ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[20 - 07 - 10, 08:25 م]ـ
أخي الحبيب أبو محمد الشربيني أين هذا التفريغ بارك الله لك وفيك وعليك
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[20 - 07 - 10, 08:56 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=76805
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[21 - 07 - 10, 11:59 م]ـ
وقد حاول أحد العلماء أو الباحثين المعاصرين وهو الشيخ عبد الفتاح أبو غدة عليه رحمة الله أن يُحدد بداية تأليف الإمام البخاري لكتابه الصحيح، اعتمد في ذلك على خبر ذكره الإمام العُقَيّلي؛ يذكر الإمام العقيلي عليه رحمة الله أن البخاري عرض كتابه " الصحيح " على ثلاثة من شيوخه وهم: الإمام أحمد، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأنهم وافقوه عليه وعلى صحة ما فيه إلا أربعة أحاديث فقط، يقول العقيلي: والصواب فيها مع البخاري، حتى هذه الأربعة أحاديث فالصواب فيها مع البخاري.
فحاول الشيخ أن يستنبط بداية التأليف من تواريخ وافيات هؤلاء العلماء؛ لأن أقدم واحد من هؤلاء - وهو يحيى بن معين - تُوفي سنة ثلاثة وثلاثين ومائتين من الهجرة، ومعنى ذلك أنه لا بد من أن البخاري ابتدئ في تأليف الصحيح قبل سنة مائتين وثلاثة وثلاثين، ولنفرض مثلًا ابتدئ في التأليف سنة مائتين واثنين وثلاثين؛ هذا في أقل تقدير، فيكون عمره حينها كم سنة؟ وُلد سنة أربع وتسعين ومائة، كم يكون عمره؟ ثمانية وثلاثين سنة هذا. ماهو البداية، هذا آخر تأليفه؛ لأنه عَرَض الصحيح كاملًا، يعني انتهى من تأليف الصحيح المفترض يكون قبل تَقدِيمِه سنة مائتين واثنين وثلاثين؛ لأنه عرض الصحيح كاملًا على هؤلاء الشيوخ الثلاثة، وأولهم وفاةً هو يحيى بن معين؛ سنة ثلاثة وثلاثين ومائتين، لكن نفرض أنه لعرض قبله وبعده بسنة على أقل تقدير، سنة مائتين واثنين وثلاثين، معنى ذلك أنه كان عمره ثمانية وثلاثين سنة يوم أن انتهى من تأليف الصحيح هذه الحكاية لم يذكرها العقيلي ولا تصحّ عنه، وإنما حكاها مسلمة بن قاسم في كتابه "الصلة" ولم يسمعها من العقيلي. قال ابن حجر في تهذيب التهذيب (9/ 46): ((وقال مسلمة في "الصلة": ... وسمعتُ بعض أصحابنا يقول: سمعتُ العقيليَّ: لمَّا ألَّف البخاريُّ كتابَه الصحيحَ، عَرَضَه على: عليّ بن المديني، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وغيرهم. فامتحنوه، وكلهم قال: "كتابك صحيح إلا أربعة أحاديث". قال العقيلي: والقول فيها قول البخاري، وهي صحيحة)). اهـ
وكذا نقَلَها ابنُ خير الإشبيلي في فهرسته (ص83 طبعة دار الكتب العلمية) فقال: ((قال مسلمة بن قاسم: سمعتُ مَن يقول: عن أبي جعفر العقيلي قال: لمَّا ألَّف البخاريُّ كتابه في صحيح الحديث، عَرَضَه على: عليّ بن المدينيّ، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وغيرهم. فامتحنوه، فكلُّهم قال له: "كتابك صحيح إلا أربعة أحاديث". قال العقيلي: والقول فيها قول البخاريّ، وهي صحيحة)). اهـ
قلتُ: وهذه الحكاية لا تصحّ لسببين ظاهرين:
(1) جهالة مَن نَقَلَ عنه مسلمة هذا القول عن العقيلي.
(2) أنّ العقيلي في ضعفائه أشار إلى ضعف عدد مِن الأحاديث التي أخرجها البخاريّ في صحيحه، فكيف يُنسَب إليه أنه قال: "وهي صحيحة"!
وهناك سبب آخر يقدح في صحة هذه الحكاية، وهي أنّ مسلمة بن قاسم قد جرحه عدد مِن العلماء وضعَّفوه. وقد انفرد بذكر حكايات منكَرة عن البخاريّ وصحيحه لا تُعرَف عن أحدٍ غيره، وما حكاية سَطْو البخاريّ على علل شيخه ابن المدينيّ ببعيدة. وكلامُ الحافظ ابن حجر فيها مشهور، ذكره في تهذيبه عقب الحكاية السابقة.
وبالتالي فكُلّ ما بُني على هذه القصة مِن تتبُّع وفيات هؤلاء الأئمة، والاستدلال على سنة تأليف البخاري لكتابه لا يلتئم.
والله أعلى وأعلم
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[22 - 07 - 10, 10:22 ص]ـ
قال الإمام الشافعيّ: من تعلّم علما فليدقّق؛ لئلاّ يضيع دقيق العلم
فجزاك الله خيرا أخي الكريم، وحفظك ورعاك، فكم سررت بنقدك هذا، وأنا لا أختلف معك فيما تفضلت، ودعني أبين لك:
الأمر الأول: عدم وجود هذا الكلام في الضعفاء للعقيلي:
ـ هذا صحيح، ولكن نقيده بقيد، وهو أن نقول بالرواية المطبوعة بين أيدينا، فللكتاب أكثر من رواية، وهذا يظهر في نقولات الأئمة المتأخرين من الكتاب، وقد نجد فيما نقلوه مالا نجده بين أيدينا، فهل نتعامل معه بهذه الطريقة؟
¥