تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأصل العدالة في اللغة: الاستقامة، يقال: طريق عدل أي مستقيم، وتطلق على استقامة السيرة والدين، قال الزركشي في "البحر": واعلم أن العدالة شرط بالاتفاق ولكن اختلف في معناها فعند الحنفية عبارة عن الإسلام مع عدم الفسق. وعندنا ملكة في النفس تمنع عن اقتراف الكبائر وصغائر الخسة كسرقة لقمة والرذائل المباحة كالبول في الطريق والمراد جنس الكبائر والرذائل الصادق بواحدة.

قال ابن القشيري: والذي صح عن الشافعي أنه قال: في الناس من يمحض الطاعة فلا يمزجها بمعصية وفي المسلمين من يمحض المعصية ولا يمزجها بالطاعة فلا سبيل إلى رد الكل ولا إلى قبول الكل، فإن كان الأغلب على الرجل من أمره الطاعة والمروءة قبلت شهادته وروايته، وإن كان الأغلب المعصية وخلاف المروءة رددتها".أقول أين ذكر البدعة والدعوة إليها في هذا التعريف ومما هو معلوم أن التعاريف تصان من الخلل فتكون جامعة مانعة وليس فيه ذكر البدعة إلا أن يقال أن العدالة تتضمن عدم البدعة وأين هي في التعريف، نعم ذكرها ابن حجر في النكت على ابن الصلاح ج1/ص494 فقال: "أوصاف الطعن وهي تكذيب الراوي أو تهمته بذلك أو فحش غلطه أو مخالفته أو بدعته أو جهالة عينه أو جهالة حاله ... " لكن المقصود أصحاب البدع الكبرى الذين يستحلون الكذب كالخطابية كما ورد عن الشافعي بل قال ابن حجر نفسه في مقدمة فتح الباري1/ 385:" إنه لا أثر للتضعيف مع الصدق والضبط". فلا بد من حمل كلامه على أولئك الذين قال فيهم الذهبي:" .. فما استحضر الآن في هذا الضرب (يعني أصحاب البدعة الكبرى) رجلا صادقا ولا مأمونا بل الكذب شعارهم والتقية والنفاق دثارهم"،خصوصا وأن الابتداع هو اعتقاد ما حدث على خلاف المعروف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (وأصحابه) لا بمعاندة بل بنوع شبهة (نزهة النظر ص44).وقال ابن كثير في اختصار علوم الحديث بشرحه الباعث الحثيث ص12:" وقد قال الشافعي: أقبل شهادة أهل الأهواء إلا الخطابية من الرافضة، لأنهم يرون الشهادة بالزور لموافقيهم. فلم يفرق الشافعي في هذا النص بين الداعية وغيره، ثم ما الفرق في المعنى بينهما؟. هكذا يتسائل!!!

ثم أنظر ما قاله الصنعاني في ثمرات النظر ص84 تحت عنوان (ثقة المبتدع): "

وأحيل القارىء الكريم إلى ثمرات النظر للصنعاني (ص52 - 92) ففيه تحقيق نفيس. وإني لا أدعي الاستيعاب في ما ذكرت، راجيا من الكرام إتحافي بما يرونه صوابا وبيان ما يرونه خطأ مدعوما بالأدلة العلمية، وبارك الله في الجميع.

الخلاصة باختصار: أن المبتدع مظنون العدالة من حيث الأصل فقد تحمله بدعته إلى الكذب إلا إذا تيقنا من صدقه فذاك، وهذا يعني أن كل صاحب بدعة يجب أن يبحث عن حاله وبعينه. والله أعلم.

وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

أبو الحسين الحسيني

العراق/ بغداد

ـ[أبو الحسين الحسيني]ــــــــ[19 - 05 - 10, 04:12 م]ـ

السلام عليكم وبعد: أرجو من الأخوة الأفاضل بيان ملاحظاتهم على هذا المقال مع بيان الأخطاء وبارك الله في الجميع

ـ[أبو الحسين الحسيني]ــــــــ[25 - 06 - 10, 03:58 م]ـ

ملاحظة: يرى البعض اليوم أنه لا حاجة لنا برواية المبتدع بعد عصر التدوين ولا أدري من أين له هذا التأصيل.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير