4 - (الحديث والقرآن) 92، في تعليقه على حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عند البخاري 3/ 25، أنّ أبا بك1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر قال للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن أبواب الجنة: (بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا) .. الحديث.
ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[01 - 10 - 10, 12:17 ص]ـ
ومن إهمال الكاتب للأدلة المضادة أيضاً؛ ما ذكره تعليقاً على قول النبي صلى الله عليه وسلم: (تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم فقالوا أعملت من الخير شيئاً؟، قال: كنت آمر فتياني أن ينظروا ويتجاوزوا عن الموسر .. ) (1)، فعلق الكاتب قائلاً: (الملائكة ليس لها الحق بمساءلة البشر ولا محاسبتهم لأن المحاسب هو الله صاحب الحق في العبادة "ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين") (2).
فيقرر الكاتب هنا بطلان هذا الحديث، مستدلاً على ذلك بأن في الحديث ذكر مساءلة الملائكة للبشر، بينما تلك المساءلة لا تكون للملائكة وإنما هي لله وحده، هكذا يقول.
وهذا محض ظن من الكاتب لا يسنده دليل من القرآن الكريم، بل آيات الكتاب الكريم ناطقة بخطأ هذه الدعوى، ومصرحة بكون الملائكة تسأل الناس وتناقشهم وتجادلهم في الدنيا عند قبض أرواحهم، وفي الآخرة كذلك في جهنم، فمن ذلك على سبيل المثال:
1 - قوله تعالى في سورة الأعراف 37: (فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين)، فدلت الآية على كون الملائكة تسأل المفترين المكذبين عند توفيهم لهم قائلة " أين ما كنتم تدعون من دون الله"؛ وأنهم يجيبون قائلين " ضلوا عنا".
2 - وقال تعالى في غافر 49 - 50: (وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب قالوا أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال)، فلاحظ وقوع السؤال من خزنة النار من الملائكة للكفار الذين فيها، وأنهم يجيبون، وأن الملائكة ترد عليهم وتقرعهم، في محاورة ومجادلة.
3 - وقال تعالى في الزمر 71 - 72: (وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمراً حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين)، أيضاً تسأل الملائكة الموكلة بخزانة النار الكفار عند سوقهم إليها، فإذا ردَّ الكفار بما لا عُذْرَ فيه أُمِرَ بهم إلى النار.
4 - وقال تعالى في سورة الأنعام 93: (ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو قال أوحي إليَّ ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون).
5 - وقال تعالى في سورة الملك 8 - 9: (تكاد تميَّزُ من الغيظ كلّما ألقيَ فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير).
وغيرها من الآيات الدالة على وقوع مساءلة الملائكة للناس، غير أني اكتفيت بما بانت دلالته من النصوص، وتركت من احتمل من ظواهر الأدلة، وكل هذا دال على أن الكاتب لم يول الأدلة المضادة العناية الكاملة، ولا تأمل فيها، وإنما هجم على تقرير ما يريد دون توفية المسألة كفايتها من النظر.
- - - - -
(1) صحيح البخاري 3/ 57/2077.
(2) الحديث والقرآن 97 - 98.
ـ[أبو أويس علي الخطيب]ــــــــ[03 - 10 - 10, 07:35 م]ـ
جزاك الله خيرا على الجهد المبارك
لابن قرناس كتاب اسمه سنة الأولين بين فيه منهجه الذي يعتمد عليه في النقد كما ذكر بعض الإخوة
فهل اطلعت عليه؟
وأين أجده؟
وهل يمكن رفعه على الشبكة؟
ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[05 - 10 - 10, 07:20 ص]ـ
حياك الله أخي: أبا أويس علي الخطيب، شرفت بمرورك ..
¥