[الحديث الضعيف الذي ينجبر وجوابره]
ـ[هاني يوسف الجليس]ــــــــ[10 - 05 - 10, 03:39 م]ـ
مقدمة:
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
? يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ?
[آل عمران:102].
? يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا? [النساء: 1].
? يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ? [الأحزاب: 70 - 71].
أما بعد،
قال الإمام الترمذي رحمه الله في تعريفه للحديث الحسن " كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب ولا يكون الحديث شاذا، ويروى من غير وجه نحو ذلك " [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn1) .
وقال ابن رجب رحمه الله تعالى عن الإمام أحمد في رواية ابن القاسم "ابن لهيعة ما كان حديثه بذاك وما أكتب حديثه إلا للاعتبار والاستدلال انما اكتب حديث الرجل كاني استدل به مع حديث غيره يشده لا انه حجة اذا انفرد " [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn2)
وعلماء الجرح والتعديل قد أنصفوا الرجال أيما إنصاف ومن إنصافهم انهم بينوا قسما من الرواة لا يحتج بهم ولا يسقط حديثهم وهم الذين يكثر في حديثهم الوهم ولا يغلب عليهم فإذا وافقهم غيرهم مثلهم او اعلى منهم قبل حديثهم.
وهذا الذي دفع الترمذي ان يقول " الضعيف الذي عرف ان ناقله غير متهم بالكذب رديء الحفظ فانه اذا رواه المجهول خيف ان يكون كاذبا او سيء الحفظ فاذا وافقه آخر لم يأخذ عنه عرف أنه لم يتعمد كذبه، واتفاق الاثنين على لفظ واحد طويل ق\ يكون ممتنعا وقد يكون بعيدا، ولما كان تجويز اتفاقهما في ذلك ممكنا نزل عن درجة الصحيح " [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn3)
وقال ابن تيمة كذلك "فان تعدد الطرق وكثرتها يقوي بعضها بعضا حتى قد يحصل العلم بها ولو كان الناقلون فجارا فساقا فكيف اذا كانوا علماء عدولا ولكن كثر في حديثهم الغلط ومثل هذا عبد الله بن لهيعة فانه من أكابر العلماء وكان قاضيا بمصر كثير الحديث لكن احترقت كتبه فصار يحدث من حفظه فوقع في حديثه غلط كثير مع ان الغالب على حديثه الصحة " [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn4)
وقال ابن تيمية "ولتحيح الحديث وتضعيفه ابواب تدخل وطرق تسلك ومسالك تطرق " [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn5)
مما سبق من هذه الأقوال يتبين لنا ان العلماء لهم مسالك وطرق في تقوية الاحاديث وتبين لنا ان الحديث عندهم ليس كله على نوع واحد وان من الاحاديث ما ضعفه يجبر بغيره.
لذا وقع اختياري ان اتكلم عن هذه المسألة " الحديث الضعيف الذي ينجبر وجوابره دراسة تأصيلية تطبيقية. وقد عرضت هذا الموضوع على فضيلة الأستاذ الدكتور محمد قاسم علي العمري _عميد كلية الشريعة جامعة اليروك_ فأبدى موافقته على ذلك.
الباب الأول: الحديث الضعيف تعريفه واقسامه وانواعه
المبحث الأول: تعريف الحديث الضعيف.
الحديث الضعيف:
قال ابن الصلاح في تعرفه " كل حديث لم تجتمع فيه صفات الحديث الصحيح ولا صفات الحديث الحسن المذكوران فيما تقدم فهو حديث ضعيف " [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn6)
وكذلك قال ابن كثير [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn7) وابن الملقن [8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn8).
¥