[الأئمة الأربعة روايتهم و ذكرهم في صحيح البخاري]
ـ[ابو حفص الجزائري]ــــــــ[30 - 04 - 10, 12:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم وبعد فهذا بحث متواضع أنجزته على عجل أقدمه لإخواني وهو في مضمونه مهمّ إذ يبين مدى استفادة إمام السنة من الأئمة الأربعة في أصح الكتب بعد كتاب الله و انتصاره للسنة كما فيه بيان طريقة البخاري في صحيحه من حيث تحريه للعلو ولو على حساب تفويته لروايات أئمّة في الضبط و الإتقان مما يؤكّد على قوة شرطه و إتقانه لكتابه.
و أول الأئمة الأربعة أبدأ به لسبقه زمنا:
الإمام النعمان بن ثابت أبو حنيفة: وقد كان الإمام أبو حنيفة إماما في الفقه و قد أثنى عليه غير واحد قال ابن المبارك " أفقه الناس أبو حنيفة ما رأيت في الفقه مثله " وعن يحيي القطان قال " لا نكذب الله ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة وقد أخذنا بأكثر أقواله " وقال الامام الشافعي " الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة " تهذيب التهذيب (04/ 229 - 230).
لكن و رغم جلالته في الفقه كان ضعيفاً في الحديث وهذا لا يضره لكثرة اشتغاله بالفقه رحمه الله و الفقهاء الذين يعتمدون كثيرا على الرأي لهم قصور في حفظ الحديث كما قال ابن رجب " قاعدة:الفقهاء المعتنون بالرأي حتى يغلب عليهم الاشتغال به:لا يكادون يحفظون الحديث كما ينبغي، ولا يقيمون أسانيده، ولا متونه، ويخطئون في حفظ الأسانيد كثيراً، ويروون المتون بالمعنى ويخالفون الحفاظ في ألفاظه، وربما يأتون بالألفاظ تشبه ألفاظ الفقهاء المتداولة بينهم " شرح علل الترمذي (2/ 711).
و قد ضعفه كثير من جهابذة الحديث وهذه أقوال الأئمة فيه: قال البخاري فيه "كان مرجئا سكتوا عنه وعن رأيه وعن حديثه " التاريخ الكبير (8/ 81)
قال ابن المبارك: [" كان أبو حنيفة مسكينا في الحديث ". وقال ابن أبي حاتم: " روى عنه ابن المبارك ثم تركه بآخره. سمعت أبي يقول ذلك ". ومنهم الإمام أحمد. روى العقيلي في " الضعفاء " (434) بسند صحيح عنه أنه قال: " حديث أبي حنيفة ضعيف ". ومنهم الإمام مسلم صاحب الصحيح فقال في (الكنى) (ق 57/ 1): " مضطرب الحديث ليس له كثير حديث صحيح ". ومنهم الإمام النسائي فقال في (الضعفاء والمتروكين " (ص 29): " ليس بالقوي في الحديث "].انتهى. منقول من كتاب الإرواء (2/ 278).
فلهذا أعرض أصحاب الكتب الستة عن روايته إلا في موضعين. قال المزي رحمه الله "روى له الترمذي في كتاب " العلل " من " جامعه " قوله: ما رأيت أحدا أكذب من جابر الجعفي، ولا افضل من عطاء بن ابي رباح. وروى له النسائي حديث أبي رزين، عن ابن عباس، قال: " ليس على من أتى بهيمة حد ".تهذيب الكمال (29/ 445).
و هكذا البخاري لم يخرج له إلا أنّه ذكر مذهبه إشارة إليه في مواضع بقوله عنه " قال بعض الناس " يريد بذلك الإمام أبي حنيفة ثم يرد عليه أحيانا.
و هذه هي المواضع التي ذكرها البخاري في صحيحه:
كتاب الزكاة -باب فى الركاز الخمس. وقال بعض الناس المعدن ركاز مثل دفن الجاهلية لأنه يقال أركز المعدن. إذا خرج منه شىء.
كتاب الهبة -باب إذا قال أخدمتك هذه الجارية على ما يتعارف الناس. فهو جائز. وقال بعض الناس هذه عارية.
-باب إذا حمل رجل على فرس فهو كالعمرى والصدقة. وقال بعض الناس له أن يرجع فيها.
كتاب الشهادات -و قال بعض الناس لا تجوز شهادة القاذف، وإن تاب
كتاب الوصايا باب قول الله تعالى " من بعد و صية يوصي بها أو دين" - و قال بعض الناس لا يجوز إقراره لسوء الظن به للورثة،
كتاب الطلاق باب اللعان. ..... وقال بعض الناس لا حد ولا لعان.
كتاب الأيمان و النذور - باب إن حلف أن لا يشرب نبيذا فشرب طلاء أو سكرا أو عصيرا، لم يحنث فى قول بعض الناس، وليست هذه بأنبذة عنده.
كتاب الإكراه -باب إذا أكره حتى وهب عبدا أو باعه لم يجز. و به قال بعض الناس.
-باب يمين الرجل لصاحبه إنه أخوه، إذا خاف عليه القتل أو نحوه. وقال بعض الناس لو قيل له لتشربن الخمر، أو لتأكلن الميتة، أو لنقتلن ابنك أو أباك أو ذا رحم محرم، لم يسعه ..
كتاب الحيل باب في الزكاة و أن لا يفرق .. وقال بعض الناس فى عشرين ومائة بعير حقتان. فإن أهلكها متعمدا، أو وهبها أو احتال فيها فرارا من الزكاة، فلا شىء عليه.
¥