تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلتُ: ذكر الترمذي في جامعه: "باب المنديل بعد الوضوء"، وأورد فيه حديث عائشة (برقم 83) وقال عقبه: حديث عائشة ليس بالقائم، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الباب شيءٌ، وأبو معاذ يقولون: هو سليمان بن أرقم وهو ضعيف عند أهل الحديث اهـ

قال ابن ممدوح القاهري: وقد أخرج ابن عدي الحديث في الكامل (2/ 250) في ترجمة سليمان بن أرقم.

قلتُ: إذا ذكر ابن عدي في كتابه "الكامل في ضعفاء الرجال" حديثاً في ترجمة راو ضعيف دل ذلك على أنه من أحاديثه الضعيفة.

أما الحديث الثاني حديث معاذ بن جبل (برقم 84) فقال الترمذي عقبه: هذا حديث غريب، وإسناده ضعيف. رشدين بن سعد وعبدالرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي يُضعَّفان في الحديث اهـ.

وقال ابن ابن ممدوح القاهري: هذا ما ذكره الترمذي، فاعتمد عليه من اعتمد في نفي ثبوت ما جاء في التمندل، وليس كذلك، لأن للحديث شواهد والباب فيه الثابت.

فقد أخرج النسائي في الكنى (عمدة القاري 3/ 195) والدولابي في الكنى (2/ 110) والبيهقي (1/ 185) شاهداً صحيحاً له.

قال الدولابي: حدثنا إبراهيم بن يعقوب قال حدثنا سهل بن حماد قال حدثنا عمرو بن العلاء قال أخبرني إياس بن جعفر بن الصلت أبو مريم الحنفي قال أنبأ فلانٌ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان له منديل أو خرقة يمسح بها وجهه إذا توضأ.

شيخ الدولابي هو الجوزجاني ثقة حافظ معروف، وسهل بن حماد ثقة من رجال مسلم، وأبو عمرو العلاء ثقة أيضاً، وإياس بن جعفر هو أبو مريم الحنفي وقيل ابن ضُبيح بالضاد المعجمة وقيل بغير المعجمة وقيل إياس بن جعفر والاختلاف في اسم الشخص لا يضر، وثقه ابن حبان (4/ 34) وقال الدارقطني في سؤالات البرقاني (37):" بصري تابعي ثقة " وأخباره مبسوطة في أخبار القضاة لوكيع (1/ 269).

و" فلان " شيخ أبي مريم صحابي، انظر عمدة القاري (3/ 195). وصحح إسناده البدر العيني في عمدة القاري والصواب حليفه كما ترى اهـ كلام ابن ممدوح القاهري.

قلتُ: أخرجه البيهقي في الكبرى (حديث رقم 879) وقال: إنما رواه أبو عمرو العلاء عن إياس بن جعفر أن رجُلاً حدّثه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت له خرقة أو منديل فكان إذا توضأ مسح بها وجهه ويديه، أخبرنا بذلك أبو الحسن بن أبي المعروف الفقيه، أنا أبو سهل بشر بن أحمد الاسفرائني، ثنا أحمد بن الحسن بن عبدالجبار الصوفي، ثنا القواريري، ثنا عبدالوارث عن أبي عمرو العلاء عن إياس بن جعفر فذكره اهـ كلام البيهقي.

قلتُ: أعله البيهقي بقطع السند ثم وصله، وهو من منهج النقاد المتقدمين في إعلال الحديث، مثل البخاري والترمذي وابن خزيمة وغيرهم (انظر هذا الموضوع في مقدمة تحقيق مصنف ابن أبي شيبة لفضيلة الشيخ محمد عوامة).

وكرر ابن ممدوح القاهري قوله: ومما سبق يعلم أن باب التمندل فيه الثابت اهـ المراد من كلامه

فأكرّر عليه قول الترمذي تحت " باب المنديل بعد الوضوء ": ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الباب شيءٌ اهـ

ثم قال الترمذي في آخر الباب: وقد رخص قوم من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعدهم في التمندل بعد الوضوء، ومن كرهه إنما كرهه من قبل أنه قيل إن الوضوء يوزن، وروي ذلك عن سعيد بن المسيب والزهري اهـ

قلتُ: كان على الشيخ ابن ممدوح القاهري الاشتغال بتخريج حديث من رخص فيه من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لا تصحيح أحاديث الباب التي قد أعلها الحفاظ المتقدمون مثل الترمذي وابن عدي والبيهقي لأن في تقوية الحديث بالشواهد والمتابعات خلاف، وقد قال الترمذي: لا يصح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الباب شيءٌ، مع كثرة الأحاديث الضعيفة المرفوعة في الباب، فتأملْ.

حرر بمدينة كوالالمبور، عاصمة ماليزيا الخضراء.

ـ[أبو الفضل البرقعي]ــــــــ[26 - 05 - 10, 11:58 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

كذلك قبل الحديث عن الكتاب يجب أن نتحدث عن المؤلف نفسه و طعنه في عائشة و بعض الصحابة و أبشر الأخوة أن حكومة دبي قامت بحرق كتب هذا الرجل بعد أن تكلفوا أمر طباعتها.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير