[يشكل علي حديث أنس في البسملة]
ـ[أديب بشير]ــــــــ[15 - 07 - 10, 03:56 م]ـ
قال أبو سلمة: سألت أنسًا أكان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-يستفتح بالحمد لله رب العالمين أو ببسم الله الرحمن الرحيم؟ فقال: إنك سألتني عن شيء ما أحفظه وما سألني عنه أحد قبلك.
وقال بعضهم: إنه كان نسي هذه المسألة فلم يجزم بها.
و سؤالي: أن أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كان يسمع سورة الفاتحة من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ست مرات جهرا كل يوم على الأقل، فكيف لا يحفظ في ذلك شئ؟ و الحمل على النسيان بعيد، و ذلك أن أنس يصلي في ست ركعات بالفاتحة جهرا كل يوم على الأقل بحسب ما حفظ عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الى حين سئل عن ذلك، فما توجيه قول أنس؟
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[15 - 07 - 10, 05:46 م]ـ
ـ أخي الكريم، كما لا يخفاك، أن أصل الحديث مختلف في ألفاظه.
ـ فرواية قتادة: حجاج ثنا شعبة قال قتادة: سألت أنس بن مالك بأي شيء كان يستفتح رسول الله صلى الله عليه و سلم القراءة قال إنك لتسألني عن شيء ما سألني عنه أحد.
أخرجه الإمام أحمد عن حجاج.
ـ وقال ابن رجب في الفتح: وروي عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: مَا أحفظه.
وهذا يدل عَلَى أَنَّهُ مِمَّا يخفى عَلَى السائل والمسئول، ولو كَانَ السؤال عَن الابتداء بقراءة الفاتحة لَمْ يخف عَلَى سائل ولا مسئول عَنْهُ.
فخرج الإمام أحمد من طريق شعبة: قَالَ قتادة: سألت أَنَس بْن مَالِك:بأي شيء كَانَ رَسُول الله (يستفتح القراءة؟ قَالَ: إنك لتسألني عَن شيء مَا سألني عَنْهُ أحد.
ومن طريق سَعِيد، عَن قتادة، قَالَ: قُلتُ لأنس - فذكره.
قَالَ: وحدثنا إِسْمَاعِيل - يعني: ابن علية -: ثنا سَعِيد بْن يزيد: أنا قتادة - أبو مسلمة -، قَالَ: قُلتُ لأنس.
قَالَ أحمد: وحدثنا غسان بْن مضر، عَن أَبِي مسلمة سَعِيد بْن يزيد، قَالَ: سألت أَنَس بْن مَالِك: أكان رَسُول الله (يقرأ ((بسم الله الرحمن الرحيم)) أو
(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (؟ فَقَالَ: إنك تسألني عَن شيء مَا أحفظه، أو مَا سألني عَنْهُ أحد قبلك.
وخرجه من هَذَا الوجه ابن خزيمة والدارقطني، وصحح إسناده.
وقد ذكرنا أَنَّهُ مختلف فِيهِ، وعلى تقدير أن يكون محفوظاً، فالمراد: هَلْ كَانَ يقرأ البسملة فِي نفسه، أم لا؟ فَلَمْ يكن عنده مِنْهُ علم؛ لأنه لَمْ يسمع قراءتها، فلا يدري: هَلْ كَانَ يسرها، أم لا؟
وأيضاً؛ فَقَدْ شك الرَّاوي: هَلْ قَالَ: ((لا أحفظه))، أو ((مَا سألني عَنْهُ أحد قبلك))، فالظاهر: أَنَّهُ إنما قَالَ: ((مَا سألني عَنْهُ أحد قبلك))، كما رواه شعبة وغيره عَن قتادة، كما تقدم.
وعلى تقدير: أن يكون قَالَ: ((مَا أحفظه))، فيجوز أن يكون نسي مَا أخبر بِهِ
ـ وقال الذهبي في السير: وهو ظاهر في أن أبا مسلمة سعيد بن يزيد سأل أنسا عن الصلوات الخمس، أكان النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح يعني أول ما يحرم بالصلاة بدعاء الاستفتاح أم بالاستعاذة، أم بالحمد لله رب العالمين؟ فأجابه أنه لا يحفظ في ذلك شيئا.
ـ وقال الزيلعي في نصب الراية: فَهَذِهِ الرِّوَايَاتُ كُلُّهَا صَحِيحَةٌ مُخَرَّجَةٌ فِي كُتُبِ الْأَئِمَّةِ، وَهِيَ مُخْتَلِفَةٌ، كَمَا تَرَى، وَغَيْرُ مُسْتَبْعَدٍ وُقُوعُ الِاخْتِلَافِ فِي مِثْلِ ذَلِكَ، وَكَمْ مِنْ شَخْصٍ يَتَغَافَلُ عَنْ أَمْرٍ هُوَ مِنْ لَوَازِمِهِ، حَتَّى لَا يُلْقِي إلَيْهِ بَالًا ألبتة، وينتبه لِأَمْرٍ لَيْسَ مِنْ لَوَازِمِهِ وَيُلْقِي إلَيْهِ بَالَهُ بِكُلِّيَّتِهِ، وَمِنْ أَعْجَبْ مَا اتَّفَقَ لِي أَنِّي دَخَلْت جَامِعًا فِي بَعْضِ الْبِلَادِ، لِقِرَاءَةِ شَيْءٍ مِنْ الْحَدِيثِ، فَحَضَرَ إلَيَّ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَهُمْ مِنْ الْمُوَاظِبِينَ عَلَى الْجَمَاعَةِ فِي الْجَامِعِ، وَكَانَ إمَامُهُمْ صَيِّتًا يَمْلَأُ الْجَامِعَ صَوْتُهُ، فَسَأَلْتهمْ عَنْهُ، هَلْ يَجْهَرُ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَوْ يُخْفِيهَا؟ فَاخْتَلَفُوا عَلَيَّ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَجْهَرُ بِهَا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: يُخْفِيهَا، وَتَوَقَّفَ آخَرُونَ، وَالْحَقُّ أَنَّ كُلَّ مَنْ ذَهَبَ إلَى أَيِّ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ فَهُوَ مُتَمَسِّكٌ بِالسُّنَّةِ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[15 - 07 - 10, 11:50 م]ـ
وقال بعضهم: إنه كان نسي هذه المسألة فلم يجزم بها.
ربما يكون هنذا اعتذار محدثي الشافعية ومن سار على طريقتهم في اياب البسملة اما من لايوجبها كالمالكية ومن اوجبها سرا فلا يعتذر بمثل هذا