دفاعاً عن قاعدة من قواعد أهل الحديث ..
ـ[بو الوليد]ــــــــ[17 - 03 - 03, 11:01 م]ـ
قد جمعت بعض النقولات عن كبار الأئمة، والتي يثبت فيها استعمالهم لقاعدة الشبه في الحديث، فيقولون حديث فلان عن فلان أشبه بحديث فلان، وحديث فلان لا يشبه حديث فلان، وهكذا وقد تكلم عليها الحافظ ابن رجب وأجاد في شرح العلل للترمذي ..
تهذيب الكمال ج 29 ص 89
قال أبو أحمد بن عدي سمعت عبدان يقول سمعت أبا داود السجستاني يقول حديث بن أبي الهيذام عن الوليد عن الأوزاعي يشبه حديث هقل
الجرح والتعديل ج 7 ص 83
وأحاديثه عن بن أبى أوفى بواطيل لا تكاد ترى لها أصلا كأنه لا يشبه حديث بن أبى أوفى.
علل الأحاديث ص 119
قال ابن الشهيد في الحديث رقم (29): .. وهو حديث يشبه أحاديث عبد الله بن سعيد.
تاريخ بغداد ج 14 ص 269
يحيى بن معين وسئل عن يعقوب بن محمد فقال أحاديثه تشبه أحاديث الواقدي محمد بن عمر بن واقد.
ضعفاء العقيلي ج 2 ص 118
حدثنا عبد الله بن أحمد قال سمعت أبي يقول سعد بن سنان تركت حديثه ويقال سنان بن سعد وحديثه غير محفوظ حديث مضطرب وسمعته مرة أخرى يقول يشبه حديثه حديث الحسن لا يشبه حديث أنس.
فهذا مما يدل على أن هذه القاعدة مجمع على العمل بها عندهم متى ما كان العامل بها مؤهّلاً لذلك.
والأمثلة في هذا كثيرة جدا، وإنما أردت ما صرحوا فيه بلفظ الشبه، وهي أقل من غيرها؛؛ فإن أكثر كلامهم في هذه القاعدة يكون بمثل قولهم: هذا لا يكون من حديث فلان، أو ليس هذا من حديث فلان، أو إنما يعرف بهذا فلان،، وكل ذلك بمعنى متقارب، حكمه واحد، ومصدره واحد، ونتيجته واحدة، وقد نقول نحن مثل هذا فيمن سبرنا أقوالهم من معاصرينا وغيرهم، فنعرف فتاواهم وأقوالهم، وننفي عنهم بعض ما يصح به السند إليهم؛؛ لماذا؟!
لأننا عرفنا أقوالهم وحفظناها وميزنا طرائقهم، فقل مثل ذلك في الأئمة الحفاظ الذين عرفوا أحاديث الثقات وحفظوها وميزوها عن غيرها، فلا يمكن لأحد الزيادة فيها، أو التلاعب بها، رحمهم الله رحمة واسعة، وجمعنا بهم في مستقر رحمته، إنه جواد كريم.
والله أعلم.
ومن كان لديه إضافة للموضوع فليتفضل بها مشكوراً ..
ـ[مبارك]ــــــــ[20 - 03 - 03, 10:08 م]ـ
المثال الأول:
* ابن أبي الهَيْذَام وهو: موسى بن عامر بن عُمارة بن حُرَيْم الناعم، الدمشقي.
ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: يغرب.
وقد خرج حديثه في " صحيحه ".
وقال الذهبي: صدوق صحيح الكتب، تكلم فيه بعضهم بغير حجة، ولا ينكر له تفرده عن الوليد فإنه أكثر عنه.
وقال الحافظ: صدوق له أفراد.
· الوليد بن مسلم القرشي مولاهم، أبو العباس الدمشقي، ثقة لكنه كثيرُ التدليس والتسوية. وحديثه في دواوين الإسلام.
· عبدالرحمن بن عمرو بن أبي عمرو الأوزاعي أ أبو عمر الفقيه، ثقة جليل. حديثه في دواوين الإسلام.
· هِقْل بن زياد الْسْكسَكي، الدمشقي، نزيل بيروت، قيل: هِقْل لقبٌ، واسمه محمد أو عبدالله وكان كاتب الأوزاعي: ثقة، روى له أصحاب الكتب الستة سوى البخاري.
المثال الثاني:
· فائد بن عبدالرحمن الكوفي، أبو الورقاء العطار، متروك اتهموه.
· ابن أبي أوفى هو: عبدالله بن أبي أوفى، واسمه علْقمة بن خالد بن الحارث بن أبي أسيد بن رفاعة الأسلمي، أبو إبراهيم، وقيل: أبو محمد، وقيل: أبو معاوية، أخو زيد بن أبي أوفى لهما ولأبيهما صُحبة، شهد بيعة الرضوان، روى له الجماعة. (تهذيب الكمال 14/ 317)
المثال الثالث:
ذكر الحافظ ابن الشهيد حديث من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: فذكره.
قال أبو الفضل:
وهذا حديث منكر، وإنما رواه عاصم بن محمد عن عبدالله بن سعيد المقبري عن أبيه.
وعبدالله بن سعيد شديد الضعف.
قال يحيى بن سعيد القطان:
" ما رأيت أحداً أضعف من عبدالله بن سعيد المقبري ".
ورواه معاذ بن معاذ عن عاصم بن محمد عن عبدالله بن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة.
وهو حديث يشبه أحاديث عبدالله بن سعيد.
وقال ابن الجوزي عن طريق عبدالله بن سعيد في
" الموضوعات " (3/ 199):
" وهذا لا يصح عن الرسول صلى الله عليه وسلم ... "
فتعقبه السيوطي (2/ 396) بقوله:
" بل هو صحيحٌ، وله طرقٌ أُخرى ".
¥