، و غسل عليها، و دفن يوم الجمعة فى شهر ذى القعدة سنة ثلاث و ثلاثين و مئتين. قال أبو حسان: و هى السنة التى ولدت فيها.
و قال خليفة بن خياط، و أبو حاتم الرازى، و أحمد بن محمد بن عبيد الله
التمار، و أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفى، و على بن أحمد بن النضر الأزدى، فى آخرين: مات سنة ثلاث و ثلاثين و مئتين.
و قال عباس الدورى فى موضع آخر: مات بالمدينة فحمل على أعواد النبى صلى الله عليه وسلم و نودى بين يديه: هذا الذى كان ينفى الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
و قال محمد بن إسماعيل الصائغ المكى: مات بالمدينة و حمل على سرير النبى صلى الله عليه وسلم. قال إبراهيم بن المنذر: فرأى رجل فى المنام النبى صلى الله عليه وسلم و أصحابه مجتمعين، قيل لهم: ما لكم مجتمعين؟ فقال: جئت لهذا الرجل أصلى عليه، فإنه كان يذب الكذب عن حديثى.
و قال جعفر بن محمد بن كزال: كنت مع يحيى بن معين بالمدينة فمرض مرضه الذى مات فيه، و توفى بالمدينة، فحمل على سرير رسول الله صلى الله عليه وسلم و رجل ينادى بين يديه: هذا الذى كان ينفى الكذب عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
و قال أحمد بن كامل القاضى، عن أحمد بن محمد بن غالب: لما مات يحيى بن معين نادى إبراهيم بن المنذر الحزامى: من أراد أن يشهد جنازة المأمون على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فليشهد.
و قال جعفر بن أبى عثمان الطيالسى، عن حبيش بن مبشر الفقيه: رأيت يحيى بن معين فى النوم فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: أعطانى و حبانى و زوجنى ثلاث مئة حوراء، و مهد لى بين المصراعين.
و قال الحسين بن عبيد الله الأبزارى، عن حبيش بن مبشر: رأيت يحيى بن معين فى النوم فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: مهد لى بين المصراعين ـ يعنى ما بين بابى الجنة ـ قال: ثم ضرب بيده إلى كمه، فأخرج درجا، يعنى فقال: إنما نلنا ما نلنا بهذا، يعنى: كتابة الحديث.
و قال أبو بكر بن أبى الدنيا: حدثنى محمد بن أحمد، قال: قال حبيش بن مبشر: رأيت يحيى بن معين فى النوم فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لى، و أعطانى، و حبانى، و زوجنى ثلاث مئة حوراء، و أدخلنى عليه مرتين.
و قال موسى بن هارون الزيات: حدثنى عبد الله بن أحمد، قال: قال بعض المحدثين فى يحيى بن معين:
ذهب العليم بعيب كل محدث و بكل مختلف من الإسناد
و بكل وهم فى الحديث و مشكل يعنى به علماء كل بلاد
قال الحافظ أبو بكر الخطيب: حدث عنه محمد بن سعد كاتب الواقدى، و أحمد بن محمد بن عبيد الله التمار، و بين وفاتيهما خمس و تسعون سنة أو أكثر. و حدث عنه هناد بن السرى و بين وفاته و وفاة التمار اثنتان و ثمانون سنة
أو أكثر.
و روى له الباقون. اهـ.
قلتُ: فرحم الله أمام الأئمة في الجرح والتعديل وأحد أعلام هذه الأمة في هذا العلم فإنه رحمه الله من أكابر علماء الجرح والتعديل والعاملين به فقد كان من الذين إذا حكموا على الرجال بالضعف لم يؤخذ حديثهم عند كثيرٍ من المحدثين وقال إبن حجر في تهذيب التهذيب:
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 11/ 288:
و قال ابن حبان فى " الثقات ": أصله من سرخس، و كان من أهل الدين و الفضل،
و ممن رفض الدنيا فى جمع السنن، و كثرت عنايته بها و جمعه و حفظه إياها،
حتى صار علما يقتدى به فى الأخبار، و إماما يرجع إليه فى الآثار.
و قال العجلى: ما خلق الله تعالى أحدا كان أعرف بالحديث من يحيى بن معين، و لقد كان يجتمع مع أحمد و ابن المدينى و نظرائهم، فكان هو الذى ينتخب لهم الأحاديث لا يتقدمه منهم أحد، و لقد كان يؤتى بالأحاديث قد خلطت و تلبست فيقول: هذا الحديث كذا، و هذا كذا، فيكون كما قال. اهـ.
وقال عنه إبن حجر: ثقة حافظ مشهور إمام الجرح و التعديل ..
وقال عنه الذهبي: الحافظ، إمام المحدثين، فضائله كثيرة ..
والله تعالى أعلم .. أخوكم أبو مسلم الفلسطيني
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[26 - 03 - 10, 07:59 م]ـ
للفائدة ..