تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد قال الحازمي: " لا نقربأن البخاري كان يرى تخريج حديث من ينسب إلى نوع من أنواع الضعف، ولو كان ضعف هؤلاء قد ثبت عنده لما خرّج حديثهم " (12).

فالتساهل في أحاديث الفضائل لا يُنسب للبخاري بمثل هذا، وأيضاً فلا يُنسب له خلافه إلا بدليل واضح، فقول القاسمي: " والظاهر أن مذهب البخاري ذلك -أي: عدم جواز رواية الضعيف في الفضائل-، يدل على ذلك شرطه في صحيحه " (13).

فيه بُعد؛ فإن شرط البخاري في صحيحه لا يدل على ذلك، بل قد قال البخاري: " ما أدخلت في كتابي الجامع إلا ما صح، وتركت من الصحاح لحال الطول " (14).

فهذا لا يدل على ذلك، ولكن يمكن أن يُقال أن إخراجه لأحاديث ضعيفة في " الأدب المفرد " يدل على أنه يرى التساهل في رواية الأحاديث الضعيفة في الفضائل ونحوها، والله أعلم.

وهذا بخلاف العمل بالضعيف، كما أوضحناه في " حكم العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال ".

ثم وقفت على قول محققي: " كتاب الأدب المفرد للبخاري لم يلتزم فيه الصحة في كل أحاديثه التي أوردها فيه، وإنما فيها جملة أحاديث مما أوردها في صحيحه، وطائفة من الأحاديث التي خرّجها مسلم في صحيحه، وباقي الأحاديث غالبها مما شاركه فيها أصحاب السنن والمسند، وفيها الصحيح والحسن والضعيف ضعفاً خفيفاً، وهذا مما يدلك على أنه رحنه الله كان يذهب إلى جواز العمل بالضعيف في فضائل الأعمال والرقائق والمناقب " (15)!!

فوقعا في نفس الخطأ الذي وقع فيه النووي من عدم التفرقة بين الرواية والعمل، وقد اوضحنا ذلك في المصدر المشار إليه.

* * * * *


(1) حديث صحيح، أخرجه البخاري في صحيحه (11/ 237 – فتح)، وابن أبي عاصم في الزهد (185)، وأبونعيم في حلية الأولياء (3/ 301)، وابن حبان في صحيحه (2/ 471 / 698 – إحسان)، وروضة العقلاء (ص 181)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 369)، وشعب الإيمان (7/ 261 و262/ 10244 و10245) من طريق: الأعمش، قال: حدثني مجاهد، عن عبدالله بن عمر، مرفوعاً.
وقد توبع الأعمش عليه، كما بيناه في تخريج سنن الترمذي.
(2) نوادر الأصول، ومن طريق مالك بن سعير هذا: أخرجه أيضاً الخطابي في العزلة (ص 44)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 373 / 644).
(3) هدي الساري (ص 463).
(4) قواعد في علوم الحديث (ص 426).
(5) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (3/ 369)، وشعب الإيمان (7/ 262 / 10245)، بإسناد صحيح.
(6) أخرجه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/ 324) بإسناد صحيح.
(7) التاريخ، رواية الدوري (4/ 124).
(8) نقله المزي في تهذيب الكمال (25/ 654).
(9) الجرح والتعديل (7/ 324).
(10) الجرح والتعديل (7/ 324).
(11) علل الحديث، لابن أبي حاتم (1/ 127).
(12) شروط الأئمة الخمسة (ص 70).
(13) قواعد التحديث (ص 113).
(14) أخرجه الخليلي في الإرشاد (ص380)، والمزي في تهذيب الكمال (24/ 442)، والذهبي في سير أعلام النبلاء (12/ 402) بإسناد حسن.
(15) التعليق على الآداب الشرعية، لابن مفلح (1/ 8).

ـ[محجوبي محمد صلاح الدين]ــــــــ[15 - 03 - 10, 03:48 م]ـ
ما قول الشيخ عبد الكريم الخضير - حفظه الله - في العمل بالحديث الضعيف في مجال اللغة عموما؟

ـ[محمد بن خيري آل شاهين]ــــــــ[28 - 10 - 10, 02:42 ص]ـ
هل يتطوع أحدكم - جزيتم الجنة - بوضع رابط لرسالة الماجستير للدكتور عبد الكريم خضير والتي جمعت الموضوع،،

ـ[أبو عبد الله الداغستاني]ــــــــ[29 - 10 - 10, 08:53 ص]ـ
السؤال: هل ألف البخاري كتابه الأدب المفرد للرواية كما ادعاه الأخ أبو المنهال الأبيضي أم للعمل بما فيه؟

تنبيه: ولا أظن يا أخي العزيز أبا المنهال أن الإمام النووي لم يفرق بين الرواية والعمل.

ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[30 - 10 - 10, 11:17 ص]ـ
تكلم الشيخ عبدالعزيز الطريفي عن مسألة العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال في أول شريطه (فضائل الايات و السور) .. و قد بين الشيخ حفظه الله معنى كلمة "فضائل الأعمال" و فيه فوائد جميلة جداً.
http://www.islamhouse.com/p/316521

ـ[أبو سليمان الجندى الأثرى]ــــــــ[30 - 10 - 10, 06:04 م]ـ
إنظر فى كتاب (قواعد التحديث) للقاسمي ص 113 , أو 143 ..

تجد أنه أقر أن البخارى , كان لا يقبل بالضعيف فى فضائل الأعمال ..

و هذا هو كتاب شيخنا المحدث \ عبد الكريم بن عبد الله الخضير , حفظة الله تعالى ..
http://www.archive.org/download/SEQAAT/DEEF.pdf

و بالله التوفيق ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير