[الفرق بين الحسد و الغبطة]
ـ[عبدالسميع]ــــــــ[23 - 05 - 10, 08:28 م]ـ
الحسد فى ضؤ القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة
تمهيد:-
الحسد من القوى الخفية فى الكون ولولا ان الله تعالى ذكر لنا الحسد ( http://www.adaweya.net/showthread.php?t=2493) فى القرآن الكريم لما عرفنا شيئاً عنه. فهو غيب عنا فى كل صوره وقد أمرنا الله تعالى ان نستعيذ به من شر الحاسد. قال تعالى:" وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ". [الفلق: 5] اى من شر تلك القوى الخفية التى تصيبب الانسان بالضرر والتى تملأ القلوب بالحقد.
والحسد منافى للإيمان لأن فيه عدم الرضا بقضاء الله. وعدم الرضا بما قسمه الله تعالى لعبده وعدم الرضا بأقدار الله فى كونه وان الله قد وزع على الناس النعم بالعدل. فهذا أعطاه نعمة الصحة وهذا أعطاه نعمة الذكاء وهذا أعطاه نعمة المال. . .
تعريف الحسد:-
الحسد فى اللغة: تمنى زوال النعمة من الغير.
أما فى الشرع فيقول الإمام النووى:"واعلم ان الحسد ( http://www.adaweya.net/showthread.php?t=2493) يطلق على:
* تمنى زوال النعمة من الغير.
* وكذلك على تمنى اصطحاب عدم النعمة ودوام ما فى الغير من نقص أو فقر أو نحوه.
والإطلاق الأول هو الشائع والحسد بالإطلاقين ممقوت عند الله تعالى وعند عباده آت من باب الكبائر على ما اشتهر بينهم.
لكن التحقيق - والكلام ما زال للإمام النووى – ان الحسد ( http://www.adaweya.net/showthread.php?t=2493) الغريزى الجبلى اذا لم يعمل بمقتضاه من الإذى مطلقاً بل عامل المتصف به أخاه بما يحب الله تعالى مجاهداً نفسه لا إثم فيه بل يثاب صاحبه على جهاد نفسه وحسن معاملته أخاه ثواباً عظيماً لما فى ذلك من مشقة مخالفة الطبع كما لايخفى"
الغبطة:-
ذكر أهل العلم من المفسرين وغيرهم فى معنى الغبطة ما يلى:
الغبطة: ان تتمنى ان يكون لك مثل ما لأخيك المسلم من الخير والنعمة ولا يزول عنه خيره. وقد يجوز ان يسمى هذه منافسة ومنه قوله تعالى:" خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ" [المطففين: 26]
وقد ورد ذكر ذلك فى الحسد ( http://www.adaweya.net/showthread.php?t=2493) بمعنى الغبطة فى السنة النبوية الشريفة. .
ذكر الإمام البخارى فى صحيحه عن عبد الله بن عمر رضى الله بن عمر رضى الله عنهما قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم يقول:"لا حسد إلا على اثنتين. رجل آتاه الله الكتاب وقام به آناء الليل ورجل أعطاه الله مالاً فهو يتصدق به آناء الليل وأناء النهار".
وروى البخارى أيضاً عن أبى هريرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا حسد إلا فى اثنتين. رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار فسمعه جارٌ له فقال: ليتنى اوتيت مثل ما اُوتى فلان فعملت بمثل عمله .. ورجل آتاهه الله مالاً فهو يهلكه فى الحق فقال رجل: ليتنى اُوتيت مثل ما اوتى فلان فعملت مثلما يعمل .. "
والمنافسة قد تكون واجبة ومندوبة ومباحة.
* أما الواجبة إذا كانت تلك النعمة نعمة دينية واجبة كالإيمان والصلاة والزكاة فهنا يجب علليه ان يكون كذلك لانه لو لم يحب المنافسة على الواجبات لكان راضياً بالمعاصى ويكون بذلك واقعاً فى الحرام.
* والمندوبة إذا كانت النعمة من فضائل المندوبة كالإنفاق فى سبيل الله وتعليم الناس و و و.
* والمباحة إذا كانت النعمة من المباحات.
** تنبيه** الغبطة هى أول درجة من درجات الحسد ( http://www.adaweya.net/showthread.php?t=2493) فينبغى على الانسان ان يعالج نفسه ولا يطلق لها العنان لان بين الغبطة والحسد شعرة.
الحسد مرض نفسى يؤذى الحاسد وضرره على الحاسد أكبر من ضرره على المحسود غالباً. لذلك امرنا الله تعالى ان نتحصن ونستعيذ به من شر الحاسد.
بعض أمثلة الحسد ( http://www.adaweya.net/showthread.php?t=2493) فى القرآن:-
1 - "ود كثير منأهل الكتاب لو يردونكم من بعض ايمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم. . . "
2 - "ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء. . . "
3 - "إن تمسسكم حسنة تسؤكم وإن تصبكم سيئة يفرحو بها. . . "
(الفرح شماتة والحسد والشماتة متلازمان)
4 - "ولا يجدون فى صدورهم حاجة مما اُوتوا. . . "
(نفى الحسد ( http://www.adaweya.net/showthread.php?t=2493) من أخلاق المؤمنين)
5 - "أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله. . . "
6 - "وما تفرقو إلا من بعد ما جائهم العلم بغياً بينهم. . . "
(اى تحاسدو من بعد ما جائهم العلم فضاع منهم العلم)
ذم الحسد:-
• روى الإمام مسلم عن ابى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا تباغضو ولا تحاسدو ولا تجسسوا ولا تحسسو ولا تناجشوا وكونوا عباد الله إخواناً".
• وورد عن عوف بن عبد الله - وهو من كبار السلف – قال لأحد الاُمراء – الفضل بن المهلب -:"انى اريد ان أعظك بشئ: إياك والكبر فإنه أول ذنب عصى اللهَ به ابليسُ.
وإياك والحرص فإنه أخرج آدم من الجنة.
وإياك والحسد فإنه قتل ابن آدم أخاه حين حسده ثم قرأ:" وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ" [المائدة: 27].
وللحديث بقية ان شاء الله.
¥