ـ[مبارك]ــــــــ[28 - 03 - 03, 02:25 ص]ـ
أما أن الإمام الألباني رحمه الله لا يصل معشار الإمام البخاري فهذا حق لكن لا يعني ذلك أن لا يخطىء البخاري ويصيب الألباني (وفوق كل ذي علم عليم).
" أما كون الإمام البخاري رحمه الله مجتهد فهذا فيما يتعلق بشيوخه من الرواة، وبينهم وبين الصحابة وسائط كثيرون، اعتمد في ثقتهم وعدمها على الرواة من الأئمة قبله، فلم يعرف عدالتهم وضبطهم إلا من أخبار أولئك الأئمة.
فإذا كان الواقع من مثل البخاري في التصحيح تقليداً لأنه بناه على إخبار غيره عن أحوال من صحّح أحاديثهم، كان كل قابلٍ لخبر من تقدمه من الثقات مقلداً.
وإن كان الواقع من البخاري من التصحيح اجتهاداً، مع ابتنائه على خبر الثقات، فليكن قولنا بالصحة لخبر البخاري المتفرع عن اخبار الثقات
اجتهاداً ز فإنه لا فرق بين الإخبار بإن هولاء الرواة " ثقات حفاظ " وبين الإخبار بإن " الحديث صحيح " إلا بالإجمال والتفصيل ..... " (نقلاً من كلام الإمام الصنعاني في كتابه الرائع إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد ص82 ـ83).
واعلم أنه ليس الإمام الألباني هو الذي تعقب البخاري بل قبله شيخ الإسلام ابن تيمية قال: والذين لم يثبتوا هذا الحديث لم يبلغهم من وجه يعتمدونه، وقد أشاروا إلى علته، وهو انفراد عيسى بن يونس به، وقد تبين أنه لم يتفرد به، بل وافقه حفص بن غياث ...
فكان عليك أن تقول في شيخ الإسلام ابن تيمية ماقلته في الشيخ الألباني رحمه الله وإلا في نفسك شيء على الإمام الألباني لا يعلمه إلا علام الغيوب.
واعلم أن توقير العلماء سواء من المتقدمين أو المتأخرين من السنة
لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا، ويأمر بالمعروف وينه عن المنكر ويعرف لعالمنا حقه " ويقول التابعي الجليل طاووس بن كيسان رحمه الله: " من السنة أن يوقر أربعة: العالم، وذو الشيبة، والسلطان،والوالد "
وقال الإمام المجاهد ابن المبارك رحمه الله: " حق على العاقل أن لا يستخف يثلاثة: العلماء، والسلاطين، والإخوان؛ فإنه من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالسلطان ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مرؤته "
والقدح في العلماء إيذاء العلماء لهم، و الإيذاء للعلماء إيذاء لأولياء لله صالحين فإن العلماء العاملين يدخلون دخولاً ألياً في وصف الأولياء.
وهذا معنى أن إيذاء العلماء أمر خطير؛ لأن من عادى ولياً لله فقد آذنه الله بالحرب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ في الحديث القدسي: " من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ".
والإستهزاء بأهل العلم والفضل، والتنقص من أقدارهم، وتعييرهم والقدح فيهم خطر على دين المرء، إذ قد يفضي بصاحبه إلى مالم يكن بحسبانه نسأل الله السلامة والنجاة يوم القيامة.
ومع ذلك أقول إن العلماء بشر يخطئون ولكن اتهامهم بالخطأ يعرض فيه مزلقان خطيران:
الأول: أن يكون اتهامهم بالخطأ غير صحيح فيخطئهم المخطىء فيما هم فيه مصيبون، أو يتهمهم بما ليس فيهم.
إذ من الناس من تأخذه العجلة، والنظرة السوداوية للأمور فيحمل كلام الناس على الشر والخطأ.
وعين الرضا عن كل عيب كليلةٌ ... كما أن عين السخط تبدي المساويا.
ومن الناس من يكون إنكاره على عالم بسبب جهله بحال ذالك العالم.
ـ[أسامة الهيتي]ــــــــ[06 - 02 - 09, 09:38 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً