تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- علة رابعة: وهي الاختلاف على جرير، فبعضهم رواه عنه بلفظ "على صورة الرحمن " وبعضهم رواه عنه بلفظ " على صورته"،كما سبق في التخريج، فهذا اضطراب في رواية المتن، يعزز ما ذكره العلماء من سوء حفظ جرير بن عبد الحميد في آخر عمره.

وعلة خامسة: وهي أن عطاء لم يسمع من ابن عمر، كما أثبت النقاد وهم أهل هذا الشأن، ولهذا لا تجد في الصحيحين حديثا من رواية عطاء عن ابن عمر، فعلى فرض أن رواية الأعمش محفوظة، فهي منقطعة

وعلة سادسة:- وهي أن عطاء بن أبي رباح كان من الموالي، ولم يكن يُحسن العربية، وقد اشترط العلماء أن يكون الراوي عالما بالعربية إذا روى بالمعنى، خاصة إذا روى في باب الأحكام، قال الذهبي في ترجمة عطاء: "ولم يكن يحسن العربية. روى العلاء بن عمرو الحنفي، عن عبد القدوس، عن حجاج، قال عطاء: وددت أني أحسن العربية. قال: وهو يومئذ ابن تسعين سنة. .

فكيفما قلّبت الأمر وجدت الوهن في هذه الرواية، سواء من جهة التدليس أو الانقطاع، أو وجود علة الإرسال، أو وجود راو غير مستوفٍ لشرط الرواية، فمثل هذه الرواية لا يتوقف منصف يريد الحق ببطلانها بعد اطلاعه على واقع روايتها وكثرة عللها؟!

فالخلاصة أن الرواية المذكورة لا تثبت من جهة السند بتاتا، ولا تثبت من جهة المتن، فالتصرف في لفظ الحديث وروايته بالمعنى ظاهر لمن يتأمل في طرق الحديث وألفاظه، حيث ظن الراوي بأن الضمير في قوله "على صورته" يعود على الخالق جل وعلا، فقال: "على صورة الرحمن" بدل "على صورته"، وهو أمر محتمل جدا، وفي مثل هذه الحالة إذا تطرق الاحتمال سقط الاستدلال.

وقد ذهب إلى هذا البيهقي فقال: " ويحتمل أن يكون لفظ الخبر في الأصل كما روينا في حديث أبي هريرة، فأدّاه بعض الرواة على ما وقع في قلبه من معناه. ()

، قال ابن فورك: " وقد رُوي أيضا " إن الله خلق آدم على صورة الرحمن " وأهل النقل أكثرهم على إنكار ذلك وعلى أنه غلط وقع من طريق التأويل لبعض النقلة فتوهم أن الهاء يرجع إلى الله تعالى فنقل على المعنى على ما كان عنده في أن الكناية ترجع إلى الله تعالى () ثم نقل ابن فورك عن أهل العربية عدم صحة هذا الأسلوب من جهة اللغة، وأنه لو كان المراد ما فهمه الراوي لكان يقول: "إن آدم خُلق على صورة الرحمن"، لأن تقدم ذكره بالاسم الظاهر يقتضي عند إعادة ذكره التكنية عنه بالهاء من غير إعادة اسمه الظاهر، كقولك: إن زيدا ضرب عبده، ولا يقال: إن زيدا ضرب عبد زيد.

وقد نقل النووي عن المازري إنكار هذه الزيادة وأنه قال: " وليس بثابت عند أهل الحديث، وكأن من نقله رواه بالمعنى الذي وقع له وغلط في ذلك ".

وقد نُقل عن إسحق بن راهويه تصحيحه للحديث، أما الإمام أحمد فنُُقل عنه أنه استشهد به، أما إسحق بن راهويه فهو وإن كان محدثا معروفا إلا أنه ليس من نقاد الحديث فلا يُعتد بانفراده بالتصحيح مع وجود العلل المذكورة، وأما الإمام أحمد فلم يصرح بتصحيح الحديث إنما استشهد به، وهذا لا يعني التصحيح، لذا لم يخرجه في المسند، وقد ثبت عنه أنه قال: إن عطاء لم يسمع من ابن عمر- كما تقدم- وثبت عنه أنه رجّح الرواية المرسلة كما نقل عنه المروذي في المنتخب من العلل

إضافة إلى أن أحمد نفسه قد قال: "جرير لم يكن بالضابط عن الأعمش

وإن المتأمل ليدرك أن الشيخين لم يخرجا رواية " على صورة الرحمن " مما يدل على ردهم لها وتوهينها، ولا يُقال هنا لعلهم لم يخرجاها اختصارا، فهذا غير وارد هنا لأن فيها زيادة مؤثرة مخالفة للروايات الأخرى، وليس من منهجهما إخراج الروايات المنكرة.

ونلحظ أنهما إنما ساقا الأحاديث التي فيها لفظ الصورة في أبواب الرؤيا والشفاعة ونحو ذلك ولم يفردا للصورة بابا مستقلا مما يدل على أنهما لم يريا ما ورد في ذلك دالا على إثبات الصورة لله تعالى، وهو ما يتفق مع صنيع علماء الإسلام الذين فهموا من ذكر الصورة أن المراد بها صورة آدم في بعض الروايات أو صورة المضروب في رواية مسلم الآنفة الذكر، وأن ما جاء من نسبة الصورة لله تعالى مثل: " فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون " إنما أريد بذلك الصفة لكثرة ما تطلق الصورة على الصفة في كلام العرب كما أسلفنا. والحمد لله أولا وآخرا

ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[06 - 04 - 10, 11:25 ص]ـ

بالله عليكم من يستطيع إيصال هذه الرسالة للشيخ أبو اسحاق فلا يتوانى وله الاجر إن شاء الله منه تعالى ..

شيخنا الكريم بارك الله فيكم وحفظكم إن مما يؤلم سماعنا للهجمات المتكررة على الصحيحن من المدعو محمد سعيد حوى وقد نشرها عندنا في الأردن في جريدة الدستور وللعلم شيخنا فهي أكثر جريدة منتشرة في جميع أنحاء الأردن وقد رد فضيلة الشيخ علي الحلبي بعض الردود عليه لكننا نطمع من فضيلتكم وأنتم ممن نحسبهم والله حسيبهم في علم الحديث فبالله يا شيخ هيء نفسك للذب عن السنة وأهلها وعلى هذا عهدناك

بالله قولوا للشيخ هكذا بالحرف الواحد: يا شيخ بالله أين أنت عن هذا الدعي الكاذب أين أنت عن الدفاع عن سنة نبيك صلوات ربي وسلامه عليه ...

أسألكم بالله من يستطيع إيصالها للشيخ أبو اسحاق فسيكون ممن ينصر السنة وأهلها ومقالات هذا الدعي نشر بالعشرات في جريدة الدستور الأردنية طعنا ً في السنة والصحيحين فبالله أوصلوها للشيخ مصطفى العدوي إن امكن ذلك وكذلك الشيخ مازن السرساوي لنفضح هذا الكاذب ونبين ضحالته في هذا العلم الشريف وليخزى وليحيى من حيي عن بينة

والسلام

أخوكم الصغير:

أبو الحسن الرفاتي

عمان-الأردن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير