7. و (علم أصول الحديث)، بما اشتمل عليه من القواعد والقوانين المعرَّفة مجال الراوي والمروي من حيث القبول والرد؛ يمثل منهجاً نقدياً محكماً في شمولية وتوازن، تمّ به حفظ الدين الإسلامي من التحريف والتبديل من خلال حفظ (الحديث النبوي) من الخلط فيه، أو الدس والافتراء عليه.
8. فهو يحقق ولاء المسلم وانتماءه إلى دينه في المآل.
9. لقد عمل هذا العلم - ومازال، وسيبقى بمشيئة الله تعالى -، على الحيلولة دون تسلل الخرافة وتفشي البدعة في الحياة الإسلامية.
10.ومن ثَمَّ جاءت عناية العلماء في هذه الفترة الزمنية المعاصرة - في التصنيف في (علوم الحديث)، امتداداً للجهود الأصيلة لعلماء الحديث وأئمته في هذا الجانب على مدار القرون السالفة، تمكيناً وتأكيداً لتلك الغايات مجتمعة.
11.وإلى جانب ما تميزت به بعض المؤلفات المعاصرة في (علوم الحديث)، من تجديد في العرض أو الصياغة أو النقد أو الإضافة أو التطبيق؛
12. فإنَّ ربط (علوم الحديث) بحجية السنة ومكانتها وتاريخها ودفع الشُّبَه عنها، كان من السمات الرئيسة التي تميزت بها تلك المصنفات المعاصرة وينبغي أن نكون على ذُكْرٍ هنا أنَّ جانب التأريخ للسنة وعلومها في أدوارها المختلفة، كان رصيفاً للجانب الأول السابق والمتعلق بحجية السنة المطهرة ومكانتها والثقة بها ودفع الشُّبَه عنها، ومتمماً له.
فكان كلُّ جانبٍ يكمل الجانب الآخر، ويظهره، ويمكَّن له.
و إن من أبرز المصنَّفات في حجيَّة السنة النبوية ومكانتها، ودفع الشبه عنها و شروح هامة لها و التي ظهرت في هذه الفترة الزمنية المعاصرة:
1. (حجية السُّنَّة). عبد الغني عبد الخالق رحمه الله تعالى (1326 - 1403هـ) وتاريخ مقدمته عام (1361هـ)، وقد صدر في طبعته الأولى عام (1407هـ)،عن المعهد العالمي للفكر الإسلامي في أمريكا، في (598) ص.
ويعد هذا الكتاب بحق من أوفى الكتب في موضوعه، وأكثرها جِدَّةً ومنهجيةً وإحكاماً ورسوخاً.
وقد أحسن الدكتور محمد مصطفى الأعظمي عندما قال في حقَّه - كما في تقدمة المعهد للكتاب ص17:" إنَّه كتاب عظيم لو قُدَّرَ له أن يُنشر في وقته وبعد إعداده مباشرة لكان له أعظم الأثر على دراسات السنة والحديث وعلومه في سائر أنحاء الدنيا، وهو لا يزال قادراً على تغيير مجرى الدراسات المعاصرة والمنتظرة في السنة، وردَّ الكثير من الشبهات المثارة حولها.
2. (دفاع عن السنة وردَّ شُبَه المستشرقين والكُتَّاب المعاصرين).
محمد بن محمد أبو شهبة رحمه الله تعالى (1332 - 1403هـ).
وكان تأليفه له عام (1365هـ)، وقد صدرت له طبعات عدة، منها: طبعة صدرت عام (1409هـ)، عن مكتبة السنة في القاهرة وعدد صفحاته (250) صفحة، وقد ضُمَّ إليه كتابه الآخر الذي لم ينُشر من قبل.
3. (بيان الشُّبَه الواردة على السنة قديماً وحديثا وردّها ردّاً علمياً صحيحاً).
وقد وصف رحمه الله تعالى كتابه الثاني هذا بقوله في ص 329 منه: " هذا الكتاب الذي يعتبر عُصارة ذهني وعقلي وقلبي وخلاصة عمرٍ طويلٍ في دراسة السنة النبوية المطهرة والردود على ما يثار حولها من شُبَهٍ وتجنياتٍ وأباطيل، ما يزيد عن ثلث قرن من الزمان، ولله الحمد والمنة". وكتابه هذا يقع في (144) صفحة.
4. (السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي).
مصطفى حسني السباعي رحمه الله تعالى (1333 - 1384هـ). وتاريخ مقدمته له كان عام (1368هـ). وصدر له طبعات عدة، الثانية منها عن المكتب الإسلامي في بيروت، عام (1396هـ)، في (448) ص.
وممّا جاء في تقدمة الدكتور محمد أديب الصالح له ص: (هـ): "وبطريقة منهجية جامعة فَنَّدَ آراء المخالفين قديماً وحديثاً، وعرض لمواقف بعض المستشرقين والمستغربين، وكشف بالروح العلمية المنصفة مواقعهم وما وراء اتجاهاتهم من جهل وتزوير ".
وكان لهذا الكتاب على مدار الأعوام الأربعين السالفة - وما يزال -، بالغ الأثر في التمكين للسنة المشرفة، والذود عنها، ودحض الشبهات القديمة المتجددة حولها.
5. (الأنوار الكاشفة لما في كتاب " أضواء على السنة " من الزلل والتضليل والمجازفة).
عبد الرحمن بن يحيى المُعَلِّمي اليماني رحمه الله تعالى (1313 - 1386هـ).
¥