[تعارض الحديثين في الظاهر]
ـ[أبو محمد سيلاني]ــــــــ[26 - 07 - 10, 08:53 ص]ـ
إخوة الملتقى - رعاكم الله وسلمكم -،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.،
عندي سؤال وجهه إليّ أحد الإخوة المثقفين من بلدنا، وهو من الذين يمارسون المحاماة في المحاكم و ممن على العقيدة السليمة يقرأ ترجمات كتب التفسير و الحديث، و اللغة التي يجيدها هي الإنجليزية، وبما أنه بدأ يقبل على قراءة كتب الحديث يحتاج إلى ترسيخ وطمأنينة نفس بالبيان والإقناع حتى يستمر على منهج الخير. و الله الموفق.
و سؤاله أن هناك حديثين في قبول توبة الله على العبد ظاهرهما التعارض، حيث إن احدهما يفيد أن التوبة مقبولة إلى آخر حياة الإنسان مهما بلغ من العمر بينما الآخر يفيد أن التوبة لاتقبل بعد ما بلغ الإنسان ستين سنة، فما وجه الجمع بينهما؟، وأود أن يكون الجواب واضحا وشافيا، وحبذا لو كان باللغة الإنجليزية. والحديثان كما يلي:
1. باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر .... ، رقم الحديث 6419 من صحيح البخاري
2. " إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر " (جامعالترمذي، باب في فضل التوبة .... من كتاب الدعوات، رقم الحديث 3537)
أجيبوا تؤجروا
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[26 - 07 - 10, 10:53 ص]ـ
ـ أخي الكريم، ليس في الحديث الأول قطع التوبة، وهذه بعض أقوال أهل العلم:
البدر العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري (33/ 179):
أي أزال الله عذره فلا ينبغي له حينئذ إلا الاستغفار والطاعة والإقبال على الآخرة بالكلية ولا يكون له على الله بعد ذلك حجة فالهمزة في أعذر للسلب وحاصل المعنى أقام الله عذره في تطويل عمره وتمكينه من الطاعة مدة مديدة.
الحافظ ابن حجر في فتح الباري (11/ 240):
قال ابن بطال إنما كانت الستون حدا لهذا لأنها قريبة من المعترك وهي سن الإنابة والخشوع وترقب المنية فهذا إعذار بعد إعذار لطفا من الله بعباده حتى نقلهم من حالة الجهل إلى حالة العلم ثم أعذر إليهم فلم يعاقبهم إلا بعد الحجج الواضحة وإن كانوا فطروا على حب الدنيا وطول الأمل لكنهم أمروا بمجاهدة النفس في ذلك ليمتثلوا ما أمروا به من الطاعة وينزجروا عما نهوا عنه من المعصية وفي الحديث إشارة إلى أن استكمال الستين مظنة لانقضاء الأجل.
ابن عثيمين في شرح كتاب الرقاق ـ من صحيح البخاري (1/ 9):
أي أعطاه عمرا يكون فيه العذر، أي عذر الله فأقام عليه الحجة فلم يعد له عذر عند الله عز وجل0