تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[اشتراط البخاري ثبوت اللقيا]

ـ[أديب بشير]ــــــــ[09 - 06 - 10, 07:28 م]ـ

اشتراط البخاري ثبوت اللقيا – رد على الشريف العوني

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله. و بعد فهذه كلمات موجزات في الرد على الشريف العوني و الذي كتب كتابا أسماه " إجماع المحدثين على عدم اشتراط العلم بالسماع في الحديث المعنعن بين المتعاصرين" ادعى فيه أن البخاري لم يكن يشترط ثبوت اللقاء بين الراويين المتعاصرين

و كان يكفي الشيخ حجة على نفسه، و لو تأمل لما كتب كتابه أو لحذف قوله:

"ومن هنا تحوّلت المسألة تحوُّلاً خطيرًا، حيث تبنَّى ابنُ الصلاح (ت 643هـ) الرأيَ المنسوب إلى البخاري. وتتابع العلماء على ذلك، حتى هذا العصر." ا. ه. فان علماء هذه الأمة في اجماعهم على مدى ثمانبة قرون معصومون من الخطأ.

تقتصر هذه المناقشة على ثلاث مسائل: أدلة اشتراط ثبوت اللقاء من الصحيح ثم مناقشة الشريف العوني في قول البخاري (فلان لا أعرف له سماعا من فلان) و نحوها من العبارات وأخيرا مناقشة الشريف العوني في ادعائه لرواية البخاري أحاديث لم يثبت له فيها سماع بعض رواتها من شيوخهم

أولا: أدلة اشتراط ثبوت اللقاء من الصحيح

الدليل الأول: روى البخاري في كتاب الوكالة حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني يوسف بن الماجشون عن صالح بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن ابيه عن جده عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال كاتبت أمية بن خلف كتابا بأن يحفظني في صاغيتي ...... " قال أبو عبد الله سمع يوسف صالحا و ابراهيم أباه

قال بدر الدين العيني: " أبو عبد الله هو البخاري نفسه سمع يوسف الى اخره و ثبت في رواية أبي ذر عن المستملي يوسف هو ابن الماجشون المذكور في سند الحديث المذكور و صالح هو ابن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف و فائدة ذكر هذا و ان كان سماعهما علم من الاسناد تحقيق لمعنى السماع حتى لا يظن أنه عنعن بمجرد امكان السماع كما هو مذهب بعض المحدثين كمسلم و غيره " ا. ه.

و يوسف بن الماجشون مدني توفي سنة 185 و عاش 88 سنة، و صالح بن ابراهيم مدني مات في ولاية ابراهيم بن هشام (105 – 108)، و ذلك يعني أن يوسف سمع منه و عمره ما بين السبع و العشر سنوات، و البخاري يصحح سماع الصغير كما في كتاب العلم من صحيحه باب متى يصح سماع الصغير و في الباب حديث محمود بن الربيع (عقلت من النبي صلى الله عليه وسلم مجة مجها في وجهي و أنا ابن خمس سنين من دلو)

فان احتج محتج لبيان البخاري سماع يوسف من صالح بصغر سن يوسف انذاك، فماذا يقول في بيانه لسماع ابراهيم من أبيه؟ و ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف مدني توفي سنة 96 عن سن عالية و يحتمل أنه ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، و أبوه توفي عام 32، و هي معاصرة بين الأب و ابنه تزيد عن أو تقارب الاثنين و العشرين عاما. و من هنا يتضح خطا الشريف العوني في قوله (أنّ العلماء الذين استدلّوا لم يلجؤوا إلى (صحيح البخاري) لانتزاع الأدلّة منه، وإنما ذهبوا إلى كتب البخاري الأخرى كـ (التاريخ الكبير) و (الأوسط) و (القراءة خلف الإمام)).

الدليل الثاني: روى البخاري في كتاب الصلح، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي ان ابني هذا سيد: حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن أبي موسى قال سمعت الحسن يقول استقبل و الله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال ..... " قال أبو عبد الله قال لي علي بن عبد الله انما ثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث. و أبوبكرة نفيع بن الحارث أو ابن مسروح رضي الله عنه سكن البصرة، و توفي عام 51 و قيل 52 أما الحسن البصري فقد توفي سنة 110 عن 88 عاما، فهي معاصرة لتسع و عشرين أو ثلاثين عاما، و حيث أن أبا بكرة سكن البصرة فلا يرد على ذلك ارسال الحسن.

و بما تقدم يتضح خطأ الشريف العوني في ادعائه أن العلماء انما كانوا مقلدين للقاضي عياض في اثبات شرط البخاري، فالدارس لصحيح البخاري اما أن تنقدح المسألة في ذهنه ابتداءا، أو بعد دراسته لمقدمة مسلم لصحيحه.

و نترك للاخوة في الملتقى البحث عن أدلة أخرى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير